وفي مستهل هذا اللقاء, قدم رئيس مجلس الأمة تعازيه للسفير, ومن خلاله إلى كل الشعب الفيتنامي, عقب إعصار “بوالوي” الذي ضرب أمس الأحد الفيتنام, مؤكدا “دعم الجزائر واستعدادها لتقديم المساعدة لهذا البلد الصديق, الذي أصابته هذه المحنة غداة احتفاله بالذكرى الثمانين لعيده الوطني”.
كما أعرب, بالمناسبة, عن تمنياته للفيتنام بالمزيد من التقدم والازدهار, مشيرا إلى أن الذكرى الثمانين لعيده الوطني ترمز إلى “صمود وإرادة شعب عظيم, كتب بتضحياته صفحات مشرقة في سجل الحرية”, مذكرا في هذا الصدد بملحمة “ديان بيان فو” التي كانت “محفزا ومصدر إلهام للشعوب المستعمرة في آسيا وافريقيا”.
من جهة أخرى, أشاد ناصري بـ”متانة وشموخ” العلاقات الجزائرية-الفيتنامية التي “ارتوت من نبع الكفاح المشترك ضد الاستعمار
الفرنسي”, وتجسدت من خلال “مسارات نضالية متقاربة, رسمت ملامح التضامن العميق بين الشعبين”.
واعتبر أن هذا التقارب بين الجزائر والفيتنام أرسى “قاعدة صلبة لبناء روابط صداقة ومبادئ أخوة لا تزال تترسخ مع مرور العقود”, تر
جمها “التوقيع على أكثر من ستين اتفاقية تعاون في انتظار التوقيع على 20 أخرى, توجد حاليا قيد الإعداد”, مثلما أشار إليه رئيس مجلس الأمة.
وبعد أن نوه بالتنسيق الدائم بين الجزائر وجمهورية فيتنام في المحافل الدولية, ثمن ناصري الديناميكية التي تعرفها المشاورات السياسية بين البلدين واللجان المشتركة, على غرار الدورة الـ12 المنعقدة في هانوي سنة 2023, والتي “فتحت آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والعلمي, يعززها اعتماد الجزائر لقوانين جديدة أهمها قانوني الاستثمار والنشاطات المنجمية, اللذين يقدمان تسهيلات وتحفيزات غاية في الأهمية”.
أما على الصعيد الدولي, فقد جدد ناصري مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية, وكذا حق الشعب الصحراوي في ممارسة سيادته على أرضه, مشيدا بالمواقف المبدئية لجمهورية فيتنام التي ما “فتئت تنادي بضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية”, يتابع المصدر ذاته.
ولدى تطرقهما إلى الوضع في منطقة الساحل وليبيا, ذكر رئيس مجلس الأمة بالموقف الجزائري الداعي إلى “العودة إلى الشرعية الدستورية وتغليب الحوار, ضمانا للأمن الذي هو أساس التنمية”.
من جهته, سجل سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية تطلع بلاده إلى “توسيع نطاق التعاون الثنائي مع الجزائر في مختلف القطاعات, لاسيما في مجالات الطاقة, الزراعة, الصناعات الغذائية, الاتصالات والثقافة, مع الاستفادة المتبادلة من خبرات البلدين في تطوير الشراكات المثمرة”.
وأوضح أن بلاده ترى في السوق الجزائرية “بوابة واعدة نحو إفريقيا”, في حين تمثل فيتنام بالنسبة للجزائر “منفذا استراتيجيا إلى منطقة جنوب-شرق آسيا”, وهو ما يستدعي العمل على “تفعيل الإطار القانوني المنظم للتعاون”.
واغتنم السفير الفيتنامي السانحة لتهنئة الجزائر على انضمامها لمعاهدة الصداقة والتعاون لرابطة دول جنوب-شرق آسيا (آسيان).
وفي ختام اللقاء, أبرز الجانبان ضرورة تعزيز التنسيق البرلماني بين مجلس الأمة والجمعية الوطنية لجمهورية فيتنام, حتى يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين, وذلك عبر “تنشيط عمل لجان الصداقة وتوسيع مجالات تبادل الزيارات والخبرات, باعتبارها أدوات فعالة لترسيخ التشاور والتعاون المؤسساتي”, وفقا لما نقله البيان.
