تغييب غزة عن اتفاق إيران والاحتلال… “نصر صامت لتل أبيب”

في خضم الضجيج السياسي والتصعيد العسكري بين إيران والاحتلال، سقطت غزة من المشهد سقوطًا مريعًا، لا في التصريحات ولا في الاتفاقات ولا حتى في حسابات الأطراف الفاعلة. ويُحذر الباحث وليد عبد الحي من أن “غياب غزة عن بنود أي اتفاق يعني نصرًا إسرائيليًا صامتًا”، مشيرًا إلى أن هذا التغييب المتعمد أو العارض قد يكون أكثر […] The post تغييب غزة عن اتفاق إيران والاحتلال… “نصر صامت لتل أبيب” appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 24, 2025 - 16:31
 0
تغييب غزة عن اتفاق إيران والاحتلال… “نصر صامت لتل أبيب”

في خضم الضجيج السياسي والتصعيد العسكري بين إيران والاحتلال، سقطت غزة من المشهد سقوطًا مريعًا، لا في التصريحات ولا في الاتفاقات ولا حتى في حسابات الأطراف الفاعلة.
ويُحذر الباحث وليد عبد الحي من أن “غياب غزة عن بنود أي اتفاق يعني نصرًا إسرائيليًا صامتًا”، مشيرًا إلى أن هذا التغييب المتعمد أو العارض قد يكون أكثر خطورة من القصف ذاته.
ويرى عبد الحي أن غزة، التي كانت تتصدر واجهة الأخبار قبل أسابيع، “أصبحت منذ بداية المواجهة الإيرانية الإسرائيلية مجرد خبر عابر في وسائل الإعلام، رغم ارتفاع معدل القتل اليومي فيها بشكل لافت”. ويؤكد أن هذا التراجع في التركيز الإعلامي والسياسي على غزة يمثل “مكسبًا إسرائيليًا واضحًا لا لبس فيه”، إذ يُضعف التعاطف الدولي ويمنح إسرائيل هامشًا أوسع للتحرك بلا ضغوط.
ويُسجل عبد الحي في تحليل للاتفاق الموقع بين إيران والاحتلال، ملاحظة لافتة: “الاتفاق الملتبس الذي أعلنه ترامب بشأن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خلا تمامًا من أي إشارة إلى غزة”. لا الجانب الأميركي تطرق إليها، ولا إسرائيل، ولا حتى ما سماه بـ” دبلوماسية الإنابة”، في إشارة إلى الدور الخليجي المعروف في الوساطات. ويتساءل: “هل نحن أمام فصل واضح للمسار الغزّي عن سياق المواجهة الكبرى؟ أم أن إعلان ترامب يحتوي على بنود سرية لم تُكشف بعد؟”
ويعبّر عبد الحي عن خشيته من تكرار سيناريو سابق، كما حدث في الاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل، حين توقف الحزب عن دعم غزة فجأة بعد وساطة معينة. ويضيف: “أخشى أن يكون ما يجري حاليًا على غرار ذلك الاتفاق، حيث يتم تثبيت تهدئة مع أطراف المقاومة بشكل منفصل، مقابل هدوء مشروط أو مكاسب استراتيجية أخرى”.
في المقابل، يلفت عبد الحي النظر إلى أن الضربات الإيرانية بعد إعلان ترامب لوقف إطلاق النار لم تكن هامشية، بل “شملت قتلى وجرحى وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي”، مما يفتح الباب أمام سؤال مهم: “هل ترد إسرائيل؟ وكيف؟ ومتى؟”. وهو ما قد يعيد تصعيد الوضع مجددًا، لكن من دون أن تُعاد غزة إلى مركز الصورة.
أما عن السياق الأشمل، فيشير عبد الحي إلى أن “إيران، رغم نجاحها في إلحاق أذى بإسرائيل، كشفت في الوقت ذاته عن عمق الخرق الأمني داخل بنيتها العسكرية والعلمية”، ويضيف: “من الواضح أن إسرائيل لم تعد تراهن على المعارضة الداخلية لإسقاط النظام الإيراني، بل باتت تعتمد أكثر على توسيع شبكات التجسس وجمع المعلومات”. ويعتبر أن “قلب المعادلة” تمثل في ما وصفه بـ”انقلاب نعيم قاسم”، الذي شكّل بحسب رأيه “ذروة الاختراق الإسرائيلي لمحور المقاومة”.
ويرى عبد الحي أن إيران ارتكبت خطأ استراتيجيًا بفتح جبهات أخرى غير إسرائيل، لأن ذلك شتّت المشهد الإقليمي ومنح نتنياهو الذريعة لتوريط الولايات المتحدة في المعركة، مشيرًا إلى أن “ضرب القواعد الأميركية يعزز نفوذ تيار الصقور داخل واشنطن، ويبعد الأنظار عن تل أبيب، التي يفترض أن تكون الهدف الاستراتيجي المباشر”.
ويختم عبد الحي تحليله قائلًا: “تحليل الاتجاهات الجزئية للحدث بات أمرًا مرهقًا، لكن ما يُخنق في النفس هو الاتجاه الأعظم: كلما غابت غزة عن الطاولة، زاد رصيد إسرائيل من المكاسب، ولو لم تُعلن. فلنترقب… فربما الأيام القادمة تكشف المستور”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تغييب غزة عن اتفاق إيران والاحتلال… “نصر صامت لتل أبيب” appeared first on الشروق أونلاين.