يا للمفارقة… الصحراويون 40 ألفا فقط وجيشهم يقاتل في 5 دول!
هناك نقطة مهمة يجهلها العالم عن الصحراويين وهي ما يتعلق بالعمل الفدائي الذي تطلق عليه بعض الدوائر اسم الإرهاب، رغم الفرق الشاسع بين القضيتين، فمباشرة بعد الغزو المغربي للصحراء الغربية، في نهاية سنة 1975م، قرّر الصحراويون، رسميا، عدم القيام بأي أعمال فدائية تمس حياة الأبرياء، وفي المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو، المنعقد في نهاية أوت 1976م، […] The post يا للمفارقة… الصحراويون 40 ألفا فقط وجيشهم يقاتل في 5 دول! appeared first on الشروق أونلاين.


هناك نقطة مهمة يجهلها العالم عن الصحراويين وهي ما يتعلق بالعمل الفدائي الذي تطلق عليه بعض الدوائر اسم الإرهاب، رغم الفرق الشاسع بين القضيتين، فمباشرة بعد الغزو المغربي للصحراء الغربية، في نهاية سنة 1975م، قرّر الصحراويون، رسميا، عدم القيام بأي أعمال فدائية تمس حياة الأبرياء، وفي المؤتمر الثالث لجبهة البوليساريو، المنعقد في نهاية أوت 1976م، اتخذ المؤتمرون الصحراويون قرارا ديمقراطيا رسميا وسياديا، وهو عدم القيام بأي أعمال فدائية لا في داخل المغرب، ولا في داخل موريتانيا، ولا في داخل الصحراء الغربية المحتلة، واتفقوا على أن الكفاح المسلّح يجب أن يحدث بالحرب النظيفة ضد الجيوش الغازية، وجها لوجه.
حجة الصحراويين في رفض القيام بالعمل الفدائي، هو أن الضحايا سيكونون أبرياء وأشقاء وجيران ومسلمين، وأن أنظمتهم هي التي دفعت بهم إلى أبواب جهنم. لا يسجل التاريخ للثورة الصحراوية، ولو مرة واحدة، أنها فجّرت قنبلة في حافلة أو في مقهى أو في بناية سكنية أو سجنت مدنيين مغاربة أو موريتانيين، رغم وجود مناضلي البوليساريو في الصحراء الغربية المحتلة وفي عمق المغرب. إذن، بما أن الصحراويين منعوا القيام بالعمل الفدائي المشروع، فكيف يمكن إلصاق تهمة الإرهاب بهم؟
إذا كان الصحراويون دافعوا عن قضيتهم دفاع الأبطال، وقاتلوا الجيوش فقط في الميدان، فإن المخزن، بما أنه على باطل، قد لجأ إلى كل الأعمال والأساليب القذرة لمحاولة ربط “البوليساريو” بالإرهاب أو بالتدخل في شؤون دول خارجية، فحتى يتقرب من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة كي تصنف البوليساريو كـ”حركة إرهابية”، اتهم المخزن خمسة دول أن لها علاقة بجيش “البوليساريو”.
وبتكرار، كل مرة، سيناريو الاتهامات الباطلة بتواجد جيش “البوليساريو” في أي بلد تحدث فيه اضطرابات، ونفي تلك البلدان لأي تواجد صحراوي فيها، فقد المخزن ثقة العالم فيه، وفقد مصداقيته في داخله، فما حدث مع اختراق جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية، مؤخرا، التي كتبت قصة ملفقة عن تعاون “البوليساريو” مع نظام الأسد، وعن وجود مقاتلين صحراويين سجناء في دمشق، أزاح الستار عن سلسلة تاريخية من الأكاذيب تم توريط خمسة دول فيها وهي: ليبيا، اليمن، لبنان، إيران والآن سوريا.
حين قامت الثورة في ليبيا سنة 2011م، ارتفعت أصوات طبول الإعلام المخزني، وتبارى ساسة القصر في التصريحات متهمين جبهة “البوليساريو” بدعم القذافي ضد الثوار. حين تم إحراج المجلس الحاكم في ليبيا، آنذاك، خرج رئيسه، مصطفى عبد الجليل، ليقول بوضوح واختصار لا يقبل التفسير في مناسبتين- آخر واحدة فيهما كانت يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 2016م: “لا علم لنا بأي تواجد لجبهة البوليساريو أو مساعدتها لمعمر القذافي ولا نستطيع أن نتهم أي أحد في هذا الشيء”. في سنة 2015م، حين كانت الحرب دائرة في اليمن، اتهم المخزن “البوليساريو” بدعم الحوثيين، لكن شاءت الأقدار أن يتم إسقاط طائرة حربية مغربية في اليمن ويقتل ملاحها، فتحجّرت ألسنة الكذّابين في حلوقهم. في 2018م، أحرج المخزن “حزب الله” اللبناني واتهمه بدعم “البوليساريو” وتدريبها، لكن الحزب خرج يوم الثلاثاء أول ماي 2018م وكذّب تلك الترهات.
بالموازاة مع اتهام “حزب الله”، اتهم المخزن إيران، أيضا، أنها تدعّم “البوليساريو” وتسهّل ذهاب مقاتليه إلى لبنان لمحاربة إسرائيل، فردت إيران يوم 2 ماي 2018م قائلة إن المخزن يكذب.
اليوم ها هو المخزن يكرر نفس السيناريو مع سوريا، وهذه المرة بطريقة مبالغ فيها إلى درجة قوله إن مئات المقاتلين الصحراويين يوجدون أسرى عند ثوار سوريا. هذا يعني أن سوريا الجديدة، مثلها مثل ليبيا و”حزب الله” وإيران وجريدة “واشنطن بوست”، ستجد نفسها مضطرة، أمام هذا الإحراج، إلى التصريح وتكذيب المخزن أو إظهار الأسرى الصحراويين لديها.
ولا يظهر غباء المخزن من تكرار الاتهامات الباطلة لـ”البوليساريو”، لكن يظهر أكثر في أنه جعل “البوليساريو” تمتلك جيوشا عدة يقاتلون في أكثر من دولة: لديها جيش يقاتل في ليبيا وجيش يقاتل في اليمن وجيش يقاتل مع “حزب الله”، وجيش يقاتل في سوريا، في حين أن المخزن، يقول إن عدد الشعب الصحراوي كله لا يتجاوز أربعين ألفا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post يا للمفارقة… الصحراويون 40 ألفا فقط وجيشهم يقاتل في 5 دول! appeared first on الشروق أونلاين.