شواهد القبور القديمة في قطاع غزة آثار تاريخية موثّقة رغم حرب الإبادة
أكد الأستاذ الدكتور فرج الحسيني، باحث في النقوش العربية والإسلامية بكلية الآثار بجامعة الأقصر بدولة مصر، في تصريح لـ”الشروق”، على ضرورة تشكيل لجان من خبراء عرب لتقييم الأضرار التي لحقت بالهوية التراثية والمواقع الأثرية المتواجدة في غزة بعد انتهاء حرب الإبادة التي يشنها العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكد فرج الحسيني، على هامش جلسات “الألكسو” الشرفية […] The post شواهد القبور القديمة في قطاع غزة آثار تاريخية موثّقة رغم حرب الإبادة appeared first on الشروق أونلاين.


أكد الأستاذ الدكتور فرج الحسيني، باحث في النقوش العربية والإسلامية بكلية الآثار بجامعة الأقصر بدولة مصر، في تصريح لـ”الشروق”، على ضرورة تشكيل لجان من خبراء عرب لتقييم الأضرار التي لحقت بالهوية التراثية والمواقع الأثرية المتواجدة في غزة بعد انتهاء حرب الإبادة التي يشنها العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكد فرج الحسيني، على هامش جلسات “الألكسو” الشرفية حول التراث الثقافي في الوطن العربي، بقصر الثقافة بالعاصمة، أن عملية رصد الأضرار التي مست مواقع أثرية إسلامية وبزنطية، وتاريخية قديمة بقطاع غزة، لا يمكن رصدها الآن في ظل التهجير ومخاطر القصف، بحيث تم طمس، بحسبه، جميع هذه المواقع من طرف الكيان الصهيوني.
وقال إنه قام بجرد آثاري للمقابر التاريخية لمدينة غزة عندما كان يعمل بالجامعة الإسلامية هناك، بحيث وثّق للنقوش الكتابية والآثار المعمارية، موضحا أن أغلب هذه الآثار أصبحت أطلالا وركاما وطالها التخريب الكلي، بينها شواهد القبور وهي ذات أهمية، بحسبه، في علم التاريخ وعلم الآثار، باعتبارها وثائق ومصادر أساسية للمعلومات حول المجتمعات لأنها تتميز بأصالتها ومعاصرتها لوقت الوفاة، وبالتالي، تتفادى أخطاء المؤرخين حول تواريخ وفاة الأشخاص.
وأفاد ذات المتحدث، أن شواهد القبور والتي وثّقها في قطاع غزة، ظلت بعيدة عن أي رقابة لغوية أو أدبية أو رقابة ما، ومن ثمّ، فإن لها أهمية قصوى في التراث والآثار ويمكن الاعتماد عليها في دراسة التاريخ لأنها تنطوي على جوانب دينية واجتماعية وثقافية ولغوية واقتصادية وألقاب وأنساب وأسماء بلدان وعادات ومعتقدات وتضم ثروة ضخمة من أسماء العوام الذين يندر ذكرهم في المصادر التاريخية وتهملهم غالبا كتب التراجم والسير، مما يعكس التركيبة الطبقية للمناطق التي ترجع إليها.
وأشار الدكتور فرج الحسيني، إلى أن فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص، الأحق بدراسة وتوثيق تراثها المادي لأنها منطقة تتعرض لطمس الهوية ومحو الذاكرة والزيف منذ أكثر من قرن من الزمان، ففي ظل المحرقة والإبادة وحرب التجويع التي يشنها الاحتلال البغيض الغاصب في غزة والتي طالت البشر والحجر والتي تهدف إلى طمس كلي لتاريخ المنطقة وسكانها، يستدعي، بحسب فرج الحسيني، تجنيد علماء الآثار العرب والمسلمين، لتشكيل قوة بحثية وتوثيقية لتاريخ وآثار فلسطين وغزة، مع اقتراح أن يؤسس في كل جامعة في الدول العربية أو في الجامعات الأم قسم للآثار الفلسطينية.
وتأسف الدكتور فرج الحسيني، باحث النقوش العربية والإسلامية بكلية الآثار بجامعة الأقصر، من تجاهل الباحثين العرب لموضوعات بحثية آثارية في فلسطين، رغم كل ما تتعرض له المنطقة منذ فترة طويلة من الزمن، قائلا: “لا يزال هذا الأمر قائما إلى الآن.. فإذا أبيد البشر، أين الدلائل التاريخية؟”
تجدر الإشارة إلى أن فرج الحسيني، عرض مجموعة صور وأسماء عدد كبير من المقابر التاريخية لقطاع غزة، موزعة حول المدينة القديمة وفي جبالها وفي خان يونس، وذلك خلال جلسة الجزائر “التراث الثقافي في الوطن العربي في ظل النزاعات المسلحة”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post شواهد القبور القديمة في قطاع غزة آثار تاريخية موثّقة رغم حرب الإبادة appeared first on الشروق أونلاين.