الجزائر ومجلس الأمن بين الأمس واليوم
الشيخ نــور الدين رزيق/ بالأمس قال علاّمة الجزائر وفخرها الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي: «أيها العربي: الحق سافر، والعدو كافر، والقوي ظافر، فعلام تنافر خصمك إلى خُنافر؟ ويلك إن المنافرة لا تكون إلا في المشكوك، وإن الحق تحميه السيوف لا الصكوك، وويحك إنّ منافرة الكهنة إلى الكهنة، بالخيبة مرتهنة، مجلس الأمن مخيف، والراضي بحكمه ووضعه …

الشيخ نــور الدين رزيق/
بالأمس قال علاّمة الجزائر وفخرها الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي:
«أيها العربي: الحق سافر، والعدو كافر، والقوي ظافر، فعلام تنافر خصمك إلى خُنافر؟ ويلك إن المنافرة لا تكون إلا في المشكوك، وإن الحق تحميه السيوف لا الصكوك، وويحك إنّ منافرة الكهنة إلى الكهنة، بالخيبة مرتهنة، مجلس الأمن مخيف، والراضي بحكمه ووضعه ذو عقل سخيف، إنهم ليسوا من شكلِك، وإنهم متفقون على أكلك.»
البصائر في 07/ 03/ 1949م (آثار الإبراهيمي، ج04، ص523).
واليوم قال عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة:
«قبل أن أختم أقول للجميع، أننا سندفن شهداءنا هذا المساء بفلسطين، وأن الجزائر ستعود غدا باسم الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، ومعنا أرواح الآلاف من الأبرياء التي أزهقها المحتل الإسرائيلي من دون حساب ولا عقاب، ستعود الجزائر لتدق أبواب المجلس، وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين، ولن نتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار فإن لنا نفوسا لا تمل وعزيمة لا تكل».
انتهت صلاحية هذا الهيكل «مجلس الأمن» و لا أمل بعد هذه المجازر و المهازل الا طريق واحد:
إن الله عز وجل قد جعل نصر المسلمين وعزهم بنصرة دينه فقال: {إن تنصروا الله ينصركم} وجعل ولاء المسلمين لبعضهم واخوتهم في الدين علامة الايمان وشرطه فقال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} (التوبة71)، وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصرة العملية نصرة المسلم لأخيه المسلم فقال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه «متفق عليه» وقال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم)
فإنا قد ظلمنا أهل فلسطين بل ظلمنا انفسنا إذ خذلناهم واسلمناهم الى يهود والصهاينة الذين عاثوا في الأرض فسادا وتكبروا وتجبروا، إن أهل فلسطين عامة وأهل «غزة» خاصةالمحاصرين قد بلغ بهم ظلم يهود مبلغه الذي ترون ويراه العالم أجمع ، أهدروا كرامتهم واستحلوا أموالهم ودماءهم يقتلون أطفالهم ونساءهم وشيوخهم يفسدون في الأرض الحرث والنسل والحيوان، ونحن ننظر، أي خذلان أعظم من هذا.
هل غابت هذه النصوص على علماء فيدعون إلى الزحف لتحرير أرض هي أصلا يسكنها مسلمون من عدو صهيوني مجرم ، ام أن الأمر انشغال بأمور داخلية ملهية عن قضية الأمة كما قال الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي: “والحجاز مطمح وُرّاث متعاكسين، ونُهْزة شركاء متشاكسين، وقد أصبحت حماية (بيته) معلّقة بحماية زيته”. (البصائر في 1951/07/16 وآثار الإمام الإبراهيمي ج3/ص 483).
اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم انصر أهل فلسطين فإنهم عبادك وجندك والقائمون على ثغر من ثغور الإسلام.