غضب الشعب المغربي يضع المخزن على صفيح ساخن
أصبحت الاحتجاجات صفة تُلازم الشعب المغربي بسبب كثرة المُحبطات وضيق الأفق في وجه المغاربة بسبب ارتفاع نسبة البطالة التي بلغت أرقامًا قياسية إذ تكشف الأرقام الصادرة عند المندوبية السامية للتخطيط، أن معدل البطالة في المغرب قد بلغ 13.3% في عام 2024، مسجلًا بذلك أعلى مستوى له في السنوات الأخيرة، وأيضًا تردي مُستوى التعليم والخدمات الصحية […] The post غضب الشعب المغربي يضع المخزن على صفيح ساخن appeared first on الجزائر الجديدة.

أصبحت الاحتجاجات صفة تُلازم الشعب المغربي بسبب كثرة المُحبطات وضيق الأفق في وجه المغاربة بسبب ارتفاع نسبة البطالة التي بلغت أرقامًا قياسية إذ تكشف الأرقام الصادرة عند المندوبية السامية للتخطيط، أن معدل البطالة في المغرب قد بلغ 13.3% في عام 2024، مسجلًا بذلك أعلى مستوى له في السنوات الأخيرة، وأيضًا تردي مُستوى التعليم والخدمات الصحية فأصبحوا لا يشعرون بأي فُسحة في أنفسهم، ورُغم مشروعية المطالب غير أنها قُوبلت بحملة قمع كبيرة للمحتجين واعتقالات واسعة فيما حذر سياسيون وحُقوقيون مغاربة من خطورة الوضع في المغرب وتحول هذه الاحتجاجات إلى كرة ثلج في الشارع.
فلم يكن يوم أمس الأول يومًا عاديًا في المغرب، الشوارع اهتزّت على وقع صراخ الشباب، بينما السلطة أخرجت إلى الواجهة أدواتها القديمة: الاعتقالات والمطاردات، والبداية كانت بنداءات أطلقتها مجموعة رقمية جديدة تُلقبُ بـ “جيل (زد).. صوت شباب المغرب” (وتضمُ هذه المجموعة شبابًا وُلدوا بين أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، مُرتبطون ارتباطًا وثيقًا بعالم الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي)، لتكبر كُرة الثلج وتتدحرجُ إلى مُدن مغربية على غرار: طنجة، مكناس، الرباط، الدار البيضاء التي كانتد أكثر سُخونة، إذ تحولت الشوارع والأزقة القريبة من ساحة السراغنة وسط المدينة إلى ساحة كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين الذين طالبوا بإسقاط الفساد، وبالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وتعكس الشعارات التي رُفعت حجم الغضب الذي يسكن نُفوس الشباب المغاربة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: “الشعب يُريد إسقاط الفساد” و “الملاعب موجودة.. لكن اين المُستشفيات؟” وهُو ما يعكسُ حجم الغضب الذي يتملك المحتجين بسبب إنفاق الدولة أموالا طائلة على تنظيم أحداث رياضية دُولية في وقت يُعاني فيه القطاع الصحي والتعليمي من الإهمال، وينشغلُ حاليًا المغرب ببناء 3 ملاعب جديدة ويقوم بتجديد أو توسيع ما لا يقل عن ستة ملاعب أخرى استعدادًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 وهو يستعد لاحتضان كأس الأمم الإفريقية في وقت لاحق من هذا العام.
المشاهد ذاتها تكررت بمدينة الحسيمة ومراكش، حيث أبرزت مقاطع فيديو مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي منع السلطات الأمنية لوقفة احتجاجية أمام جامع الفنا وهُو فضاء شعبي للفُرجة والترفيه للسكان المحليين في المدينة السالفة الذكر قبل أن تُقدم على توقيف عدد من المحتجين، وتكرر الأمر ذاته بمدينة أكادير حيث لبى سكان حي السلام (معقل رئيس الحكومة المغربية) النداء وخرجوا إلى الشارع ضد تدهور قطاعي الصحة والتعليم واستفحال الفساد. د
وفي منتصف الشهر الجاري، شهدت مدينة أكادير احتجاجات حاشدة لمواطنين مغاربة حول الأزمة العميقة التي تعصفُ بالمنظومة الصحية المغربية وأصبحت المُستشفيات العمومية أماكن خوف أكثر مما هي فضاءات للعلاج والشفاء.
وكانت الاحتجاجات أكثر حدة في درب السُلطان بمدينة الدار البيضاء حيث شهدت الاحتجاجات تدخلات عنيفة واعتقالات تعسفية بالجملة، وكان بارزًا حُضور سياسيين من الياسر في الاحتجاجات في مُقدمتهم الأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد البرلمانية الحالية نبيلة منيب، والبرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني.
وأثار تضييق الحُكومة والسُلطات الأمنية على احتجاجات “جيل زد” رُدود فعل غاضبة وساخطة من طرف أحزب سياسية وشخصيات وهيئات حُقوقية، وفي بيان له انتقد حزب العدالة والتنمية المُعارض بشدة طريقة تعامل السُلطات العمومية، وقال إنه كان “من الفروض أن تتعامل معها بصدر رحب وأفق استيعابي بدل التقيد بالمُعالجة الأمنية، مُحملا حكومة عزيز أخنوش مسؤولية “ما يعيشه المواطنون اليوم من احتقان سببه عجز الحكومة عن الاستجابة لانتظاراتهم”.
وانتقد الحزب الاشتراكي المُوحد المُعارض، في بيان له مساء أمس الأول، ما اعتبرهُ انتهاكات طاولت عددا من الاحتجاجات السلمية، نبّهت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان (غير حكومية) إلى أن “الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الشباب المغربي اليوم، والمتسمة بارتفاع نسب البطالة، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، وتراجع فرص الإدماج المهني، تفرض فتح نقاش وطني جاد ومسؤول حول السياسات العمومية المرتبطة بهذه المجالات، وهو ما يستلزم الاستجابة المستعجلة لمطالب المحتجين بشكل عملي وجاد”. وطالبت العصبة، في بيان لها، السلطات بـ”فتح قنوات حوار مباشرة مع الشباب حول قضايا الصحة والتعليم والتشغيل، من أجل صياغة حلول عملية تعكس حاجياتهم وتطلعاتهم، وضمان الحق في الاحتجاج والتعبير”.
وجاءت التحركات التي عرفها المغرب نهاية الأسبوع على خلفية نداء أطلقه ناشطون شباب تحت اسم Moroccan Youth Voice/GENZ212“، وهي مجموعة ظهرت قبل أيام على تطبيق “ديسكورد” للتواصل واستقطبت آلاف المنخرطين في ظرف وجيز. وتركزت النقاشات فيها حول ملفات الصحة والتعليم وفرص العمل، مع تأكيد المنظمين على سلمية مبادرتهم ودعمهم للملكية باعتبارها “ضامناً للاستقرار”. وأطلق على الحدث اسم “مسيرة الشباب المغربي” في بعض الملصقات المنتشرة عبر الإنترنت، في حين شدد الواقفون وراء الدعوة إلى الاحتجاج على أن التظاهرة ستكون “سلمية وقائمة على مبدأ اللاعنف”، وأنه لن يجري التسامح مع أي شكل من أشكال “العنف أو الاعتداء أو التخريب”، داعين المشاركين إلى احترام “المواطنين وقوات الأمن” والتصرف بـ”أدب ولباقة”.
فؤاد ق
The post غضب الشعب المغربي يضع المخزن على صفيح ساخن appeared first on الجزائر الجديدة.