متاجرة و”دكاكين” إعلامية!
الخرجة الأخيرة لسلطة ضبط الصحافة، التي حذّرت من خلالها إعلام الإثارة وميكروفونات الشوارع من استغلال براءة الأطفال في برامج “الترندات”، جاءت لتضع حدًّا لعملية المتاجرة بالقُصَّر أمام أبواب المدارس، واستغلال براءتهم في لعبة الإثارة والهرطقة الإعلامية. ورغم أن تحرك سلطة الضبط تجاه ما يُعرف بـ”الميكروفونات المتنقلة” جاء متأخرًا، إلا أنه وضع الإصبع على الجرح؛ جرح …

الخرجة الأخيرة لسلطة ضبط الصحافة، التي حذّرت من خلالها إعلام الإثارة وميكروفونات الشوارع من استغلال براءة الأطفال في برامج “الترندات”، جاءت لتضع حدًّا لعملية المتاجرة بالقُصَّر أمام أبواب المدارس، واستغلال براءتهم في لعبة الإثارة والهرطقة الإعلامية.
ورغم أن تحرك سلطة الضبط تجاه ما يُعرف بـ”الميكروفونات المتنقلة” جاء متأخرًا، إلا أنه وضع الإصبع على الجرح؛ جرح إعلام تحوّل إلى قرصنة لظروف الناس، غير مكترث بحالتهم النفسية، ولا بسنهم القانوني، ولا بوضعهم العقلي. إعلامٌ بات يتعامل مع الجميع كمشاريع صيد في مصيدة بدأت ببرامج “الكاميرا كاشي” البليدة، وانتهت بميكروفونات تسأل المارّة في الشوارع عن أدق خصوصياتهم، من لباس النوم إلى شكل الزوجة، وصولًا إلى لون أفرشة غرفة النوم!
وما يهمّ في “عصا” سلطة الضبط، وخرجتها الأخيرة لحماية الطفولة من مصيدة المراهقة الإعلامية، أنها ألزمت تلك “الدكاكين” أو المقاولات الإعلامية باحترام القانون. لكنّ السؤال المطروح فعلًا في ضوء هذا التحرك: هل يجب أن يُرفع سيف الحجاج في كل مرة من قِبل سلطة ما، حتى يفهم “تجّار الإعلام” أن الصحافة رسالة قبل أن تكون وظيفة؟ وأن قدسية هذه المهنة لا تحتاج إلى ضبط رسمي بقدر ما تحتاج إلى ضمير أخلاقي، قبل سياسة التنبيهات والعصي المتكررة؟
لقد فضحتكم سلطة ضبط الصحافة مرة أخرى، يا إعلام “شوشو” و”ريفكا” و”الزكروطية”، فهل أنتم منتهون؟!