“سامحونا”.. كلمة مؤثرة للسفير بن جامع في مجلس الأمن لغزة

ألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، في جلسة عقدها مجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار في غزة، كلمة مؤثرة. عبّر فيها عن خيبة أمل عميقة من عجز المجلس عن حماية الشعب الفلسطيني، مقدّماً اعتذارًا صريحًا باسم الجزائر لكل الفلسطينيين، وخاصة سكان غزة. وقال بن جامع في [...] ظهرت المقالة “سامحونا”.. كلمة مؤثرة للسفير بن جامع في مجلس الأمن لغزة أولاً على الحياة.

سبتمبر 18, 2025 - 22:23
 0
“سامحونا”.. كلمة مؤثرة للسفير بن جامع في مجلس الأمن لغزة

ألقى الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، في جلسة عقدها مجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار في غزة، كلمة مؤثرة. عبّر فيها عن خيبة أمل عميقة من عجز المجلس عن حماية الشعب الفلسطيني، مقدّماً اعتذارًا صريحًا باسم الجزائر لكل الفلسطينيين، وخاصة سكان غزة.

وقال بن جامع في مستهل خطابه: “أبدأ باعتذار أوجهه إلى الشعب الفلسطيني تحديدًا في غزة وإلى كل من انصب تركيزه اليوم على مجلسنا. ونقول لكم نحن الجزائريين نسمعكم”.

ثم تابع مخاطبًا الفلسطينيين: “أيها الأشقاء الفلسطينيون، سامحونا، أنتم في غزة حيث تأكلكم النيران ويخنقكم الركام. والمجلس لم يتمكن من حمايتكم وحماية نسائكم حيث قتل الكيان الصهيوني أزيد من 12 ألف منهن”. مضيفًا: “المجلس لم يتمكن من إنقاذ أطفالكم حيث قتل الكيان الصهيوني أكثر من 18 ألف طفل وقتل أيضًا أكثر من 4000 من المسنين”.

ولم يخف السفير الجزائري، أسفه لعدم تمكن المجلس من الدفاع عن الصحافيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم تحت القصف. حيث قال: “سامحونا لأننا لم نتمكن من الدفاع عن صحافييكم الذين قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 250 منهم. سامحونا والمجاعة منتشرة في قطاع غزة والمجلس لم يتمكن حتى من التنديد لوقف هذه الجرائم ووقف تهجيركم القسري”.

وشدد بن جامع، على أن “المساعدة الإنسانية تم تحويلها إلى سلاح للكيان الصهيوني، والمجلس لم يتمكن من كسر الحصار وحرب التجويع المفروض على غزة”. مضيفًا أن العالم يتحدث عن الحقوق بينما يحرم الفلسطينيين منها. “لذلك سامحونا لأن جهودنا الحقيقية قد تبددت بسبب الرفض”.

وأبرز أن الاحتلال الإسرائيلي، يواصل جرائمه وسط صمت دولي مريب، وقال: “على رغم هذه الجهود الصادقة فإن مجلس الأمن لم يقدم لكم أي مساعدة تُذكر. لأن الاحتلال الإسرائيلي محمي وبسبب الانحياز الدولي تجاهه فهو يقتل الفلسطينيين يوميًا ولا أحد يحرك ساكنًا. الاحتلال يقصف المستشفيات والملاجئ والمدارس، ويعتدي أيضًا على وسطاء ويقوض الدبلوماسية، ومع كل عمل يفلت فيه من العقاب تتبدد الإنسانية بحد ذاتها”.

وذكّر بن جامع، بأن التاريخ لن يرحم العجز الدولي، قائلاً: “التاريخ لن يحكم على خطابنا بل سيحكم على أعمالنا، عندما احترقت غزة وسقطت المستشفيات تحت وابل القنابل، هل تحركنا؟”. مشيدًا بموقف 14 عضوًا في مجلس الأمن قال إنهم “رفعوا صوتهم وكرروا دعوات الرأي العام الدولي لوقف الحرب في غزة”.

وأضاف السفير الجزائري: “لن نستسلم إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذه ليست المرة الأخيرة التي يتحرك فيها مجلس الأمن الدولي، وعليه تحمل مسؤولياته”.

وأطلق صرخة استنكار قوية: “مجلس الأمن فشل مجددًا في حماية الفلسطينيين. ويا للعار على عدم قدرتنا على التحرك في وجه الإبادة الجماعية التي تتجلى أمام أعيننا”.

وأكد بن جامع، أن المجلس فشل مرتين في منع الإبادة الجماعية بغزة. وقد يكون بصدد الفشل للمرة الثالثة، وأوضح: “في هذه اللحظة الأمر واضح وضوح الشمس، إما الوقوف من أجل وقف الإبادة الجماعية أو البقاء متواطئين مع هذه الجرائم”.

وختم السفير الجزائري، بالتشديد على أن: “فلسطين للفلسطينيين، والجزائر كما وعد رئيسنا عبد المجيد تبون، لن تتخلى أبدًا أبدًا عنهم. وسنطالب دائمًا بإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف”.

للتذكير فإن مجلس الأمن الدولي، فشل، مشاء اليوم الأربعاء، في تبني مشروع قرار يقضي بوقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة، قوبل بـ “فيتو” أمريكي أفشله، في حين صوتت 14 دولة لصالح القرار.

ظهرت المقالة “سامحونا”.. كلمة مؤثرة للسفير بن جامع في مجلس الأمن لغزة أولاً على الحياة.