الرسالة وصلت‪!‬‬

كان يكفي لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن يرسل إشارات مبطنة للحكومة الفرنسية، ممثلة في الرئاسة، مفادها أن الجزائر ليست عاجزة، لكنها تدرك المفهوم الحقيقي لثقافة الدولة، التي لا تبني مواقفها الثابتة على صراعات اللوبيات والعصب داخل دواليب السلطة. كان يكفي ذلك حتى تلقفت الرئاسة الفرنسية رسالة الرئيس، ليتجلى ذلك في خرجة لوفيغارو ووسائل الإعلام …

مارس 28, 2025 - 20:47
 0
الرسالة وصلت‪!‬‬

كان يكفي لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن يرسل إشارات مبطنة للحكومة الفرنسية، ممثلة في الرئاسة، مفادها أن الجزائر ليست عاجزة، لكنها تدرك المفهوم الحقيقي لثقافة الدولة، التي لا تبني مواقفها الثابتة على صراعات اللوبيات والعصب داخل دواليب السلطة. كان يكفي ذلك حتى تلقفت الرئاسة الفرنسية رسالة الرئيس، ليتجلى ذلك في خرجة لوفيغارو ووسائل الإعلام الفرنسية التي كانت تؤجج الخلافات وتنمّيها، لكنها اليوم تتبنى خطاب التهدئة والدعوة إلى التعقل، وفق مبدأ احترام السيادة‪.‬‬
الإعلام الفرنسي، في خطوة أشبه بالانقلاب على كل ما روّج له سابقًا من صدام وتحرش، دخل في مرحلة جديدة من العقلانية، متبنيًا خطاب المصالحة، وذلك بعد أن ثمّن رسالة رئيس الجمهورية واعتبرها انعكاسًا لثقافة الدولة، التي تميز جيدًا بين الخلافات المؤقتة حول قضايا معينة، وبين الأزمات المفتعلة التي قد تؤدي إلى القطيعة بين الدول، بسبب لوبيات متطرفة تصطاد في المياه العكرة ولا يروق لها أن يتم الجلوس إلى طاولة الحوار لتفكيك الألغام‪.‬‬
أما الرئيس الفرنسي، فقد جاء رده على دعوة رئيس الجمهورية بارتياح، في رسالة واضحة مفادها أن دولته فهمت الدرس، وهو ما تجلى في نهجه خطابًا مغايرًا عنوانه الاعتراف بسيادة الجزائر في قراراتها، ومناشدة إنسانيتها في قضية المدعو “صنصال”. والنتيجة في كل ذلك… أن الرسالة وصلت، وفرنسا فهمت الدرس جيدًا.