وزارة الدفاع الأمريكية تنفي نقل مقر “أفريكوم” إلى المغرب

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أنه ليس في نيتها نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، من مدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا باتجاه المملكة المغربية، وهو التأكيد الذي جاء ليضع حدا للإشاعات التي حرص النظام المغربي على تسريبها في كل مرة، للإيحاء بتحوله إلى شريك أساسي لواشنطن في القارة الإفريقية، على الصعيد العسكري.
وسأل عضو الكونغرس الأمريكي، النائب ابراهيم ج. حمادة، الجنرال مايكل لونغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تدرس نقل مقر “أفريكوم” من أوروبا وبالضبط من مدينة شتوتغارت الألمانية نحو المملكة “العلوية”، فرد لونغلي بالنفي.
وقال العسكري الأمريكي في رد على سؤال النائب بمقر مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس): “إذا نظرنا إلى الأمر من منظور عملي وتحليل التكلفة والفائدة، فإنه لا فائدة من الانتقال إلى المغرب”. وأوضح الجنرال لونغلي استنادا إلى فيديو غرد به النائب إبراهيم ج. حمادة في حسابه على منصة “إكس” أنه “لا فائدة” من نقل قواتنا من مقرها في شتوتغارت (الألمانية) باتجاه الدولة الإفريقية، لأن ذلك يتطلب تخصيص أعباء مالية إضافية دونما مردود مواز.
وأضاف: “من منظور تحليل التكلفة، أود أن أقول إننا نتمتع بميزة فيما يتعلق بالوضع الذي نحن فيه الآن، مؤكدا بأن الولايات المتحدة سوف لن تستفيد من نقل المقر الرئيسي للقوات العسكرية الأمريكية في إفريقيا إلى القارة الإفريقية على نطاق واسع، وذلك بالرغم من الخدمات التي يقدمها المغرب للولايات المتحدة على الصعيد الأمني”.
وجاء تصريح الجنرال مايكل لونغلي ليضع حدا لتصريحات العديد من المسؤولين المغربيين وأبواقهم الإعلامية في الداخل والخارج، والتي دأبت على مدار السنوات الأخيرة على ترويج خطاب زائف، مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد نقل مقر قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا، باتجاه المغرب، فيما حاولت تلك الأبواق تقديم تلك التسريبات على أنها امتياز يضع واشنطن كحليف للرباط على حساب جيرانها، وفي مقدمتهم الجزائر، التي تعتبر في مخيال القصر العدو اللدود للمملكة.
وبينما تحاول أذرع المملكة “العلوية” تقديم هذه المعلومة التي تأكد زيفها، بأنها إنجاز، تتجاهل أن واشنطن كانت قد اقترحت على الجزائر، نقل مقر قيادة “أفريكوم” إليها، غير أن الطرف الجزائري لم يتجاوب مع هذا الطلب، تماشيا وعقيدتها العسكرية الراسخة، القائمة على رفض استقبال أية قواعد عسكرية أجنبية، مهما كانت جنسيتها، على ترابها المسقي بدماء الشهداء، وإن كان للجزائر تعاون أمني وعسكري راسخ مع الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة.
وتعتبر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، إحدى القيادات القتالية الموحدة الإحدى عشرة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ومقرها في ثكنات كيلي بمدينة شتوتغارت بجنوب ألمانيا، وهي المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا، بما في ذلك محاربة الصراعات الإقليمية والحفاظ على العلاقات العسكرية مع 53 دولة إفريقية. وتغطي منطقة مسؤوليتها جميع أنحاء القارة الإفريقية باستثناء مصر، التي تقع ضمن منطقة مسؤولية قيادة مركزية أمريكية أخرى.
وقبل يومين أوردت تقارير إعلامية مغربية أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تدرس نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إلى مدينة القنيطرة بشمال المغرب، غير أن التصريح الأخير للجنرال مايكل لونغلي أمام الكونغرس الأمريكي، كذب كل تلك التسريبات.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post وزارة الدفاع الأمريكية تنفي نقل مقر “أفريكوم” إلى المغرب appeared first on الشروق أونلاين.