فضل الله للوطنية تيفي” :حزب الله تجاوز أزمة القيادة ويمضي برؤية صارمة
في لقاء خاص بثته قناة الوطنية تي في، قدّم النائب اللبناني عن كتلة “الوفاء للمقاومة”، حسن فضل الله، قراءة سياسية وتنظيمية معمقة لواقع حزب الله في مرحلة ما بعد استشهاد أمينه العام السيد حسن نصر الله، مؤكدًا أن الحزب دخل سريعًا في مسار إعادة البناء الداخلي، ونجح في تجاوز تداعيات الفراغ القيادي بفضل تماسكه المؤسسي […] The post فضل الله للوطنية تيفي” :حزب الله تجاوز أزمة القيادة ويمضي برؤية صارمة appeared first on الجزائر الجديدة.

في لقاء خاص بثته قناة الوطنية تي في، قدّم النائب اللبناني عن كتلة “الوفاء للمقاومة”، حسن فضل الله، قراءة سياسية وتنظيمية معمقة لواقع حزب الله في مرحلة ما بعد استشهاد أمينه العام السيد حسن نصر الله، مؤكدًا أن الحزب دخل سريعًا في مسار إعادة البناء الداخلي، ونجح في تجاوز تداعيات الفراغ القيادي بفضل تماسكه المؤسسي ووضوح رؤيته.
مرحلة انتقالية… بلا فراغ
أوضح فضل الله أن لحظة فقدان السيد نصر الله شكّلت منعطفًا حساسًا في مسيرة الحزب، لكنها لم تتحول إلى أزمة بنيوية. فبمجرد ساعات من الحدث، انعقد المجلس الشوري، وتم تجديد البنية القيادية، بما في ذلك إعادة تفعيل الوحدات الميدانية وتكثيف التنسيق الداخلي، وهو ما مكّن الحزب من تجاوز الصدمة بسرعة.
في هذا الإطار، أضاء النائب على الدور المحوري الذي لعبه السيد هاشم صفي الدين، الذي تحمّل المسؤولية في ساعات الأزمة الأولى، قائلاً: “بقي من دون نوم لمدة 48 ساعة لتأمين الاستقرار التنظيمي ومنع تشكّل أي فراغ قيادي.”
الدماء كمرجعية… والمقاومة كهوية
بحسب فضل الله، فإن الحزب لم يفقد بوصلته السياسية رغم المصاب الجلل، بل تمسّك أكثر بخياراته الوطنية، مؤكدًا أن “دماء القادة الشهداء تبقى حيّة في وجدان الحزب والناس”، وأن المقاومة ليست فقط خيارًا عسكريًا، بل نهج وطني كامل لمواجهة الاحتلال والضغوط الخارجية.
السياسة والاقتصاد: رؤية حزب الله للأزمة اللبنانية
لم يكتف فضل الله بحديثه عن الشأن الداخلي للحزب، بل تطرق بوضوح إلى الأزمة البنيوية التي يمر بها لبنان، مشيرًا إلى أن ما تعيشه البلاد ليس ظرفًا عابرًا بل نتيجة سياسات اقتصادية ريعية مزمنة تجاهلت الإنتاج المحلي واعتمدت على التحويلات والواردات.
وحمّل المصارف اللبنانية جانبًا كبيرًا من مسؤولية الانهيار، واصفًا إياها بأنها “رهنت البلد بسياسات جشعة وفوائد عالية”، كما أشار إلى وجود تحالفات خفية بين طبقة مالية وسياسية فاسدة عمّقت الأزمة ورسّخت الانقسام الطائفي.
جمود سياسي وحلول جزئية
أعرب النائب عن أسفه لتعطّل عمل الحكومة اللبنانية، معتبرًا أن المناكفات الشخصية والحسابات الضيقة تحول دون تشكيل حكومة إنقاذ وطنية. وأضاف أن “الحل يبدأ بتفاهمات واقعية بين الكتل، لا بتسجيل النقاط السياسية”.
أما على مستوى المعالجة، فرأى فضل الله أن إجراءات الدولة الحالية مثل “ميزانية جود من الموجود” غير كافية، وهي لا ترقى إلى مستوى إصلاح جذري أو خطة تعافٍ مستدامة.
المجتمع الأهلي كجبهة صمود بديلة
في ظل غياب الحلول المركزية، أشاد النائب بجهود المجتمع الأهلي، خاصة عبر مبادرات مؤسسة “جهاد البناء”، التي قال إنها تساهم في دعم الزراعة، التشجير، وتمكين الأمن الغذائي. واعتبر هذه الجهود أشكالاً من “التكيّف الاجتماعي” مع الأزمة، داعيًا إلى دمجها في رؤية وطنية شاملة للنهوض.
حزب الله بين الاستمرارية والبناء
حديث حسن فضل الله يعكس استراتيجية حزب الله في إعادة التموضع بعد فقدان رمز كبير مثل السيد نصر الله، دون أن يتخلى عن ثوابته. ففي خضم التحولات الإقليمية، يعمل الحزب على تجديد نفسه داخليًا، ومواجهة التحديات البنيوية في لبنان عبر رؤية مزدوجة: مقاومة الاحتلال من جهة، ومعالجة الانهيار الاقتصادي من جهة أخرى.
The post فضل الله للوطنية تيفي” :حزب الله تجاوز أزمة القيادة ويمضي برؤية صارمة appeared first on الجزائر الجديدة.