من أجل وحدة الصف الإسلامي
أ. عبد العزيز كحيل/ الكيان الصهيوني هو العدو الأول والألد والأخطر ومعه أمريكا بل والغرب كله، فلم يعد الظرف يتحمل الاصطفاف المذهبي وإثارة ما يتعلق بالنعرات لأن الخطر – وبكل وضوح ووقاحة – يداهم المسلمين كلهم والعرب كلهم، ومهما كان موقفنا من إيران والشيعة – ولدينا منهم موقف ويحق لكل طرف أن يكون له منهم …

أ. عبد العزيز كحيل/
الكيان الصهيوني هو العدو الأول والألد والأخطر ومعه أمريكا بل والغرب كله، فلم يعد الظرف يتحمل الاصطفاف المذهبي وإثارة ما يتعلق بالنعرات لأن الخطر – وبكل وضوح ووقاحة – يداهم المسلمين كلهم والعرب كلهم، ومهما كان موقفنا من إيران والشيعة – ولدينا منهم موقف ويحق لكل طرف أن يكون له منهم موقف عقيدي أو مصلحي – فإننا اليوم لسنا في قاعة درس او مناظرة تلفزيونية نزبد فيها ونرغي وإنما أمام حرب عدوانية ضروس تستهدف تنصيب الكيان الصهيوني سيدا على العالم الإسلامي من المحيط إلى الخليج وجعل المنطقة العربية مستوطنات صهيونية بأتم معنى الكلمة، وقد بدأ الأمر «سلميا» مع مصر والأردن والإمارات والمغرب ويُراد له التمدد بالاستسلام أو الحرب، والسياسة والعلاقات الدولية لا تحكمها أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية إنما هو قانون الغاب خاصة في ظل انفراد أمريكا بالعالم وتغوّل الكيان الصهيوني الذي يفعل ما يشاء أين يشاء ومتى يشاء، أما الأنظمة الوظيفية فقد «فهمت الدرس» ودخلت بيت الطاعة وباعت البلاد وأذلت العباد هنا وهناك وهنالك من أجل البقاء في الحكم، وتنازلت في سبيل ذلك حتى عن ماء الوجه، فالمصري يرى نظام بلاده يُحكم الحصار على غزة إحكاما شديدا لا يترك شربة ماء تمرّ إلى القطاع ولا يسمح للأحرار الذي جاؤوا من العالم كله بالاحتجاج على الكيان الصهيوني، والشعب في خنوع واستسلام وعجز لا يستطيع أن يعترض بكلمة يقولها أو يكتبها فضلا عن التظاهر والاعتصام أو الاقتراب من معبر رفح، والأردني يرى نظام بلاده يحمي الكيان بكل جدية إلى درجة إسقاط صواريخ إيرانية حتى لا تصيب اليهود، يسقطها على شعبه فداء للعدو، والشعب مرغم على الهتاف بحياة الملك المفدى ونسبه الممتد إلى العترة الشريفة !!! وقل مثل هذا عن الإمارات والحجاز والمغرب، ومن المضحكات المبكيات أن المرء عندما يقرأ منشورات الوهابيين يحسّ من كثرة صراخهم أن الصواريخ التي تدكّ عمق الكيان الصهيوني تصيب هم وبيوتهم قبل العدو، لذلك أظن أن شعار كل عربي أصيل وكل مسلم مخلص لدينه وأمته يجب أن يكون « اليوم أنا لست سنيا ولا شيعيا ولا سلفيا ولا صوفيا، أنا مسلم أفرح بما يصيب العدو الصهيوني وأتمنى أن يتّحد كل العرب والمسلمين لتأديبه»، ومن أجل هذا يجب الجنوح إلى شيء من التنازل في الجزئيات والآراء المختلفة والالتفاف حول المحكم بدل المتشابه والتركيز على الولاء وعلى ما يجمع لا ما يفرق، هذا لتجنب النزاعات التي تزعزع الصف وتفرق الكلمة وتحدث الانشقاقات وتوجيه كل الجهود نحو العدو، وقد رأينا الهدي النبوي في التنازل في الحديبية، ويذكر التاريخ أن صلاح الدين جمع الأمة في وجه العدو رغم تعدد مذاهب الناس، وأن شيخ الإسلام ابن تيمية وحد الأمة في وجه التتار وأفتى بجواز القتال مع بعض الفرق المنتسبة للإسلام رغم الاخلاف العقائدي، وهذا هو فقه الواقع وفقه الأولويات وهذا هو العلم، وكل من يخرم هذه القاعدة يكون من حيث يدري أو لا يدري إسفينا في جدار الأمة، وإنما أجد بعض العذر للشعب السوري الذي له موقف سلبي من إيران لأنه عانى من احتلاله لبلده وتسلط الميليشيات الشيعية عليه وتقتيلها لأبنائه وتهجيرهم والعبث بمقدسات ورموز أهل السنة، والله تعالى يقول «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم»، والسوريون مظلومون له عذرهم.
ويجب التذكير أنه لولا طوفان الأقصى المبارك ما رأينا تل أبيب تحترق ولا استمتعنا بمشاهد إخراج العدو للضحايا من تحت الأنقاض، فكيف لو تحركت دول الطوق؟ إذًا لكانت بداية نهاية الكيان لأن اليهود يتحملون ضربهم بحجارة الأطفال لكنهم لا يطيقون الصواريخ المتطورة التي تملؤهم رعبا والتي لا عهد لهم بها منذ قيام هذا الكيان، وأبطال غزة من هنا وصواريخ إيران من هناك كفيلة برسم نهاية العدو لولا خيانة الأنظمة الوظيفية المتصهينة، لهذا لا يجوز أن تضطرب بوصلتنا، فعدونا الأبدي هو الكيان الصهيوني وأمريكا، نفرح للضربات التي تصيب الكيان الغاصب ونطالب بالمزيد وندعو الله أن يسددها.، ولو كانت لدى العرب أنظمة سياسية وطنية حقا لاغتنمت الفرصة وشنت حربا شاملة للتحرر لكنها أنظمة حوّلت بعض الدول إلى مستوطنات يهودية بامتياز، وأخشى أن هذه الأنظمة ستزداد بعد اليوم تغوّلا على الشعوب وانبطاحا أمام العدو حفاظا على بقاء حكم الفرد والأسرة والطغمة، والأمل منعقد على غزة حيث أثبتت المقاومة أنها عصية على الاختراق والهزيمة، فهي النموذج الذي يجب اتباعه، والإيراني الشيعي حاله واضح، حدثونا عن السني المزيّف الذي يرفع شعار التوحيد وهو مصطف مع اليهود ضد المسلمين.