تحالف الجريمة المنظمة لضرب الاستقرار
بقلم: آلاء أسيل بوالانوار أمام التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي، أصبحت الجزائر مستهدفة من شبكات إجرامية عابرة للحدود. هذه الشبكات لا تكتفي بتهريب المخدرات، بل باتت تعتمد على تزوير العملة الصعبة وتبييض الأموال كوسيلة موازية لتمويل أنشطتها وضرب استقرار الاقتصاد الوطني. المخدرات: السم …
بقلم: آلاء أسيل بوالانوار
أمام التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي، أصبحت الجزائر مستهدفة من شبكات إجرامية عابرة للحدود. هذه الشبكات لا تكتفي بتهريب المخدرات، بل باتت تعتمد على تزوير العملة الصعبة وتبييض الأموال كوسيلة موازية لتمويل أنشطتها وضرب استقرار الاقتصاد الوطني.
المخدرات: السم القاتل والاقتصاد الأسود
تشير تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) إلى أنّ شمال إفريقيا أصبح ممرًا رئيسيًا لتهريب الحشيش القادم من المغرب نحو أوروبا، عبر الجزائر وتونس وليبيا.
الجزائر، بحكم موقعها الجغرافي، تُستَخدم كبلد عبور، لكن جزءًا من هذه الكميات يتسرب إلى السوق الداخلية.
إحصائيات رسمية لوزارة الدفاع الوطني (2024) كشفت عن حجز أكثر من 80 طنًا من الكيف المعالج على الحدود الغربية خلال سنة واحدة، إضافة إلى عشرات الكيلوغرامات من الكوكايين.
تزوير العملة الصعبة: الضربة الخفية للاقتصاد
موازاة مع تجارة المخدرات، تعمل شبكات الجريمة المنظمة على تزوير وترويج العملات الأجنبية، خصوصًا الأورو والدولار، مما يضر بسمعة الاقتصاد الوطني ويُحدث ارتباكًا في السوق السوداء للعملة.
تقارير الأمن الوطني والدرك سجلت خلال 2023 ما يزيد عن 250 قضية مرتبطة بتزوير العملة الصعبة، مع حجز مبالغ مزورة تُقدّر بملايين الأورو.
تلاقي المصالح: المخدرات تموّل التزوير
العلاقة بين الظاهرتين واضحة: أرباح المخدرات تُستَثمر في شراء معدات متطورة لطباعة العملة وترويجها عبر وسطاء في السوق السوداء.
في المقابل، الأموال المزورة تُستخدم كواجهة لغسل أموال المخدرات، ما يعقّد مهمة أجهزة الرقابة المالية.
التداعيات على الأمن القومي
اقتصاديًا: انهيار الثقة في السوق النقدية وارتفاع الطلب على العملة الصعبة الحقيقية.
اجتماعيًا: انتشار المخدرات يضرب فئة الشباب ويزيد نسب الجريمة والعنف.
سياسيًا وأمنيًا: هذه الشبكات قد تتحالف مع جماعات متطرفة لتمويل أنشطتها الإرهابية.
جهود الدولة
تعزيز المراقبة على الحدود الغربية والجنوبية.
تحديث تقنيات الكشف عن العملات المزورة بالتعاون مع الإنتربول والبنوك المركزية العالمية.
إصدار أحكام قضائية مشددة وصلت إلى السجن المؤبد بحق رؤوس الشبكات.
إنّ تحالف المخدرات وتزوير العملة الصعبة ليس مجرد جريمة اقتصادية أو اجتماعية، بل هو تهديد شامل للأمن القومي. مواجهة هذه الظاهرة تستدعي تكامل الجهود: أمنية، قضائية، إعلامية، ومجتمعية.
