ناصر: تونس تكسب 2 مليار أورو من السياح الجزائريين.. خسارة ثقيلة للاقتصاد الوطني

كشفت الإحصائيات الأخيرة لديوان الوطني التونسي للسياحة عن استقبال تونس نحو 1.5 مليون جزائري خلال النصف الأول من سنة 2025، ما يعكس انتعاشًا ملحوظًا في القطاع السياحي ويعزز الإيرادات الاقتصادية للبلاد، ويترتب على هذا الإقبال ارتفاع الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية من طرف السياح الجزائريين. في هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي سليمان ناصر في […] The post ناصر: تونس تكسب 2 مليار أورو من السياح الجزائريين.. خسارة ثقيلة للاقتصاد الوطني appeared first on الجزائر الجديدة.

أغسطس 6, 2025 - 15:31
 0
ناصر: تونس تكسب 2 مليار أورو من السياح الجزائريين.. خسارة ثقيلة للاقتصاد الوطني

كشفت الإحصائيات الأخيرة لديوان الوطني التونسي للسياحة عن استقبال تونس نحو 1.5 مليون جزائري خلال النصف الأول من سنة 2025، ما يعكس انتعاشًا ملحوظًا في القطاع السياحي ويعزز الإيرادات الاقتصادية للبلاد، ويترتب على هذا الإقبال ارتفاع الطلب على الفنادق والمطاعم والخدمات السياحية من طرف السياح الجزائريين.

في هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي سليمان ناصر في تصريح لـ “الجزائر الجديدة” أن تونس استقبلت نحو 1.5 مليون جزائري خلال النصف الأول من سنة 2025، وهو رقم كبير يعكس الجاذبية السياحية التي تتمتع بها البلاد مقارنة بالجزائر.

 وأوضح سليمان ناصر، أن هذا العدد الكبير من الزوار الجزائريين يدل على تزايد التوجه نحو تونس باعتبارها الوجهة المفضلة للسياحة، سواء للسياحة العادية أو السياحة العلاجية، وهو ما يعكس جودة الخدمات والأسعار المناسبة التي تقدمها تونس مقارنة بالجزائر ما يعتبر خسارة ثقيلة للاقتصاد الوطني.

وأشار الخبير إلى أن الجزائر، رغم امتلاكها إمكانيات طبيعية هائلة من سواحل وجبال وأماكن سياحية مشابهة لتونس، ما تزال تواجه صعوبة في استقطاب نفس الأعداد من السياح الجزائريين.

ويرجع سليمان ناصر هذا الفارق إلى الاختلاف في السياسات الاقتصادية والتاريخية للبلدين، فبينما تبنّت تونس نظامًا اقتصاديًا ليبراليًا منذ استقلالها في 1956، قضت الجزائر نحو 30 سنة تحت نظام اشتراكي أعاق تطوير القطاع السياحي، وأسفر عن اعتماد الدولة على القطاع العام، والانغلاق على العالم، وضعف الاهتمام بالقطاع السياحي.

ووفقًا لتحليل الخبير، فإن هذا الواقع الاقتصادي والسياحي يعني أن الجزائر تخسر سنويا مداخيل ضخمة كانت يمكن أن تبقى داخل البلاد لو طورت بنيتها السياحية وأسعارها لتتناسب مع إمكانياتها الطبيعية. وأضاف سليمان ناصر أن تقديرات أولية تشير إلى أن مداخيل تونس من السياح الجزائريين قد تتجاوز 2 مليار أورو بنهاية العام، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن كل سائح ينفق متوسط 750 أورو خلال زيارته، ما يمثل تحولًا اقتصاديًا ملموسًا للبلد.

كما أشار الخبير إلى أن السياحة العلاجية تمثل فرصة إضافية لجذب العملة الصعبة، لافتًا إلى أن العديد من الجزائريين يتوجهون إلى تونس لتلقي خدمات صحية وعلاجية أفضل، رغم توفر كفاءات طبية عالية داخل الجزائر. واعتبر ناصر أن هذا الوضع يعكس غياب تشجيع حقيقي للاستثمار في قطاع الصحة، وأنه من الضروري تقديم حوافز ملموسة للمستثمرين، مثل الإعفاء من الضرائب الجمركية على المعدات الطبية واستفادة المشاريع الصحية الخاصة من إعفاءات ضريبية على الأرباح لمدة خمس إلى عشر سنوات، مع تقليص البيروقراطية وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار.

وأكد سليمان ناصر أن تطوير السياحة المحلية وتحسين الخدمات الصحية لن يفيد المواطن الجزائري فقط، بل سيحول الجزائر إلى وجهة جاذبة للسياح من دول الجوار مثل ليبيا ومالي والنيجر، ويحد من نزيف العملة الصعبة إلى الخارج.

كما أشار إلى أن المنافسة بين الجزائر وتونس على السياحة يجب أن تركز على تحسين جودة الخدمات وتسويق الإمكانيات الطبيعية بشكل أفضل، مع مراعاة أسعار تنافسية تحافظ على قدرة المواطن الجزائري على الاستفادة من القطاع السياحي محليًا.

وفي ختام تصريحاته، شدّد الخبير الاقتصادي على أن الكرة اليوم في ملعب السلطات الجزائرية، داعيًا إلى اتخاذ قرارات شجاعة وفعالة لدعم الاستثمار السياحي والصحي، مؤكّدًا أن تحسين جودة الخدمات ورفع المنحة السياحية يشكلان عاملين أساسيين للحد من خروج العملة الصعبة وتحقيق نمو اقتصادي مستدام. 

فهيمة. ب

The post ناصر: تونس تكسب 2 مليار أورو من السياح الجزائريين.. خسارة ثقيلة للاقتصاد الوطني appeared first on الجزائر الجديدة.