كل المحبة “امرأة”!
عادت ذكرى الثامن من مارس، وعاد الكلام عن المرأة كنصف المجتمع، وكرقم فاعل فيه. لكن الحقيقة، بعيدًا عن التصنيفات المستحدثة من حضارة الغرب، أن المرأة في الإسلام سبقت بقيمتها ومكانتها كل مستحدث من حضارة وكل مدّعٍ للحقوق. فقد جعلها الإسلام اللبنة والركيزة والأصل في كل تأسيس مجتمعي، وذلك بمرسوم من السماء، حيث لم …

عادت ذكرى الثامن من مارس، وعاد الكلام عن المرأة كنصف المجتمع، وكرقم فاعل فيه. لكن الحقيقة، بعيدًا عن التصنيفات المستحدثة من حضارة الغرب، أن المرأة في الإسلام سبقت بقيمتها ومكانتها كل مستحدث من حضارة وكل مدّعٍ للحقوق. فقد جعلها الإسلام اللبنة والركيزة والأصل في كل تأسيس مجتمعي، وذلك بمرسوم من السماء، حيث لم تكن حواء مجرد شريكة، بل كانت الأساس في كل شيء. لذلك، فإن الأمر يتجاوز الحديث عن “عيد المرأة” إلى كون المرأة نفسها هي العيد، وهي أكبر من احتفالية سنّها الغرب، بل هي الحفاوة ذاتها، الحفاوة التي تُسمى الحياة بطولها وعرضها.
المرأة في الإسلام ليست صاحبة حقوق مطلوبة، بل هي صاحبة الحق، تربيةً ونشأةً وأمّة. وقد حفظ لها المولى عزّ وجلّ قيمتها ومقامها، فهي الأمّة التي تُعتبر السند كله.
وخلاصة القول، حين يتعلق الأمر بالمرأة المسلمة، سواء كانت أمًّا، أو شقيقة، أو شريكة حياة، فإن أعظم ما يُستشهد به هو خطبة الوداع لخير الخلق أجمعين، حين أوصى أمته بقوله: “رفقًا بالقوارير”. فسَلامٌ على امرأةٍ هي العيد كله، وسَلامٌ على نسوةٍ كنَّ، وما زلنَ، صانعاتِ التاريخ، وراسخاتٍ في تأسيس الإنسان والأوطان.