محتالون يوظفون الذكاء الاصطناعي للنصب والتدليس
بينما يستغلّ كثيرون الذّكاء الاصطناعي للتطوير والدّفع بعجلة التنمية، وجده آخرون فرصة للنصب والاحتيال على الغير، وهو ما نراه في تقنيّة استنساخ أو تقليد أصوات المشاهير وجعلهم يُروّجون رقميا لمنتجات معينة، والإشكال، أن كثيرا من روّاد الأنترنت يُصدّقون ويشترون تلك المنتجات، التي منها أدوية ومكملات غذائية مجهولة، ثقة منهم في ذلك الشخص المشهور الذي روّج […] The post محتالون يوظفون الذكاء الاصطناعي للنصب والتدليس appeared first on الشروق أونلاين.


بينما يستغلّ كثيرون الذّكاء الاصطناعي للتطوير والدّفع بعجلة التنمية، وجده آخرون فرصة للنصب والاحتيال على الغير، وهو ما نراه في تقنيّة استنساخ أو تقليد أصوات المشاهير وجعلهم يُروّجون رقميا لمنتجات معينة، والإشكال، أن كثيرا من روّاد الأنترنت يُصدّقون ويشترون تلك المنتجات، التي منها أدوية ومكملات غذائية مجهولة، ثقة منهم في ذلك الشخص المشهور الذي روّج لها.
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال مُحاكاة وتقليد الأصوات واستنساخ الشخصيات، الذي يتم استخدامه مؤخرا لإنشاء أصوات افتراضية لمشاهير، ما يتيح لهم “التحدث” في إعلانات، إلى درجة اختلط علينا الواقع والخيال، وأصبحنا مُلزمين اليوم أكثر من أي وقت بالتدقيق والتمحيص، وأخذ المعلومة من أكثر من مصدر، وعدم الانسياق خلف كل ما يعرض، أو يقال، على منصات التواصل الاجتماعي، لأن كثيرا من الأخبار والصور والإشهارات مغلوطة، وتمّ فبركتها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي بات يقلد الأصوات، بدقة مُذهلة.
دعاة ومشايخ يروجون لأدوية ومستحضرات تجميلية
وتحذّر منظمات حماية المستهلك من هذه الظاهرة، المنتشرة على نطاق واسع بـ”السّوشل ميديا”، التي تتضمّن إشهارات مُفبركة لمنتجات أو أدوية يقوم بها مشاهير في الدّين والطّب والرياضة والفن وغيرهم، من الذين يؤكدون في فديوهاتهم المنتشرة على جودة المُنتج الذي يُروّجون له.. !
والإشكال، أن الشخص المشهور الذي يقوم بالإشهار، يظهر بنفسه وشكله وتتطابق حركة شفتيْه مع الكلام الذي يقوله عن المنتج، رغم أن الأمر مجرد خدعة بالذكاء الاصطناعي، تتم عن طريق قيام “مُحتالين” بأخذ فيديو قديم وأصلي لذلك الشخص المشهور، وهو يتحدث في موضوع ما، ويلجؤون، بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى تغيير حركات شفاهه واستنساخ صوته، فيبدو وكأنه يتحدث عن ذلك المنتج، ولجودة الصورة والصوت، يستحيل أن يشك المشاهد إذا لم يكون خبيرا أو مطلعا في المعلوماتية، في أن الأمر مُجرد ذكاء اصطناعي.
ومن الفيديوهات التي لا يمكنك الطّعن في مصداقيتها إذا لم تكن دقيق الملاحظة، رغم أنها ذكاء اصطناعي، تسجيل يظهر فيه الداعية المصري المعروف، عمر عبد الكافي، وهو يُروج لدواء موجه للجزائريين، بحسب قوله، وهذا الدواء ساعد في شفاء 10 آلاف رجل عبر العالم.. ! ويكون الطلب والشراء عبر موقع إلكتروني، وتمكن المحتالون من اصطياد عشرات الضحايا ممّن يثقون ويتابعون الدّاعية عمر عبد الكافي.
أما أخطر ما يتم تداوله حاليا، على منصّات التواصل الاجتماعي الذي انتشر بصورة رهيبة، ويقوم دعاة ومشاهير بالترويج له عبر تقنية الذكاء الاصطناعي أيضا، فهو “ماء الكمأة”، أو ماء التّرفاس، لعلاج جميع مشاكل العين، من ضباب وجفاف والماء الأبيض، كما أنه مقوٍّ للبصر، ويتراوح ثمن هذا المنتج ما بين 1200 دج إلى 2500 دج. والخطير، أن طريقة استعمال هذا المنتج تكون عن طريق تقطيره مباشرة داخل العين.
ويؤكد مواطنون استعملوا هذا المنتج بعدما طلبوه عبر “فيسبوك” لـ”الشروق”، أنه لا فائدة منه، بل إنّ البعض ندم ندما شديدا على شرائه، لأنه تسبب له في مضاعفات خطيرة بعينيه، ومنها تمزق شبكية العين.. وقال ومواطن من الجزائر العاصمة: “جرّبته لمدة شهر من دون فائدة”. وتؤكد المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك “أبوس”، أن هذه الفيديوهات المفبركة هدفها هو الترويج لأدوية أو مكملات غذائية مشبوهة وغير مُرخصة، لاصطياد ضحايا يدفعون عن بُعد.
وفي هذا السياق، انتقد الأمين العام للمنظمة فادي تميم لجوء المحتالين إلى التلاعب بفيديوهات فيها دعاة معروفون، والترويج لهم على أساس أنهم يطلبون من المستهلك اقتناء منتج معين، وهو بحسبه أعلى درجات الاحتيال التي تتطلب الحذر واليقظة والتدقيق..
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post محتالون يوظفون الذكاء الاصطناعي للنصب والتدليس appeared first on الشروق أونلاين.