توسيع ميناء نواذيبو .. الجزائر وموريتانيا يقبران المبادرة الأطلسية للمخزن
وجه الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، رسالة مشفرة إلى نظام المخزن المغربي مفادها أن المبادرة الأطلسية التي دعا إليها الملك المغربي محمد السادس، لا يمكن أن تنجز على حساب المصالح الاقتصادية العليا لنواكشوط، التي قد يطالها ضرر كبير في حال انخرطت في المسعى المغربي، على غرار توسيع ميناء نواذيبو. وتمثلت الرسالة في الزيارة التي […] The post توسيع ميناء نواذيبو .. الجزائر وموريتانيا يقبران المبادرة الأطلسية للمخزن appeared first on الجزائر الجديدة.

وجه الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، رسالة مشفرة إلى نظام المخزن المغربي مفادها أن المبادرة الأطلسية التي دعا إليها الملك المغربي محمد السادس، لا يمكن أن تنجز على حساب المصالح الاقتصادية العليا لنواكشوط، التي قد يطالها ضرر كبير في حال انخرطت في المسعى المغربي، على غرار توسيع ميناء نواذيبو.
وتمثلت الرسالة في الزيارة التي قادت الرئيس الموريتاني إلى ميناء نواذيبو في شمال البلاد، أين وضع حجر الأساس من أجل توسيع الميناء ليكون قطبا اقتصاديا، ومجمعا صناعيا لتحويل وتثمين أسماك السطح، وإطلاق مشروع الربط بالكابل البحري الدولي للألياف البصرية “EllaLink“، وهي المشاريع التي قالت الرئاسة الموريتانية إنها تندرج في جهود الحكومة لتعزيز البنية التحتية ودعم الاقتصاد الوطني، خصوصًا في مجالات الصيد والتحول الرقمي والخدمات اللوجيستية.
ويقع هذا الميناء في شمال الساحل البحري لموريتانيا، وهو قريب من ميناء الداخلة في الصحراء الغربية المحتلة، والذي يزعم نظام المخزن المغربي أنه سيحوله إلى ميناء تلتقي فيه البضائع القادمة من وإلى دول منطقة الساحل، ممثلة في كل من مالي والنيجر وبوركينافاسو، وتشاد، في إطار ما يعرف بمبادرة ولوج دول تلط المنطقة على المحيط الأطلسي.
ويحاول نظام المخزن المغربي مسح كل المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لدولة موريتانيا، التي يسعى إلى تحويلها إلى مجرد منطقة عبور للسلع القادمة من وإلى دول منطقة الساحل، باتجاه ميناء الداخلة المحتلة في الصحراء الغربية، وكأن موريتانيا على تتوفر على شريط ساحلي على المحيط الأطلسي، بمعنى أدق، يجعلها في خدمة المصالح المغربية.
وإن كان الأمر في الظاهر يشير إلى أبعاد اقتصادية للمشروع الذي يرى المراقبون أنه سوف لن يرى النور، إلا أن نظام المخزن المغربي يستهدف تحقيق أغراض جيوسياسية، تتمثل في جر دول منطقة الساحل على الاعتراف ولو ضمنيا بأن الصحراء الغربية المحتلة جزء من السيادة المزعودة للنظام العلوي، من خلال تسليمهم بنقل سلعهم إلى ميناء الداخلة، وذلك بالرغم من أن لهم منافذ بحرية أقرب إليها في السنغال ودول غرب إفريقيا.
غير أن السلطات الموريتانية، كما الجزائرية، تفطنتا لهذه الحيلة المخادعة منذ البداية، فالجزائر لم تكن معنية بالمشروع نهائيا بسبب العلاقات المتأزمة مع نظام المخزن المغربي، في حين أن موريتانيا رفضت الانضمام لهذه المبادرة منذ البداية، بحيث غابت عن كل الاجتماعات التي انعقدت بهذا الصدد، وذلك منذ الاجتماع الأول الذي انعقد في مدينة مراكش المغربية في ديسمبر من سنة 2023، بحيث لم يشارك فيه إلا وزراء خارجية دول منطقة الساحل الأربع.
ومنذ ذلك التاريخ، لم يتمكن النظام المغربي من إقناع موريتانيا بالمشاركة في هذه المبادرة، رغم محاولات دول أوروبية الضغط على نواكشوط من أجل الالتحاق بالمبادرة مثل فرنسا، إلا أنها كانت مصرة على الرفض، وقد جاءت زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى ميناء نواذيبو لتوسيعه، ليوجه رسالة لملك المخزن مفادها أن دول الساحل بإمكانها الولوج إلى المحيط الأطلسي عبر ميناء نواذيبو، دونما حاجة للانتقال على مسافات بعيدة نحو الشمال حتى ميناء الداخلة في الصحراء الغربية المحتلة.
علي. ب
;
The post توسيع ميناء نواذيبو .. الجزائر وموريتانيا يقبران المبادرة الأطلسية للمخزن appeared first on الجزائر الجديدة.