ركن يوهمونك إذ يقولون (4)
أ.د. بلخير عمراني/ يوهمونك إذ يقولون إنه لا أحد يستطيع تطبيق الإسلام كما جاء وكما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم لا يقصدون بذلك نفي كمال التطبيق ولكنهم يريدون ألا يقول أحد نريد تطبيق شريعة ربنا، فكلما نطق داعية بالحق أو رفع مصحفا بيمينه أو ترشح فاضل لينادي بمرجعية الإسلام ثاروا في …

أ.د. بلخير عمراني/
يوهمونك إذ يقولون إنه لا أحد يستطيع تطبيق الإسلام كما جاء وكما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم لا يقصدون بذلك نفي كمال التطبيق ولكنهم يريدون ألا يقول أحد نريد تطبيق شريعة ربنا، فكلما نطق داعية بالحق أو رفع مصحفا بيمينه أو ترشح فاضل لينادي بمرجعية الإسلام ثاروا في وجهه متهمين إياه أنه لن يصل إلى الصورة الناصعة التي صورها الوحي، كأنهم يبغون حفظ الإسلام في برج عاجي يسر الناظرين فقط. نسي هؤلاء الحمقى أنه لا أحد فهم الإسلام أحسن من رسول الله ولا أحد طبقه على نفسه وعلى الناس كرسول الله وخير القرون التي أخرجت للدنيا هو قرنه صلى الله عليه وسلم، لكن مجتمع الصحابة الفاضل ضم في ما ضم حوادث سرقة وحوادث فاحشة وحوادث خيانة عظمى ( كما تسمى اليوم ) ومنافقين وأصحاب دنيا ومطامع شخصية، لكنها مرحلة زمنية مباركة مثلت الشريعة في أنصع صورها. وغمرت فيها الرذيلة على وجودها حتى لا تكاد تبين. إن كانوا يريدون ممن ينادي بالإسلام أن يكون بلا زلات فلن يكون من الملائكة، وإن كانوا يريدون مجتمعا فاضلا فلا يوجد هذا المجتمع إلا في بطون الكتب وليطلبوه في الجنة، وليعلموا أن الناس لا يحركهم إلا الدين ولا يريدون إلا تطبيق الإسلام ولو فشلت تجارب كل من حمل خلفية التدين فلن يملك الناس إلا حب الشريعة.