المخزن مرتبك إزاء مشاركة الجمهورية الصحراوية في قمة “تيكاد”
كيف سيكون موقف نظام المخزن المغربي من قرار السلطات اليابانية بتثبيت مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في الدورة التاسعة من قمة “تيكاد” (TICAD) أو القمة اليابانية الإفريقية، بمدينة يوكوهاما اليابانية بين 20 و22 أوت الجاري؟ هل سيقاطع أم يخضع للأمر الواقع ويرضخ بالجلوس إلى جانب الوفد الصحراوي؟ ويوجد النظام المغربي في مأزق حقيقي في كيفية التعاطي […] The post المخزن مرتبك إزاء مشاركة الجمهورية الصحراوية في قمة “تيكاد” appeared first on الجزائر الجديدة.

كيف سيكون موقف نظام المخزن المغربي من قرار السلطات اليابانية بتثبيت مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية في الدورة التاسعة من قمة “تيكاد” (TICAD) أو القمة اليابانية الإفريقية، بمدينة يوكوهاما اليابانية بين 20 و22 أوت الجاري؟ هل سيقاطع أم يخضع للأمر الواقع ويرضخ بالجلوس إلى جانب الوفد الصحراوي؟
ويوجد النظام المغربي في مأزق حقيقي في كيفية التعاطي مع هذه المعضلة التي سببت له السنة الماضية فضيحة دبلوماسية مدوية، حيث قام أحد دبلوماسييه بالقفز على طاولة مستديرة والحضور مجتمعون حولها في قمة “تيكاد” أو القمة اليابانية الإفريقية، السابقة، من أجل سرقة علم الجمهورية الصحراوية من ممثلها هناك، فقام أحد الدبلوماسيين الجزائريين وطرحه أرضا، في مشهد أساء كثيرا للنظام المغربي على اعتبار أن ممثله هو من بادر بالاعتداء على ممثل الجمهورية الصحراوية.
ومنذ تلك الحادثة التي وقعت في التاريخ ذاته من شهر أوت من السنة المنصرمة، أجمعت الدول الأعضاء التي شاركت في القمة الإفريقية اليابانية ومعهم اليابان، على أن الجمهورية العربية الصحراوية لها كامل الأهلية للمشاركة في القمم من ذلك القبيل، باعتبارها عضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، وهو ما يعني تحميل مسؤولية تلك الحادثة لنظام المخزن المغربي، كما قطع ذلك أي أمل للنظام المغربي برفض ادعاءاته، وتأكيد مشاركة الجمهورية الصحراوية في القمم المقبلة، وهو ما وضع نظام المخزن المغربي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المشاركة والجلوس إلى جانب الوفد الصحراوي في طاولة القمة، أو انتهاج خيار المقاطعة، وفي كلا الخيارين يبقى أهلاهما مرا.
وقبل أقل من أسبوعين عن موعد هذه القمة، يوجد النظام المغربي في حيرة من أمره، هل سيقاطع ويتبع سياسة الكرسي الشاغر، وهي سياسة أثبتت بالنسبة إليه أنها غير مجدية منذ أن قرر الملك المغربي السابق، الحسن الثاني، الخروج من منظمة الوحدة الإفريقية في سنة 1984، احتجاجا على اعتراف هذه المنظمة بالجمهورية الصحراوية، واعتبارها عضوا فيها.
ولم تكن حادثة السنة المنصرمة في اليابان، هي الوحيدة في الصدام المغربي مع الدول الأعضاء في القمة الإفريقية اليابانية، فقد تسببت قمة “تيكاد 8” بتونس سنة 2022، عندما استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيّد، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية بمراسم منزلة الرؤساء، الأمر الذي هز أركان العرض المغربي الذي قرر الانسحاب من القمة، ودفعه إلى التسبب في أزمة سياسية حادة بينه وبين تونس، لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، بحيث لا يوجد تمثيل دبلوماسي بين البلدين في مستوى السفراء بعد تبادل سحب السفيرين.
وتحسبا لهذا الاستحقاق، استبقت أذرع نظام المخزن المغربي الموعد، وراحت تتحدث عن تداعيات الموقف الياباني على العلاقات بين طوكيو والرباط؟ ويتساءل المراقبون، هل سيتجرأ نظام المخزن المغربي على رفع صوته في وجه السلطات اليابانية بسبب الموافقة على مشاركة الوفد الصحراوي في القمة اليابانية الإفريقية؟ أم أنه سبرخض خوفا من تعرض علاقاته مع دولة بحجم اليابان على الخطر. الإجابة على هذا السؤال ستعرف بعد أقل من أسبوعين.
The post المخزن مرتبك إزاء مشاركة الجمهورية الصحراوية في قمة “تيكاد” appeared first on الجزائر الجديدة.