خبراء السياحة يشيدون بالإجراءات الاستباقية لإنجاح موسم الاصطياف 2025

في إطار استعدادات الجزائر لموسم الاصطياف 2025، قدم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في اجتماع الوزراء الأخير توجيهات هامة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، وأكد الرئيس تبون على ضرورة تسهيل عمليات التنقل والوصول إلى مختلف الوجهات السياحية في الجزائر، لا سيما من خلال تحسين وسائل النقل والمواصلات.

وشدد تبون على ضرورة تكثيف التنسيق بين الوزارات والسلطات المحلية لضمان توفير خدمات النقل الجوي والبحري والبرّي بطريقة سلسة ومريحة. كما أشار إلى أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لتوسيع وتطوير الأسطول البحري والجوّي، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية في الموانئ والمطارات لتسهيل وصول المغتربين إلى أرض الوطن بأقل تكلفة وجهد ممكن.

كما أكد الرئيس على ضرورة توفير خدمات إضافية تستهدف الجالية، مثل تنظيم رحلات خاصة وتخصيص نقاط استقبال مخصصة لهم في مختلف نقاط العبور، لضمان راحتهم وسلامتهم. ومن المتوقع أن تساهم هذه التوجيهات في تعزيز توافد الجالية الجزائرية إلى بلادهم خلال موسم الاصطياف 2025، بما يعكس حرص الدولة على استقطاب المغتربين وتعزيز الروابط الوطنية.

الخبير الدولي في السياحة إبراهيم جلواجي: توجيهات الرئيس دفعة قوية للسياحة وارتياح واسع في صفوف الجالية

في هذا الصدد، أكد الخبير الدولي في السياحة وعضو المنتدى الدولي للسياحة المستدامة والرئيس التنفيذي لشركة “ميدي فوياج”  ابراهيم جلواجي في اتصال هاتفي لـ “الجزائر الجديدة” أن مهنيو القطاع ثمنوا توجيهات الرئيس التي دعت إلى  التكفل الشامل بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج التي تلقتها الجالية بإيجابية واسعة خاصة وسط أفراد الجالية، الذين عبروا عن ارتياحهم الكبير للقرارات الصادرة عن مجلس الوزراء الأخير، خاصة تلك المتعلقة بتحسين ظروف الاستقبال في الموانئ والمطارات، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وعلى رأسها تسليم جوازات السفر في نقاط العبور.

كما نوه الخبير في السياحة الدولية إلى أن المتعاملين في قطاع السياحة والأسفار استُحسنوا هذه التدابير التي ستفتح لشركات الملاحة البحرية الأبواب على مصراعيها للدخول إلى السوق الجزائرية هذه السنة ما سيشكل نقلة نوعية ستساهم في تحسين الخدمات وتقليص تكاليف النقل، سواء بالنسبة للجالية أو للسياح الأجانب القادمين من دول أوروبية على غرار فرنسا، إيطاليا وإسبانيا.

وتوقع جلواجي أن قطاع النقل الجوي سيشهد إقبالا متزايدا من طرف أفراد الجالية، الذين اختاروا زيارة الوطن هذا الصيف في أجواء من الطمأنينة والتنظيم الجيد، ما يتيح لهم الاستمتاع بالعطلة واكتشاف الوجهات السياحية الجزائرية بكل أريحية.

ويرى الخبير في السياحة الدولية وعضو المنتدى الدولي للسياحة المستدامة والرئيس التنفيذي لشركة “ميدي فوياج” أن موسم  الاصطياف 2025 سيكون من بين أنجح المواسم الصيفية في السنوات الأخيرة، بفضل الإجراءات التي انطلقت منذ أكثر من ستة أشهر، وأثمرت واقعا ملموسا على الأرض، سواء من حيث الأسعار المقبولة أو نوعية الخدمات المقدمة.

ودعا ذات المتحدث إلى ضرورة تواصل هذه التدبير والتحسينات والاهتمام بالقطاع الذي لطالما كان يعيش التهميش ، بتدابير أكثر تطورا تعكس إرادة الدولة في جعل الجزائر وجهة مفضلة لجاليتها وسياحها على حد سواء.

المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه تطلق سلسلة من التحذيرات والتوصيات

من جانبها أطلقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه سلسلة من التحذيرات والتوصيات، مع انطلاق موسم الاصطياف 2025، داعية إلى ضرورة التحضير الفعلي لضمان موسم سياحي آمن وصحي، سواء للمواطنين أو السياح القادمين من داخل وخارج الوطن.

وكشف المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ومحيطه، فادي تميم   في اتصال هاتفي لـ “الجزائر الجديدة” أن المنظمة تعمل على حدة محاور لضمان موسم يحمي المستهلك، حيث ركزت على ملف التسممات الغذائية كأحد أبرز المحاور التي يجب التركيز عليها، حيث التي تشهد الظاهرة ارتفاعا مقلقا في هذه الفترة نتيجة تفشي مظاهر البيع العشوائي، وغياب سلاسل التبريد، وتدني مستوى النظافة في عدد من المنشآت التجارية والخدمية، لا سيما في الولايات الساحلية ذات الكثافة العالية.

وتطرقت المتحدث إلى إشكال آخر الذي يثقل كاهل المستهلك، والمتمثل في الارتفاع العشوائي للأسعار، خاصة في المدن الكبرى التي تشهد تدفقاً سياحياً ملحوظاً، وأوضح أن بعض التجار يستغلون الموسم لتحقيق أرباح غير مبررة، ضاربين بعرض الحائط القدرة الشرائية للمواطن، حيث يتضاعف سعر قنينة الماء المعدنية الصغيرة مثلاً من 40 إلى 80 ديناراً في ظرف يوم واحد، وهو ما وصفته المنظمة بـ”الابتزاز الصريح” للمستهلك.

في المقابل، أشادت المتحدث بالخطوة الاستباقية التي قامت بها وزارة التجارة، والتي تمثلت في رفع كميات التموين بالمواد الاستهلاكية الأساسية في الولايات التي تشهد ضغطاً سياحياً كبيراً خلال الموسم، لتفادي الندرة والحفاظ على استقرار الأسعار، غير أن ذلك يجب أن يرافقه رقابة ميدانية صارمة على مستوى الأسواق والنقاط التجارية، لضمان احترام التسعيرة وعدم التلاعب بها.

وفي هذا السياق، شدد فادي تميم على أهمية تحسيس التجار والمواطنين معا، داعيا إلى اعتبار كل تاجر في المدن السياحية “سفيرا لوجهة الجزائر”، محذرا في ذات الوقت من أن سوء المعاملة أو الجشع التجاري قد يدفع السائح إلى العدول عن زيارة البلاد مستقبلاً، مفضلاً التوجه إلى وجهات سياحية مجاورة أكثر تنظيماً.

وختم المنسق الوطني للمنظمة بدعوة الجميع، مسؤولين ومهنيين ومستهلكين، إلى التحلي بروح المسؤولية من أجل الحفاظ على سمعة المناطق السياحية الجزائرية، والعمل المشترك على استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، بما يعزز الحركية الاقتصادية ويساهم في إنعاش السياحة الوطنية على أسس مستدامة.

ويجدر الذكر، أن الجزائر تستعد لاستقبال موسم الاصطياف لعام 2025  بما يخدم ضيوف الجزائر والمواطن الذي يخطط لقضاء عطلته الصيفية فى المناطق السياحية، حيث تكثف السلطات المحلية والجهات المعنية من تحضيراتها لتوفير تجربة سياحية متميزة، إذ يشهد هذا الموسم سلسلة من المشاريع الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية السياحية، وتهيئة الشواطئ، وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، في خطوة تهدف إلى جذب الزوار المحليين والدوليين، بالإضافة إلى تحفيز السياحة الداخلية.

وتركز التحضيرات على تحسين المرافق السياحية والفندقية، وتوفير خدمات النقل والمواصلات لتسهيل الوصول إلى الوجهات السياحية المتنوعة، كما يتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق السياحية لضمان راحة الزوار وسلامتهم، بما في ذلك تعزيز فرق الإنقاذ على الشواطئ وتنظيفها من المخلفات.  

فهيمة. ب

The post خبراء السياحة يشيدون بالإجراءات الاستباقية لإنجاح موسم الاصطياف 2025 appeared first on الجزائر الجديدة.