أكرم خريف: إنسحاب “فاغنر” دليل قاطع على انهزامهم وانتصار للجزائر

بعد إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية انسحابها من مالي ، أثيرت أسئلة جوهرية حول الأسباب الحقيقة التي تقفُ وراء هذا القرار، وانعكاساته لا سيما على طغمة باماكو الانقلابية ومنطقة الساحل عُمومًا. وفي حوار مُقتضب مع “الجزائر الجديدة” يكشفُ الخبير الأمني وصاحب موقع “مينا ديفونس”، أكرم خريف، الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية من […] The post أكرم خريف: إنسحاب “فاغنر” دليل قاطع على انهزامهم وانتصار للجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

يونيو 9, 2025 - 15:55
 0
أكرم خريف: إنسحاب “فاغنر” دليل قاطع على انهزامهم وانتصار للجزائر

بعد إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية انسحابها من مالي ، أثيرت أسئلة جوهرية حول الأسباب الحقيقة التي تقفُ وراء هذا القرار، وانعكاساته لا سيما على طغمة باماكو الانقلابية ومنطقة الساحل عُمومًا.

وفي حوار مُقتضب مع “الجزائر الجديدة” يكشفُ الخبير الأمني وصاحب موقع “مينا ديفونس”، أكرم خريف، الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية من مالي، وتقييمه لبقاء “الفيلق الإفريقي” في المنطقة وانعكاساته على الوضع وما الذي يمثله هذا الانسحاب بالنسبة إلى الجزائر التي لطالما دعت إلى ضرورة إنهاء كافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي في الساحل وضرورة سحب المرتزقة مهما تغيرت مُسمياتهم.

وفقكم ما هي الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء انسحاب مجموعة “فاغنر” الرُوسية من مالي؟

المُؤكدُ اليوم أن الانسحاب جاء بعد ضغط من الجزائر على روسيا، فلطالما دعت إلى ضرورة إنهاء كافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي في الساحل وضرورة سحب المُرتزقة مهما تغيرت مُسمياتهم، كما أنها أدانت وبشدة المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في شمال مالي، والمُرجح أن موسكو ضغطت على فاغنر حتى تنسحب من المنطقة في الوقت الذي أبدت فيه السُلطات المالية تشبثها بالميليشيا.

أما الظروف المحلية، فالمُلاحظ أن هناك أسباب داخلية أخر من بينها، تحالف سكان الشمال من أجل التصدي لهم بسبب الانتهاكات والعنف والإذلال الذي تعرضوا له وهُو ما نوه له سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال جلسة في مجلس الأمن إذ طالب بالتحرك الدُولي لمُلاحقة مرتزقة فاغنر الذين استخدموا طائرات مُسيرة في قصف قرى مالية قُرب الحدود، ما أدى إلى مقتل أكثر من مدنياً، مؤكداً أن “من ضغطوا على الزر … لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف”، ومشددًا على ضرورة وقف انتهاكات “الجيوش الخاصة”.

وهُناك عامل آخر يُمكن الإشارة إليه لكنه عامل هامشي وهو طبيعة التضاريس والظروف المناخية الصعبة التي لم تكن في صالحهم، وهُنا يمكنُ استحضار الهُجوم الذي شنه الجيش المالي في 25 جويلية بالتنسيق مع الميليشيات الروسية هجوماً على بلدة تينزواتين قرب الحدود الجزائرية، غير أنه واجه مقاومة عنيفة من قوات (أزواد)، ثم هاجمه تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين والموالي لتنظيم القاعدة في اليوم التالي، ما أسفر عن خسائر فادحة تمثلت في مقتل 84 من (فاغنر) و47 جندياً مالياً، وتدمير معدات عسكرية بينها مروحية، وفي هذه المعركة مُني فاغنر بهزيمة كبيرة في إفريقيا.  

وصفت مجموعة “فاغنر” مُهمتها بـ “الناجحة” في مالي، كيف تُقيم هذا وهل يمكنُ وصف الانسحاب بـ “الفشل” و “الانهزام”؟

نعم حقيقة يُمكنُ وصف مغادرة “فاغنر” الروسية لدولة مالي بـ “الانهزام” على الرُغم من أنها حققت ما لم تحققه فرنسا في المنطقة وهو اكتساح منطقة كيدال شمال شرق جمهورية مالي، وكما قلته سابقًا أن أولئك المرتزقة عُرفوا بأبشع أنواع المُعاملات اتجاه سكان الشمال وهذا خلق كراهية عميقة ضدهم وتحالف الجميع من أجل التصدي لهم.

رُغم انسحاب مجموعة فاغنر، غير أن ما يُسمى بـ “الفيلق الإفريقي” الروسي أعلن بقاءه في المنطقة، كيف تقيم وتقرأ هذا الحضور؟

يُمكن القول أن رحيل فاغنر أمر إيجابي لأن نشاطاته وعملياته العسكرية على الحدود الجنوبية لم تكن إطلاقًا مُؤطرة وكانت تخضع لأوامر المجلس العسكري الانتقالي في باماكو، وأغلبها تنص على أن أغلبية سكان شمال مالي يجبُ التعامل معهم على أساس أنهم إرهابيين.

وماذا بشأن “الفيلق الإفريقي“؟

يُعرف الفليق الإفريقي على أنه هيئة نظامية تابعة لموسكو لها القابلية للتوجيه والعمل بشراكة مع الجزائر وقد نلمسُ مُستقبلا تعزيز الجُهود الدولية في مجال مُكافحة الإرهاب، لكن السؤال الحقيقي الذي يطرحُ نفسهُ اليوم يتعلقُ بمدى مُعارضة طغمة باماكو للفكرة؟.

غالب الظن اليوم أن طُغمة باماكو الانقلابية تُريد حرب شاملة على شمال مالي وفرض سيطرة تامة على المنطق ولو كلف ذلك ترحيل أو إبادة السكان الأصليين وهي تُعول على الحلفاء الأجانب للوصول إلى ذلك، وأظن أنها ستضغط على روسيا للتدخل ضد المعارضة بمختلف أطيافها في الشمال.

كيف سيكون الرد الروسي في هذه الحالة؟ وهل تتوقع العودة إلى اتفاق الجزائر؟

ما دام يُوجدُ هناك تنسيق مع الجزائر ستضطر موسكو إلى التوجه نحو حلول تُرضي الجميع وهي تعلمُ أن الحل يكمنُ في العودة إلى اتفاق السلم والمُصالحة المنبثق عن مسار الجزائر من أجل استقرار مُستدام في المنطقة أو على الأقل العودة إلى المُفاوضات.

فؤاد ق

 

The post أكرم خريف: إنسحاب “فاغنر” دليل قاطع على انهزامهم وانتصار للجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.