هل الكافرون المنتشرون في العالم كلهم لم تصلهم دعوة الإسلام؟

الشيخ محمد مكركب أبران mohamed09aberan@gmail.com/ الفتوى رقم:776 الســــــــــــؤال قال السائل: سمعت من يقول: إن غير المسلمين الذين ينتشرون في العالم، في القارات الخمس، لم يصلهم بلاغ الإسلام، وبعضهم يقولون: إنهم ليسوا مطالبين بالإسلام. أم أن العلماء قصروا في تبليغ رسالة الله إلى الناس. قال السائل: وسؤالي من هو المسؤول عن تبليغ الإسلام، هل نحن العامة …

يوليو 8, 2025 - 12:39
 0
هل الكافرون المنتشرون في العالم كلهم لم تصلهم دعوة الإسلام؟

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/

الفتوى رقم:776

الســــــــــــؤال

قال السائل: سمعت من يقول: إن غير المسلمين الذين ينتشرون في العالم، في القارات الخمس، لم يصلهم بلاغ الإسلام، وبعضهم يقولون: إنهم ليسوا مطالبين بالإسلام. أم أن العلماء قصروا في تبليغ رسالة الله إلى الناس. قال السائل: وسؤالي من هو المسؤول عن تبليغ الإسلام، هل نحن العامة مسؤولون عن الذين لا يزالون على الكفر والشرك والجهل؟ قال: وهل هو مسؤول أيضا؟ وكيف؟

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: رسالة القرآن عامة لكل الناس؟: إن الله أرسل محمدا خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، لكل الناس الذين عاشوا ويعيشون من عهد بعثته صلى الله عليه وسلم. من سنة: 610م. إلى يوم القيامة، بل أرسله الله إلى الجن والإنس جميعا. والجن سمعوا القرآن فمنهم من آمن واستجاب، واستقام، ومنهم من كفر وكان من القاسطين. فقد أنزل الله سبحانه سورة قرآنية تسمى سورة الجن. وفيها: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا.﴾ (سوؤرة الجن:1 ، 2) كما أرسل الله الرسول محمدا إلى كل بني آدم. قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا.﴾ (سورة الأعراف:158) هذا الخطاب الإلهي بيان لكل الناس، من بني آدم، وفيه الحكم بعموم رسالة محمد بن عبد الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، بأنه رسول لجميع الخلق. ومعنى الآية قل يا محمد للناس إني رسولٌ من عند الله إلى جميع أهل الأرض. والنتيجة فمن الناس من آمن ومنهم من كفر، ومن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بلغهم القرآن، وسمعوا به، فمنهم من آمن، ومنهم من كفر. وقال الله عن بعض النصارى، الذين سمعوا القرآن، وعرفوا أنه حق، ومنهم النجاشي، ومن آمنوا معه عندما قرأ عليهم جعفرُ بنُ أبي طالب القرآن. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ.﴾ (سورة المائدة:81 ـ 83) ومنهم:عبد الله بن سلام، والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: كل الناس وصلتهم الدعوة ولا عذر لأحد: ولم يبق لأحد في عصرنا هذا عذر بأنه لم يسمع بالإسلام، ولم يبق عذر لأحد بأنه لم يجد الآيات التي يهتدي بها. لثلاثة أسباب: 1 ـ لكثرة وتعدد وتطور وسائل الاتصال والتواصل بين الشعوب. 2 ـ لتطور العالم مع الاكتشافات والاختراعات. 3 ـ للدراسات والبحوث التي نشرها حتى غير المسلمين أنفسهم عن الإسلام بمعنى أن كل العالم سمع عن الإسلام.
ثالثا: قال السائل: هل الذين مازالوا لم يسلموا من النصارى، واليهود، هل هم غير مطالبين بالإسلام؟ والجواب: أن كل إنسان مطالب بالإسلام على الإطلاق. فالذين كانوا في عهد نوح مطالبون بالإسلام، بل بداية من آدم وذريته عليه السلام، فنوح عليه السلام، قال لقومه وهو يدعوهم إلى الإسلام، كما جاء في القرآن. ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (سورة يونس:72) وإبراهيم عليه السلام، دعا قومه إلى الإسلام. فقد وصى إِبْرَاهِيمُ أبناءه، وصاهم باتباع ملته وملته الإسلام، وكذلك يعقوب أوصى أولاده بملة إِبراهيم، فقال لهم: ﴿يَابَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ﴾ أي اختار لكم الدين وهو الإِسلام، والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا: العلماء والأمراء كلهم مسؤولون عن تبليغ الإسلام: قال السائل: {وسؤالي من هو المسؤول عن تبليغ الإسلام، إلى كل الناس، الذين لا يزالون على الكفر والشرك والجهل؟ قال السائل: وهل هو مسؤول أيضا؟ وكيف؟} المسؤولون عن تبليغ الإسلام كل الأمراء والعلماء من كل المسلمين. ودورك إن كنت تستطيع التبليغ فبلغ. وإن كنت لا تستطيع، فَبَلِّغْ بأخلاقك، كن حريصا على الاستقامة كما أمرك الله، ليرى غيرُ المسلمين صورة أخلاق الإسلام في سلوكك ومعاملاتك، وحينها يحبون الإسلام، ويدخلون الإسلام، فبلغ بأخلاقك تكن قد أديت الواجب. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.