الحلقة الثالثة والعشرون: ظلمات بعضها فوق بعض!

يقول شحرور إن الحجَّ مطالبٌ به كل البشر، ولذلك فإننا إذا قلنا إن وقفة عرفات في يوم واحد، فهذا نوع من العبث، ولذلك فهو يرى أن الوقفة تكون في أشهر الحج كلها.. ويقول إننا وقعنا في خدعة كبرى، وهي خدعة “بُنِيَ الإسلام على خمس”، مكذّبا بذلك رسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- بسبب شبهة عرضت […] The post الحلقة الثالثة والعشرون: ظلمات بعضها فوق بعض! appeared first on الشروق أونلاين.

مارس 25, 2025 - 14:24
 0
الحلقة الثالثة والعشرون: ظلمات بعضها فوق بعض!

يقول شحرور إن الحجَّ مطالبٌ به كل البشر، ولذلك فإننا إذا قلنا إن وقفة عرفات في يوم واحد، فهذا نوع من العبث، ولذلك فهو يرى أن الوقفة تكون في أشهر الحج كلها.. ويقول إننا وقعنا في خدعة كبرى، وهي خدعة “بُنِيَ الإسلام على خمس”، مكذّبا بذلك رسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- بسبب شبهة عرضت له وهي أننا إن قلنا إن هذه هي أركان الإسلام، فقد حكمنا على 80 % من البشر بأنهم يذهبون إلى النار.. وهو بهذا يكذِّب رسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- الذي قال: “بني الإسلام على خمس”، ويكذِّب القرآنَ الذي يقول: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))، أو يكذِّب الصحابةَ الذين نقلوا هذا الحديث وأجمعوا عليه.

ومن يكذب الصحابة في أحاديثهم، فعليه أن يكذبهم كذلك في نقلهم للقرآن، وكأنه لم يقرأ قط قولَ المولى عز وجل: ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين))، في آيات كثيرة، وكذلك قول النبي -صلى اللـه عليه وسلم-: “أنتم في الناس كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض”. ثم إن هؤلاء الـ 80 % الذين يشفق عليهم شحرور، لا يبالون بأركان الإيمان، ولا بأركان الإسلام، ولا بالقرآن ولا بالله عز وجل.
ويقول إن الحجاب ليس فرضًا، وإنه ليس على ثلاثة مليارات من نساء الأرض أن يلبسن لباس ربيعة ومضر والأوس والخزرج، في تكذيب صريح للقرآن الذي أمر بالحجاب. ويفسر الجَيب بطريقة هبنقية فيقول: “والجيب كما نعلم هو فتحة لها طبقتان لا طبقة واحدة”، وهو كاذب في قوله كما نعلم، لأن الجيب هو “جَيْبُ القَميصِ ونحوه، بالفتح: طَوْقُه، ج: جُيُوبٌ” كما أجمع عليه كل علماء اللغة. والمرأة إذا لبست المرأة المايوه، فما عليها –في مذهب شحرور- سوى أن تضم ذراعيها حتى لا يظهر الإبطان، فهما -حسب قوله – الجيب والعورة، مع الصدر والإليتين والفرج. والباقي حلال؟!
ويقول إننا نعيش في عصر ما بعد الرسالات، ولم يعد هناك رسل، ولم نعد بحاجة إلى التشريع، وإن الذين يعيشون في عصر ما بعد الرسالات أفضل من الذين كانوا يعيشون في عصر الرسالات، وإن البشرية الآن لم تعد بحاجة إلى أي رسالة أو نبوة، وإنها في مستوى عقلي وتشريعي وأخلاقي أفضل مما كانت عليه في عهود الرسالات. وهذا الكلام قاله في كتاب “تجفيف منابع الإرهاب”.
ويقول إن أئمة المتقين وعباد الرحمن هم أئمة العلم المادي، من أرسطو إلى علماء الغرب المعاصرين.. ويقول محمد شحرور إنه لا يعترف بمصطلحات الشرف والمروءة والعرض والنخوة والكرامة، على أساس أنها مفاهيم بدائية جاهلية لا وجود لها في القرآن، ولا علاقة لها بالإسلام، بل إنها -حسب زعمه- هي التي قهرت الإسلام. والنتيجة العملية لإنكار هذه القيم هي أن شحرور يقول إن المرأة من حقها أن تنجب ولو لم تتزوج، ومن حق البنت أن تتعرى تماما بحضرة أبيها وأخيها!
كما يؤوِّل قول الله عز وجل: ((إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما)) تأويلًا فيه سوء أدب مع الله عز وجل.. ويقول إن الزنا بالتراضي سرا ليس فاحشة، والغرض النهائي من ذلك -سواء أدركه شحرور أم لم يدركه- هو أن يسير العالم الإسلامي في دروب الحداثة العاهرة، وما أتت به من مفاهيم المثلية، والجندر، والنسوية، واتفاقيات سيداو، وغير ذلك. هدانا الله وإياكم إلى دينه القويم وصراطه المستقيم!

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الحلقة الثالثة والعشرون: ظلمات بعضها فوق بعض! appeared first on الشروق أونلاين.