من حي قمبيطة بوهران … رحلة بين الذاكرة والحنين بعد 31 سنة عن رحيل المرحوم حسني

ثقافة: ثلاثة عقود مرّت على رحيل أيقونة الراي العاطفي، الشاب حسني، لكن ذكراه لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الجزائريين. جولة في حي "قومبيطا" الشعبي، حيث وُلد وترعرع، تكفي لتؤكد أن رحيله لم يكن سوى جسدياً، أما صوته وإرثه فباقيان إلى اليوم. في الأزقة الضيقة التي تنبض بالحياة اليومية، لا يزال اسم حسني يتردد همساً وعلانية. جداريات تحمل صورته، تجعل الزائر يشعر أن الحي نفسه يتنفس حضوره. أمام بيت عائلته، يتوقف بعض المحبين لالتقاط صور تذكارية، وكأنهم يزورون معلماً تاريخياً أكثر منه منزلاً عادياً. في المقاهي الشعبية، تعلو أصوات أغانيه التي تحولت إلى جزء من يوميات سكان الحي. أحد جيرانه القدامى، عمي أحمد، يتذكره قائلاً: «كان فناناً بسيطاً، يجلس بيننا بلا تكلف. لم يتغير رغم الشهرة، وها نحن بعد 31 سنة نذكره كأنه بيننا.» اللافت أن حب الشاب حسني لا يقتصر على من عاصروه. جيل كامل وُلد بعد وفاته وجد في أغانيه الصدق الذي يبحث عنه. تقول احدى القاطنات بالحي رغم أنني لم أعش زمنه، إلا أنني أشعر أن كلماته تحاكي قلبي. أغانيه لا تشيخ، لأنها ببساطة صادقة من حي قومبيطا الشعبي إلى قلوب الملايين، يظل الشاب حسني مثالاً على أن الفنان الصادق لا يرحل، بل يتحول إلى أسطورة تتناقلها الأجيال.يتوافد العشرات إلى الحي، بعضهم من خارج وهران، ليشاركوا سكان المنطقة لحظة وفاء لفنان غيّبه الموت باكراً، لكنه لم يُمحَ من الذاكرة.

سبتمبر 29, 2025 - 13:29
 0
من  حي  قمبيطة بوهران … رحلة بين الذاكرة والحنين بعد 31 سنة عن رحيل المرحوم حسني
ثقافة:
ثلاثة عقود مرّت على رحيل أيقونة الراي العاطفي، الشاب حسني، لكن ذكراه لا تزال حاضرة بقوة في وجدان الجزائريين. جولة في حي "قومبيطا" الشعبي، حيث وُلد وترعرع، تكفي لتؤكد أن رحيله لم يكن سوى جسدياً، أما صوته وإرثه فباقيان إلى اليوم. في الأزقة الضيقة التي تنبض بالحياة اليومية، لا يزال اسم حسني يتردد همساً وعلانية. جداريات تحمل صورته، تجعل الزائر يشعر أن الحي نفسه يتنفس حضوره. أمام بيت عائلته، يتوقف بعض المحبين لالتقاط صور تذكارية، وكأنهم يزورون معلماً تاريخياً أكثر منه منزلاً عادياً. في المقاهي الشعبية، تعلو أصوات أغانيه التي تحولت إلى جزء من يوميات سكان الحي. أحد جيرانه القدامى، عمي أحمد، يتذكره قائلاً: «كان فناناً بسيطاً، يجلس بيننا بلا تكلف. لم يتغير رغم الشهرة، وها نحن بعد 31 سنة نذكره كأنه بيننا.» اللافت أن حب الشاب حسني لا يقتصر على من عاصروه. جيل كامل وُلد بعد وفاته وجد في أغانيه الصدق الذي يبحث عنه. تقول احدى القاطنات بالحي رغم أنني لم أعش زمنه، إلا أنني أشعر أن كلماته تحاكي قلبي. أغانيه لا تشيخ، لأنها ببساطة صادقة من حي قومبيطا الشعبي إلى قلوب الملايين، يظل الشاب حسني مثالاً على أن الفنان الصادق لا يرحل، بل يتحول إلى أسطورة تتناقلها الأجيال.يتوافد العشرات إلى الحي، بعضهم من خارج وهران، ليشاركوا سكان المنطقة لحظة وفاء لفنان غيّبه الموت باكراً، لكنه لم يُمحَ من الذاكرة.
من  حي  قمبيطة بوهران … رحلة بين الذاكرة والحنين بعد 31 سنة عن رحيل المرحوم حسني