محمد صحراوي.. المجاهد الذي صُنّف شهيدا حتى الاستقلال
تعدّ قصة المجاهد محمد الصالح صحراوي واحدة من القصص الغريبة والعجيبة خلال الثورة التحريرية، وهذا في ظل الظروف الصعبة التي مر بها رفقة بعض رفاق السلاح، خاصة وأنه لم يظهر له أثر منذ عام 1955 إلى غاية الاستقلال، ما جعله يصنَّف في عدد الشهداء رفقة بقية زملائه الذين سقطوا في ميدان الشرف وهم متوجهون إلى […] The post محمد صحراوي.. المجاهد الذي صُنّف شهيدا حتى الاستقلال appeared first on الشروق أونلاين.


تعدّ قصة المجاهد محمد الصالح صحراوي واحدة من القصص الغريبة والعجيبة خلال الثورة التحريرية، وهذا في ظل الظروف الصعبة التي مر بها رفقة بعض رفاق السلاح، خاصة وأنه لم يظهر له أثر منذ عام 1955 إلى غاية الاستقلال، ما جعله يصنَّف في عدد الشهداء رفقة بقية زملائه الذين سقطوا في ميدان الشرف وهم متوجهون إلى منطقة القبائل تحت لواء فوج اصطلح عليه بـ”فوج الفاتحين”.
يؤكد المجاهد صحراوي أنه صعد إلى الجبل في شهر فيفري 1955 تلبية لنداء الكفاح تحت لواء قيادة جيش التحرير الوطني بمنطقة الأوراس، وقد كان بحسب قوله مقبولا من الإدارة الفرنسية لأداء الخدمة العسكرية، مضيفا أنه لم يُطل البقاء في مسقط رأسه تكوت وما جاورها. وفي جوان 1955، وبعد اجتماع كيمل وأذرار الهارة شُكّلت دوريات من المجاهدين بغية التوجه نحو الشمال القسنطيني والصحراء ومنطقة القبائل وسوق أهراس وغيرها من المناطق التي حدّدتها قيادة الثورة في الأوراس.
رحلة محفوفة بالمخاطر نحو جرجرة
لم تكن مهمة المجاهد محمد الصالح صحراوي وبقية رفاقه سهلة، بل كانت محفوفة بالمخاطر، خاصة بعد أن كُلفوا بالتنقل للجهاد في أماكن لا يعرفون تضاريسها وطبيعتها الجغرافية، إذ إن تحديات الثورة حتمت عليهم تلبية النداء، موازاة مع تشكيل مجموعات وأفواج اصطلح عليها بـ”أفواج الفاتحين”، الغرض منها توسيع دائرة الثورة في عدة مناطق على مستوى الشرق الجزائري والشمال القسنطيني ومنطقة القبائل وكذلك في الصحراء.
وفي يوم 22 جوان، انطلق الجميع نحو الوجهة المتفق عليها، وبحسب محدث المجاهد محمد الصالح صحراوي، فإن فوجهم المشكَّل من 30 مجاهدا قد برمِج للتوجه نحو جرجرة بمنطقة القبائل، لكن حدثت لهم أمورٌ غير منتظرة في طريق طويلة ومحفوفة بالمخاطر، بسبب الوشاية وتعزيز العساكر الفرنسيين بعتاد متطور مصحوبا بالمدافع والطائرات، وقال المجاهد محمد الصالح صحراوي لـ”الشروق” في هذا الجانب: “وصلنا إلى راس العيون والقيقبة على الحدود بين باتنة وسطيف. وكان من المفروض أن تتّجه مجموعة نحو جيجل، لكن وشاية تسبّبت في استشهاد أغلب أفرادها في نواحي شلغوم العيد، وأسر البقية، ليواصل فوجنا طريقه نحو منطقة القبائل، مرورا بسطيف وبرج بوعريريج، لكن بسبب وشاية وقعنا في معركة، وقُتل عسكري فرنسي برتبة ضابط، في حين استشهد اثنان من الرفقاء، وهما أحمد غقالي وأحمد مرغمي”، كان ذلك يوم 12 جويلية 1955، مضيفا في سياق حديثه: “واصلنا المسيرة إلى برج بوعريريج، وكان عددنا 10 مجاهدين، لكن المتاعب تواصلت بسبب الوشاية وانتباه العساكر الفرنسيين لأمرنا، ما جعلنا ندخل في معركة شرسة بنواحي برج بوعريريج، دامت من الصّباح حتى بعد العصر. وقد استشهد ستة مجاهدين وأصيب أربعة آخرون منهم أنا، واعتبرونا في عداد القتلى، لكنهم قبضوا علينا بعد ذلك، وقد تعرّضت لكسر في الرجل. وبسبب عدم علم قيادة الثورة بمصيرنا فقد دونت أسماؤنا كشهداء، وذلك في جدارية سمّوها “الشهداء العشرة”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post محمد صحراوي.. المجاهد الذي صُنّف شهيدا حتى الاستقلال appeared first on الشروق أونلاين.