إقبال كبير للشباب والأطفال على حلقات “تكرار القرآن” بمساجد ميلة
بعد أن كانت في السنوات الماضية حكرا على الشيوخ وكبار السن عبر مساجد ولاية ميلة البالغ عددها 505 مسجد، شهد شهر رمضان لهذه السنة إقبالا كبيرا لمئات الشباب والأطفال على حلقات تكرار القرآن الكريم والدروس الدينية، خلال فترات ما قبل صلاة العصر والعشاء وحتى ظهرا، رغم مشاق الصيام. حيث يلتقي عشرات المصلين عبر العديد من […] The post إقبال كبير للشباب والأطفال على حلقات “تكرار القرآن” بمساجد ميلة appeared first on الشروق أونلاين.


بعد أن كانت في السنوات الماضية حكرا على الشيوخ وكبار السن عبر مساجد ولاية ميلة البالغ عددها 505 مسجد، شهد شهر رمضان لهذه السنة إقبالا كبيرا لمئات الشباب والأطفال على حلقات تكرار القرآن الكريم والدروس الدينية، خلال فترات ما قبل صلاة العصر والعشاء وحتى ظهرا، رغم مشاق الصيام.
حيث يلتقي عشرات المصلين عبر العديد من مساجد ولاية ميلة، خلال تلك الأوقات في حلقات دائرية ببيوت الله من أجل قراءة كتاب الله جماعة مع إمام المسجد وبعض الشيوخ والشباب الحافظين لكتاب الله بمشاركة قارئي صلاة التراويح من أجل مراجعة القرآن وإعطاء للحلقة جو روحاني وديني، حيث لا يزال الكثيرون بالقرى وحتى المدن الكبرى على غرار عاصمة الولاية ميلة، شلغوم العيد، التلاغمة، تاجنانت، القرارم قوقة وفرجيوة وغيرها من البلديات يحافظون على عادة “تكرار” القرآن الكريم في شهر رمضان والإكثار من الذكر وقراءة ما تيسر من كتاب الله، وهي العادة التي أبت الاندثار عبر مساجد ولاية ميلة.
وتعتبر حلقات تكرار القرآن الكريم روتينا يوميا وعادة تعرف بقراءة الحزب الراتب بالمساجد وحلقات الذكر والدروس المسائية، علما أن حلقة تكرار القرآن الكريم كان يتقيد بها عشرات الشيوخ فقط طوال أيام السنة، لكنها تشهد إقبالا كبيرا وواسعا خلال الشهر الفضيل من كل سنة، وكثر عليها القراء من مختلف الأعمار، فيما لجأ العشرات من الشيوخ والكهول وحتى الشباب بولاية ميلة إلى تنظيم حلقات كبيرة وواسعة عبر مختلف مساجد البلديات، وهي الحلقات التي يلتقي فيها القراء والحفظة القادمين من مختلف البلديات والقرى والمشاتي في مسجد واحد، ثم يشرعون في قراءة ما تيسر من القرآن بصوت عال وبلحن مميز ومتواصل، وهو ما يطلق عليه في المنطقة اسم “التكرار”.
وتضم حلقات التكرار أئمة وشيوخ وشباب وأطفال المدارس القرآنية الحافظين لكتاب الله، وهناك من يحفظون نصفه، وآخرون يحفظون ما تيسر منه ومنهم من يقرأ من المصحف مباشرة في جماعة من أجل ختم كتاب الله في شهر رمضان لعدة مرات.
هذه العادة التي ورثها الشباب عن الشيوخ، لقيت استحسان الكثير من المواطنين لما لمسوه فيها من أشياء إيجابية، تجعل الكثيرين من الشباب وحتى الأطفال يقتدون بالسلف الصالح في قراءة القرآن في جماعة، بعدما لوحظ في الأعوام الأخيرة عزوف الشباب عن قراءة القرآن واقتصاره على فئة قليلة من الشيوخ الحافظين لكتاب الله وهم في تناقص من عام لآخر، لهذا اجتهد الكثير من الشباب في إعادة دفع مثل هذه العادة بين المصلين، وفتح المجال للتنافس في ذلك، الأمر الذي جعل القائمين على هذه المبادرة يشجعون الشباب، وخاصة أطفال المدارس القرآنية التي تنتشر بكثرة عبر مختلف البلديات وتشهد إقبال كبير على قراءة القرآن، ومن ثم حفظ سور منه عن طريق “التكرار” اليومي للحزب الراتب داخل المسجد قبل صلاة المغرب في الشهور العادية، وبعد صلاة العصر والصبح في شهر رمضان رفقة عدد من الحافظين لكتاب الله، وهي الحلقة التي استجاب لها عدد كبير من المصلين من جميع المستويات ومن كل حدب وصوب بعدة بلديات.
وبحسب بعض الأئمة والشيوخ “للشروق”، فان الكثير من المساجد كانت تحتضن أكبر حلقات للتكرار تقام منذ عقود من الزمن، علما أن هذه الحلقة يشارك فيها أئمة أغلب المساجد المنتشرة عبر مختلف بلديات الولاية، كما يبادر العشرات من المواطنين باستضافة إخوانهم القاطنين بالقرى البعيدة عن مائدة الفطور يتكفل بها شباب المنطقة لتقريب أواصر الأخوة بين أبناء المنطقة، ومن ثم إعادتهم إلى بيوتهم بسياراتهم بعد صلاة التراويح في موقف تضامني أعاد الطمأنينة والراحة لنفوس أبناء البلدة الواحدة وعمق العلاقة بين الأفراد والجماعات، ما جعل الكثيرين يلحون على تعميم حلقات “التكرار”، وتطويرها لتصبح حلقة للحفظ وجعل الشباب قريبين أكثر من كتاب الله، بعد التخلي عن هذه العادات بسبب التكنولوجيات الحديثة واقتصار الكثير من الشباب على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي وقراءة المصحف من الهاتف النقال.
فيما يكثف الكثير من الأئمة خلال شهر رمضان من الدروس الدينية والوعظية عبر فترات مختلفة لحث الشباب والأطفال على التفقه في الدين وملازمة المساجد بدل الأماكن العامة.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post إقبال كبير للشباب والأطفال على حلقات “تكرار القرآن” بمساجد ميلة appeared first on الشروق أونلاين.