تيمقاد أدهشتني… وأحلم بجسور تعاون مع السينمائيين الجزائريين
في بهو مهرجان إمدغاسن السينمائي بباتنة، كانت سام جيني، المديرة الهادئة لمهرجان سينما أفريقيا بلوزان السويسرية، تشي بابتسامة ممتنة لكل من يقترب منها. جاءت إلى الأوراس كرئيسة لجنة مسابقة الأفلام الوثائقية، لكنها حملت معها أكثر من ذلك: حنينًا إلى إفريقيا، ورغبة في فتح نوافذ للتعاون السينمائي بين سويسرا والجزائر. تقول لـ الشروق:”هذه ثاني مرة أزور […] The post تيمقاد أدهشتني… وأحلم بجسور تعاون مع السينمائيين الجزائريين appeared first on الشروق أونلاين.


في بهو مهرجان إمدغاسن السينمائي بباتنة، كانت سام جيني، المديرة الهادئة لمهرجان سينما أفريقيا بلوزان السويسرية، تشي بابتسامة ممتنة لكل من يقترب منها. جاءت إلى الأوراس كرئيسة لجنة مسابقة الأفلام الوثائقية، لكنها حملت معها أكثر من ذلك: حنينًا إلى إفريقيا، ورغبة في فتح نوافذ للتعاون السينمائي بين سويسرا والجزائر.
تقول لـ الشروق:”هذه ثاني مرة أزور فيها الجزائر في إطار فعاليات سينمائية. لي صداقات عديدة مع زملاء جزائريين، وقد تمت دعوتي فلبيتها بسرور، فهذه اللقاءات تسهل تبادل الخبرات وبناء علاقات عمل، المهرجانات في جوهرها فضاء للتعارف بين العاملين في مهن السينما وصناعة الفعاليات الثقافية الكبرى”.
منذ وصولها، وجدت نفسها في حضن كرم جزائري أصيل: “غُمرنا بالترحاب الدافئ من الجمهور ومن أعضاء المحافظة الذين اعتنوا بكل تفاصيل إقامتنا. وأكثر ما شدني هو حرص المنظمين على إدماجنا في رحلات سياحية؛ جبل الشلعلع ومدينة تيمقاد الأثرية، وهناك وقفت مبهورة أمام مدينة رومانية مترامية، بكيانها وتناسقها وروحها التي ما تزال نابضة بالتاريخ”.
لكن سام ليست مجرد ضيفة عابرة، فهي تحمل معها إرثًا من مهرجانها الذي يطفئ شمعته العشرين العام المقبل:
“مهرجان سينما أفريقيا بلوزان الذي أنا مديرته، يقام أربعة أيام في شهر أوت من كل عام، يحتفي بالأفلام الطويلة والمتوسطة والقصيرة، من التحريك إلى الخيال والوثائقي والافتراضي والرقمي، ويعرض فيه ستون عملا. لدينا فروع عدة: قسم بانوراما التي تستعرض أعمال المبدعين الأفارقة أو المقيمين في المهجر المنتجة في العامين الأخيرين، وقسم المعرض الاسترجاعي الذي يبث أفلاما قديمة استعيدت بعمليات الترميم، ثم فوكيس حيث نسلط الضوء كل عام على سينما بلد أفريقي، وقد اختفينا في طبعة هذا العام بأنغولا، أذكر هذا لأني أؤمن بأن التعاون مع مهرجانات مثل إمدغاسن، الحامل لصفة الدولية، يفتح جسورا لمهرجاني الأفريقي على تجارب أوسع ويوسع دائرة الأفق نحو شراكات مثمرة”.
أما عن الأفلام الوثائقية التي تابعتها كرئيسة لجنة حكام مسابقة الأفلام الوثائقية، فقد لاحظت بصفاء الناقدة: “الكثير منها حافظ على حساسية سينمائية تمنح الوثائقي روحا فنية وإبداعية تتأسس على وقائع حقيقية، عكس أفلام أخرى اقتربت من التحقيق أو الريبورتاج. فالفيلم الوثائقي يختلف عن التحقيق جوهريا، إذ أنه ليس مجرد تناول لقضية أو موضوع ما، بل هو زاوية نظر تضيف حياة للمادة البصرية وللموضوع، فتفتح أبصارنا وأذهاننا على رؤية حول القضية وليس مجرد سرد مباشر لها”.
وتضيف: “التقييم لا يأخذ بعين الاعتبار الميزانية الكبيرة التي أنجز بها الوثائقي، أو تفضيلها على الأفلام المنجزة بوسائل بسيطة، جوهر التقييم الخضوع لأساسيات ومبادئ إنجاز الوثائقي، رغم الصعوبة الملحوظة في مجال الوثائقي القصير، علما أن الوثائقيات عموما تتركز على وقائع لا تخضع لسمات أفلام الخيال”.
هكذا غادرت سام جيني أروقة تيمقاد وإمدغاسن وقد رسخت في ذاكرتها صورة الجزائر كأرض كرم وفضاء سينما، وأحلام تعاون سينمائي عابر بين البلدان والجنسيات، حيث تختم مبتسمة: ” أتمنى أن أعود السنة القادمة لهذا المهرجان إن شاء الله”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post تيمقاد أدهشتني… وأحلم بجسور تعاون مع السينمائيين الجزائريين appeared first on الشروق أونلاين.