جون بولتون يحطّم معنويات المخزن من جديد!
تصنيف الكونغرس الأمريكي لـ”البوليساريو” كجماعة إرهابية مستبعد خلال شهر واحد فقط، صرح جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والسفير السابق في الأمم المتحدة ومساعد جيمس بيكر السابق في بعثة المينورسو، ثلاث مرات حول قضية الصحراء الغربية. ورغم خوض هذا الرجل في الكثير من القضايا التي للولايات المتحدة الأمريكية علاقة متوترة بها مثل الصين، روسيا […] The post جون بولتون يحطّم معنويات المخزن من جديد! appeared first on الشروق أونلاين.


تصنيف الكونغرس الأمريكي لـ”البوليساريو” كجماعة إرهابية مستبعد
خلال شهر واحد فقط، صرح جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق والسفير السابق في الأمم المتحدة ومساعد جيمس بيكر السابق في بعثة المينورسو، ثلاث مرات حول قضية الصحراء الغربية.
ورغم خوض هذا الرجل في الكثير من القضايا التي للولايات المتحدة الأمريكية علاقة متوترة بها مثل الصين، روسيا وإيران، إلا أنه لم يصرح ولم يجر مقابلات حول هذه المواضيع أكثر مما فعل مع قضية الصحراء الغربية هذه الأيام.
تفسير تصريحات جون بولتون المتواترة والمتتابعة توحي أنه يقود تيارا قويّا في أمريكا يهدف إلى تصحيح الموقف الأمريكي من قضية الصحراء الغربية وإعادته إلى السكة الصحيحة وهي الحياد.
في آخر مقابلة لجون بولتون مع جريدة Independiente الإسبانية، نشرها موقعها الإلكتروني يوم 6 جويلية 2025، يلمح الدبلوماسي السابق، وأحد صقور الحزب الجمهوري، إلى أن ترامب يمكن أن يغيّر موقفه من الحكم الذاتي، ويدعّم الاستفتاء إذا وجد محفزات، كما يحطّم بولتون معنويات المغرب، ويقول له إن مشروع تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية لن يمر في مجلسي الشيوخ والنواب.
وحول سؤال: “يوشك نزاع الصحراء الغربية على إتمام نصف قرن، ما هي وصفتك لحلّه؟”
يقول بولتون: “عملت مع جيمس بيكر في وزارة الخارجية عام 1991 طيلة فترة إدارة بوش الأب، انخرطت بحماس في صياغة قرار مجلس الأمن في 1991 (690) الذي أنشأ بعثة المينورسو، ووضع الأسس لإجراء الاستفتاء. في عام 1997، تم تعيين بيكر مبعوثا شخصيا لكوفي عنان إلى الصحراء الغربية، لأن المغرب كان قد عرقل مسار الاستفتاء بالكامل. لم يحدث شيء على الأرض”. يواصل بولتون قائلا: “اتصل بي بيكر وقال لي: كيف ترى الاستفتاء حول الصحراء الغربية؟ لم يكن موضع جدل في مجلس الأمن حينها، فشرحت له كل شيء، فقال لي: حسنا، يجب أن نحاول حلّه”. وهكذا تم توقيع اتفاقيات “هيوستن” عام 1997، والتزم المغرب مجدّدا بإجراء استفتاء، لكنه لم ينظم أبدا. أقول إن القضية مستمرة بلا نهاية. لقد مرّت 25 عاما من المماطلة المغربية. كان من الممكن تنظيم الاستفتاء بسهولة بعد أن اتفق الجميع على أن الأساس هو الإحصاء الإسباني لسنة 1975 الذي شمل ما بين 75 و80 ألف شخص فقط. لم يكن الأمر صعبا، ولكن المغرب سيطر فعليا على معظم أراضي الصحراء الغربية. لقد اعترفت إدارة ترامب في ولايتها الأولى بسيادة المغرب على الإقليم، وهو ما يخالف الموقف الأمريكي التقليدي. ولا زلت مصرا أن الحل الوحيد هو إجراء استفتاء. صحيح أن السياق الإقليمي أصبح أكثر تعقيدا، خاصة مع التوترات بين المغرب والجزائر، لكن اللاجئين الصحراويين ما زالوا في مخيمات تندوف ويأملون العودة إلى ديارهم. لا أحد يخالف هذا الحق. السؤال المطروح هو: تحت سيادة من؟ ولا أظن أن هذا سؤال صعب”.
وحول سؤال آخر هو: “هل لا تزال هناك فرصة لتنظيم استفتاء؟”، يقول بولتون: “لن تكون هناك فرصة مناسبة أبدا ما لم يتعاون المغرب، المغرب الذي يعتقد أنه ماسك بزمام الأمور، لم يظهر أي نية في التعاون. قابلت عدة مسؤولين بعد استقالة بيكر، وكلهم قالوا إن المغرب يرفض المجازفة بخسارة الاستفتاء. لقد نظّموا أكثر من “مسيرة خضراء”، ونقلوا المغاربة بكثافة إلى الصحراء الغربية. لكنهم يخافون أن يقول هؤلاء: الاستقلال فكرة ممتازة، ويخافون ألا ينجحوا في حسم نتائج الاستفتاء لصالحهم. إنه أمر مؤسف للغاية، ويعري ضعف الأمم المتحدة، التي أصدرت قرارا بسيطا، تم التوافق عليه، ثم رفضه أحد الأطراف، ففشل كل شيء”.
وعن سؤال آخر هو: “كيف تصف المغرب؟” قال جون بولتون: “كان المغرب معرقلا منذ البداية. كانت بعثة المينورسو متميزة، وشارك فيها جنود أمريكيون لأول مرة منذ عقود. بعد نهاية الحرب الباردة، قررنا أن نشارك في حفظ السلام، لكن المغاربة لم يتعاونوا أبدا، كما أخبرني العديد من أعضاء البعثة. ولهذا السبب، استنجد كوفي عنان بجيمس بيكر في نهاية 1996 وقال له: “لم نحرز أي تقدّم”، فتم تعيين بيكر كمبعوث، كونه شخصية معروفة لدى الملك الحسن الثاني، لكن بعد التوصل لاتفاق في 1997، نكث المغرب بوعده”.
أما جوهر المقابلة، فكان السؤال التالي: “هل كان ترامب محقا في دعمه لموقف المغرب؟” فجاء جواب جون بولتون على النحو الآتي: “لا، لا أظن ذلك. المغرب وقّع اتفاقات أبراهام مع إسرائيل بشرط أن تعترف واشنطن بسيادته على الصحراء الغربية، وصدّق ترامب على ذلك قائلا: “بكل تأكيد”. أظن أن المغرب كان سيوقّع الاتفاق مع إسرائيل في كل الحالات، لأنه كان قريبا جدا من فعل ذلك من قبل، وربما قبل مصر والأردن. لكنهم تحايلوا على فريق أمريكي لم تكن لديه أي فكرة عن الصحراء الغربية، وأعطوهم تنازلا لم يكن من المفترض منحه”.
السؤال الآخر المهم الذي طرح على بولتون هو: “هل يمكن أن يغيّر ترامب موقفه بعد عودته للبيت الأبيض؟”
يقول جون بولتون: “بكل تأكيد، إذا أراد ذلك. فوجئت أن إدارة بايدن لم تغيّر السياسة عند استلامها السلطة. ولا زلت أؤمن أن أمريكا يمكنها أن تقول: نحن نعترف بالسيطرة الفعلية للمغرب، لكن نطالب باستفتاء”. هذه هي النقطة المهمة. الاستفتاء هو ما يمكن أن يحسم القضية. لكن المغرب يدرك أنه لا يمكنه كسب التصويت، وهو قلق بشأن النتيجة، لذلك لا يريد المجازفة بالاستفتاء”.
بالنسبة لسؤال: “هل تحدثت مع ترامب بشأن هذه القضية؟”
يردّ جون بولتون: “نعم، بكل تأكيد. السيناتور الراحل جيم إنهوف، أحد أبرز أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، كان ملما بقضية الصحراء الغربية أكثر من أي أحد في مجلس الشيوخ. تحدث مع ترامب عدة مرات ودعم هذا الأخير إجراء الاستفتاء، لكن تغيّر موقفه فقط في سياق اتفاقات أبراهام، أثناء نهاية ولايته الأولى”.
بخصوص سؤال حول: “ترامب معروف بتفكيره خارج الصندوق. إذا دخلنا إلى عقليته، ما الذي قد يدفعه لتغيير موقفه؟”
عقّب جون بولتون: “ترامب قال مؤخرا إنه سيحوّل قطاع غزة إلى “ريفيرا شرق المتوسط”، لكن هذا لن يحدث. بالنسبة للصحراء الغربية، تمتلك سواحل طويلة على المحيط الأطلسي، ويمكنه أن يتخيل إقامة منتجعات وكازينوهات هناك. وإذا حصل على امتياز لشركته لبناء هذه المنشآت، فقد يتحمّس لدعم الاستفتاء. لو وجد حافزا ماديا، ربما يغيّر موقفه. يمكن للبوليساريو التفكير في شيء يمنحه مصلحة مباشرة، وإلا، فلن تكون القضية من أولوياته. ولو طرحت الحكومة الإسبانية الأمر عليه، ربما يهتم. لا أعلم إن كانوا سيفعلون ذلك”.
وينتقد جون بولتون الموقف الإسباني أثناء جوابه عن السؤال التالي: “هل تظن أن موقف الحكومة الإسبانية الحالية غير مساعد؟”
جون بولتون: “نعم، موقفها لا يساعد. الجميع اتفق على إجراء الاستفتاء، لكن المغرب نكث بتعهده، والضحايا هم الصحراويون، الذين لا يزالون في المخيمات بعد 25 سنة من التزامنا لهم بإجراء استفتاء، وقرابة 50 سنة على انسحاب إسبانيا من الإقليم. إنه أمر مخز حقيقة”.
في إجابته على سؤال: “هناك مناقشات في الكونغرس لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية”، يقول بولتون: “لا أظن أن هذا الاقتراح سيمر. إنه خطأ. حتى لو صوّت عليه في مجلس النواب، فلن يمرّ في مجلس الشيوخ. مثل هذا القرار يرتكز على أكاذيب بأن البوليساريو حليفة لإيران أو “حزب الله” أو “حماس”، وهذا غير صحيح إطلاقا. هناك منظمات أمريكية غير حكومية تعمل في المخيمات، وتقدّم خدمات صحية وتعليمية، بعضها ذات توجّه ديني، ولكنها تؤدي مهاما مدنية بحتة. ولو كانت هناك أي تأثيرات إيرانية أو من “حزب الله”، لاكتشفوها فورا. لا يوجد أي أساس لهذا الادعاء. إنها محض دعاية”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post جون بولتون يحطّم معنويات المخزن من جديد! appeared first on الشروق أونلاين.