“ترند التحرش”… بين فضح المتحرشين وتوريط أبرياء بالتشهير!
عاد موضوع التحرش ليتصدّر منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ أيام قليلة، ولكن هذه المرة بزاوية مثيرة للجدل، حيث تبنّت الفتيات والنساء “ترند” جديد لكشف المتحرشين والتقاط صور ومقاطع فيديو لهم ثم نشرها واستعمالها للتبليغ أمام مصالح الأمن، غير أن الأمر تطوّر لاحق إلى “ترند معاكس” بعدما تم التشهير بأشخاص لا علاقة لهم بالوقائع المتداولة، […] The post “ترند التحرش”… بين فضح المتحرشين وتوريط أبرياء بالتشهير! appeared first on الشروق أونلاين.


عاد موضوع التحرش ليتصدّر منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ أيام قليلة، ولكن هذه المرة بزاوية مثيرة للجدل، حيث تبنّت الفتيات والنساء “ترند” جديد لكشف المتحرشين والتقاط صور ومقاطع فيديو لهم ثم نشرها واستعمالها للتبليغ أمام مصالح الأمن، غير أن الأمر تطوّر لاحق إلى “ترند معاكس” بعدما تم التشهير بأشخاص لا علاقة لهم بالوقائع المتداولة، حيث تحول من ظاهرة وعي جماعي إلى مادة رقمية تستغل بطريقة “مشوّهة” لركوب موجة “الترندات” وتحقيق المشاهدات، ولو على حساب سمعة وخصوصيات الآخرين.
مقاطع فيديو مصورة انتشرت على منصات “تيك توك” و”الفايس بوك” مؤخرا، تظهر رجالا في وضعيات عادية داخل الحافلات أو سيارتهم وحتى في الشوارع، تعرضوا لضرر معنوي كبير، بعد انتشار صورهم وفيديوهاتهم وهي تتداول على نطاق واسع خلفت لهم مشاكل عائلية ونفسية، خاصة المتزوجين منهم، ما اضطر بعضهم للجوء إلى القضاء ورفع شكاوى ضد من قام بالتصوير والترويج، ومن بينها حادثة تصوير شاب بدون علمه من طرف فتاة، ثم نشر الفيديو عبر تطبيق “تيك توك” في سياق يوحي بالتحرش، ما أدى إلى تداول واسع لصورته على الإنترنت، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء إلى العدالة مؤكدا أنه ضحية تشهير لا غير، القصة فجّرت الجدل بعد انتشار الفيديو كالنار في الهشيم، كما أن المفارقة في القصة هي أن عائلة الفتاة طلبت لاحقا من الضحية التنازل، بعد أن أقرت بأن ابنتهم نشرت الفيديو فقط لأجل التفاعل وجلب المتابعين، واتضح أن الهدف من الفيديو لم يكن سوى “الترند” واصطياد المشاهدات، هذه الواقعة سلّطت الضوء على خطورة العبث بالمحتوى الحسّاس، وعلى تحوّل قضايا أخلاقية وجنائية إلى مجرد أدوات للركوب على الموجة.
البحث عن التفاعل الرقمي على حساب القيم الاجتماعية
لكن هذه الحادثة لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة من الحالات المماثلة، وبين رفض الفعل المشين، والوقوف ضد استغلاله كذريعة للتشهير والتضليل، يرى مختصون بضرورة بتشديد العقوبات على كل من يسيء استعمال المنصات الرقمية، مؤكدين أن محاربة التحرش لا تكون عبر “تكسير” سمعة الأبرياء، بل عبر الوعي، والتبليغ، وتطبيق القانون في مجاله الصحيح، كما أن رفض التحرش واجب إنساني وأخلاقي لا نقاش فيه، إلا أن تلفيق التهم واستغلال هذه القضايا للبحث عما يسمى بـ”البوز”، يشكّل انحرافا خطيرا، يضرب القيم الاجتماعية ويشوه النضال الحقيقي للضحايا الفعليين، وله عواقب قانونية وخيمة على مرتكبيها منها التصوير بدون إذن من السلطات والشخص ذاته.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post “ترند التحرش”… بين فضح المتحرشين وتوريط أبرياء بالتشهير! appeared first on الشروق أونلاين.