مركز الشهاب سطيف بالتعاون مع مركز آفاق للدراسات والتدريب الندوة العلمية الأولى للكرسي العلمي مالك بن نبي تحت شعار: «نحو أفق معرفي مشترك»

في ندوة علميّة، نزل «كرسي مالك بن نبيّ» ضيفا على مركز الشّهابّ تحت إشراف العلاّمة الدكتور عمار طالبي رئيس المجلس العلمي لكرسي مالك بن نبي، وجميل أن تفتتح هذه المجالس القيّمة بالمفكّر العظيم مالك بن نبي الذي يُعدّ من أبرز رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ومصباحا أضاء الكثير من العقول و دعا بحنكة …

يونيو 24, 2025 - 15:21
 0
مركز الشهاب سطيف بالتعاون مع مركز آفاق للدراسات والتدريب الندوة العلمية الأولى للكرسي العلمي مالك بن نبي تحت شعار: «نحو أفق معرفي مشترك»

في ندوة علميّة، نزل «كرسي مالك بن نبيّ» ضيفا على مركز الشّهابّ تحت إشراف العلاّمة الدكتور عمار طالبي رئيس المجلس العلمي لكرسي مالك بن نبي، وجميل أن تفتتح هذه المجالس القيّمة بالمفكّر العظيم مالك بن نبي الذي يُعدّ من أبرز رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ومصباحا أضاء الكثير من العقول و دعا بحنكة لغوية وفلسفة قويّة وأفكار تجاوزت الأزمان إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة فكان حلقة من عقد الفكر الفلسفي الثّمين الذي يحمل لآلئ فريدة تركت بريقها الوهّاج ورسمت أثرها الممنهج لبناء الفكر الإسلامي فتعرّض للمشكلات الحضاريّة وبنى نظريّته في التّغيير الاجتماعي محدثا ثورة فكرية وتاريخية عميقة وبقي فكره رغم الرّحيل مثل الجسور التي ترتحل بينها الأفكار وتتغير بها العقول وتتقدّم بها الأمم.
مالك بن نبيّ فيلسوف الحضارة ومنظّر النهضة الإسلامية الذي حدّد لبّ مشكلات العصر و مفكّر فذّ ناضل بأفكاره ومعتقداته ونظرياته التي تلقّفتها دول إسلامية كثيرة ومن الجميل أن نحيي مآثره ونبعث أفكاره كما فعل الكثير من المفكّرين والدكاترة والباحثين الذين تبنّوا نظريّاته وانتهجوا فكره الباعث على التّغيير الذي كان يناشده فشرعة السّماء في نظره هي أن نسعى لتغيير أنفسنا وكما قال: غير نفسك، تغير التاريخ والجهل في حقيقته وثنية مادام لا يغرس أفكارًا، بل ينصب أصنامًا، وهذا من شأن الجاهلية، «ومن سنن الله في خلقه أنه عندما تغرب الفكرة، يبزغ الصنم»، لهذا جاءت فعاليات النّدوة العلميّة الأولى للكرسي العلمي مالك بن نبي تلبية لهذه المبادئ وسعيا لتغيير الأفكار التي لا تبدأ إلاّ بالإنسان وحده فهو المحور والحدّ معا وانبعاثا جديدا لفكر مالك بن نبي الذي ناضل بأفكاره وقلمه وقلبه كلّ ما يجعل الأمّة الإسلامية في تقهقر وتأخّر وموت. بحضور رئيس الكرسي الدكتور عمار طالبي الغنيّ عن التّعريف و التّقديم والتّمهيد حيث تشهد إنجازاته ومؤلّفاته وشهاداته العلميّة العليا، رجل أكاديميّ ومفكّر جمع بين الفلسفة والعلوم الإسلامية أثرى المكتبة الجزائرية بأكثر من عشرين مؤلّفا إضافة إلى الدّراسات القيمة التي عنت بالتّراث الإسلامي فهو يمثّل الذاكرة العلمية الحيّة لفكر مالك بن نبي، وواحدًا من أبرز من رافقوا هذا المشروع المعرفي منذ نشأته وصولا إلى مرافئ الفهم الأصيل لقضايا النهوض، و»فقه المرحلة» كما عبّر عنها بن نبي، وتجديد البحث في مفاصل مشروعه الحضاري.
استهل هذا المجلس العلمي المبارك بتلاوة طيّبة بصوت الأستاذ عبد النور خبابة، بعدها أحيلت الكلمة لمدير مركز الشهاب الدّكتور علي حليتيم ليقدّم كلمة ترحيبية بالحضور بادئا بفضيلة الشيخ ظريف حفظه الله، ثمّ قام الدكتور عبد الحفيظ بورديم بعرض مشروع كرسي مالك بن نبي والتعريف الشامل به وبأهم المحطّات الزمنيّة والتاريخية للمفكر الفذّ مالك بن نبيّ فكان مدخلا فكريا مهمًا.
المحاضرة الافتتاحية ألقاها الأستاذ والدكتور هشام شراد فقدّم مداخلة قيمة ثرية عنونها بـ مالك بن نبي في مواجهة «التحول البنيوي» في طبيعة مشكلات المجتمع الجزائري بين مرحلتي ما قبل الاستقلال وما بعده: نحو علم اجتماع الاستقلال كضرورة «لفقه المرحلة».
ثمّ فتح المجال للمناقشة وطرح الأسئلة ليجيب عنها الدكتور هشام بحنكة واقتدار.
تلتها الجلسة الحوارية المفتوحة والتي قادها الثلاثي المتميز الدّكتور عمار طالبي بدأها بكلمة نورانية مقتضبة ركز فيها على بعض مفاهيم مالك بن نبي كالفاعلية وعالم الأشياء والأفكار وغيرها من المفاهيم التي قال عنها أنه ينبغي أن يجعل لها قاموسا خاصا بها، ثمّ جاءت كلمة للدكتور علي حليتيم، بمشاركة الدكتور مولاي السعيد عضو المجلس العلمي للكرسي، هذه الجلسة التي فتح فيها المجال للحوار والمناقشة مع الجمهور حول محاضرة الدكتور شراد، وقد تجاوب الحاضرون مع ما طرح فكان الجمهور الحاضر مميّزا شمل كلّ الفئات على اختلاف مداركها وتخصصاتها، من مختلف ولايات الوطن جيجل قسنطينة برج بوعريريج، تلمسان، سطيف، نذكر منهم مفتش التربية الوطنية علي أوحيدة، البرفيسور عبد المالك بومنجل، اليمين بن دهان أستاذ الإعلام والاتصال جامعة قطر، مقداد محمد سطيف، الأستاذة يسرى مبارك منصوري، الأديب سعدون عبود، الأستاذ رمزي بلهوشات، الاخصائية النفسانية بن رقية أمينة، الدكتور بوخاري لحلو من جامعة محمد البشير الابراهيمي برج بوعريريج. الدكتور محمد رحال، الأستاذ عبد الكريم بلقيدوم نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مكتب سطيف، وغيرهم كثير. كلّ هذا كان بتنشيط المتألق دائما وأبدا فاروق رايس.

متابعة: عبد النور خبابة