قسنطينة تختتم دورة المالوف الثالثة عشرة بسهرة وفاء وتكريم لرواد الطرب الأصيل

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة عشرة(13) من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف بمدينة قسنطينة، في أجواء غامرة بالبهجة والحنين، حيث تحولت السهرة الختامية بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني إلى مساحة للاحتفاء بالذاكرة الموسيقية الأصيلة وتكريم رموزها الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا التراث العريق. خمسة أيام من الطرب واللقاءات واللحظات الاستثنائية جمعت فنانين من تسع […] The post قسنطينة تختتم دورة المالوف الثالثة عشرة بسهرة وفاء وتكريم لرواد الطرب الأصيل appeared first on الجزائر الجديدة.

سبتمبر 26, 2025 - 23:43
 0
قسنطينة تختتم دورة المالوف الثالثة عشرة بسهرة وفاء وتكريم لرواد الطرب الأصيل

أسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة عشرة(13) من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف بمدينة قسنطينة،
في أجواء غامرة بالبهجة والحنين، حيث تحولت السهرة الختامية بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني إلى مساحة للاحتفاء بالذاكرة الموسيقية الأصيلة وتكريم رموزها الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا التراث العريق.

خمسة أيام من الطرب واللقاءات واللحظات الاستثنائية جمعت فنانين من تسع دول بجمهور عاشق لم يفارق مقاعده، مجسدا صورة مدينة تعانق النغم كما تعانق جسورها المعلقة السماء. وقد ميز الحفل الختامي تكريم خاص لكل من الشيخ أحمد عوابدية، الذي حظي باستقبال مؤثر من الجمهور، والشيخ سليم فرڨاني الذي غاب بسبب وضع صحي لكن حضر اسمه كأيقونة من أيقونات المالوف، حيث تسلم ابن أخيه الفنان عدلان فرڨاني درع المهرجان نيابة عنه، في لحظة جسدت الوفاء لجيل حمل صوت المالوف إلى قلوب الجزائريين وخارج حدود الوطن. كما خص المهرجان بالعرفان عددا من الفنانين الذين شاركوا في السهرات الجوارية التي جابت ولايات سوق أهراس، ڨالمة، ميلة، وعددا من بلديات قسنطينة، مانحين المالوف فرصة ليتردد صداه في كل فضاء. الأمسية لم تخلُ من لمسات فنية خالدة، فافتتحتها التونسية سيرين بن موسى بصوت شفاف، تلاها القسنطيني توفيق تواتي في أداء يقطر روح المدينة، ثم فلة عبابسة التي غمرت الأجواء بحضورها البهيج. ومع ختام السهرة، عبر محافظ المهرجان إلياس بن باكير عن امتنانه العميق للجمهور والفنانين والسلطات المحلية وكل الداعمين، مؤكدا أن هذا العرس الثقافي سيبقى موعدا سنويا ينتظره عشاق المالوف، وأن قسنطينة ستظل منارة لهذا اللون الأصيل الذي يربط الماضي بالحاضر ويشق طريقه نحو المستقبل. وبين التصفيق والزغاريد والدموع التي رافقت لحظات التكريم، بدا واضحا أن المالوف لم يعد مجرد تراث فني، بل صار ذاكرة نابضة وهوية جامعة تعكس روح قسنطينة التي تحتضن أبناءها وضيوفها في رحلة أبدية مع النغم.

سيرين بن موسى: المالوف جسر روحي يجمع بين تونس والجزائر

الفنانة التونسية تثني على جمهور قسنطينة وتدعو للحفاظ على روح المالوف الأصيل

أعربت الفنانة التونسية سيرين بن موسى عن سعادتها بالمشاركة في الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للمالوف بمدينة قسنطينة، معتبرة أن وجودها في هذه المدينة التي تحتضن المالوف كبيت أصيل لهو شرف كبير وفرصة ثمينة للتواصل الفني. وقالت إن مشاركتها حملت نكهة خاصة، إذ ارتدت اللباس الجزائري على الركح، وغنت بين جمهور عاشق لهذا الطابع، مؤكدة أن المالوف التونسي يلتقي مع نظيره الجزائري في نقاط كثيرة مع بعض الاختلافات البسيطة في الإيقاعات والموازين، وهو ما يجعل العلاقة بين المدرستين متينة ومتشابكة منذ عقود. واستحضرت في هذا السياق التعاون الكبير الذي جمع بين أستاذها الراحل الطاهر غرسة والفنان الراحل الحاج محمد الطاهر فرڨاني، حيث قدما معا عروضا مشتركة رسخت هذا التواصل الفني العابر للحدود. وعن علاقتها بالمالوف القسنطيني، أوضحت أن الموسيقى في جوهرها جسر للتقارب، وأن المالوف روح واحدة بين الشعبين الشقيقين، مشيرة إلى أن قسنطينة تحافظ على مكانة مقدسة لهذا التراث، والجمهور يعبر عن حبه العميق له بإصراره على نقله للأجيال، وهو ما لمسته بنفسها خلال الحفل الختامي الذي شاركت فيه. وبخصوص تجاربها في إدماج المالوف مع أنماط موسيقية أخرى كالفلامنكو والجاز، شددت سيرين على أن مثل هذه المحاولات تحتاج إلى كثير من الحذر، لأن المالوف يمتلك روحا فريدة لا يجوز التفريط فيها، مضيفة أن هناك اجتهادات قد تثريه، وأخرى قد تمس بجوهره. وأكدت أن مهرجان قسنطينة للمالوف يمثل مناسبة استثنائية لتقديم المالوف في صيغته التقليدية الأصيلة، لكنه في الوقت نفسه لا يغلق الباب أمام التجديد والمزج شريطة احترام الخصوصية التي تميز هذا الفن العريق وتحافظ على هويته.

توفيق تواتي: حملنا مشعل المالوف من الشيوخ ونمنحه للأجيال القادمة

الفنان القسنطيني يطمح لتسجيل القصائد المجهولة وصونها من الاندثار

أكد الفنان توفيق تواتي أن المالوف يسير في طريقه الصحيح، واصفا حاله اليوم بـ”الصحي” بفضل التفاف الشباب وحتى الأطفال حوله من خلال انخراطهم الواسع في النوادي والجمعيات الموسيقية، وهو ما يجعله مطمئنا على استمرارية هذا الفن العريق الذي انتقل إليهم من جيل الشيوخ وسيمنحونه بدورهم للأجيال القادمة حفاظا على التواصل بين الماضي والحاضر. وأوضح أن السهرة الختامية للمهرجان كانت ناجحة بكل المقاييس، إذ شكل حضور الجمهور الكبير دافعا للفنانين الذين قدموا باقة متنوعة من النوبة والزجل وبعض المقاطع المحفوظة التي تنتمي لمدرسة قسنطينة، فغمرت القاعة أجواء مفعمة بالوفاء للتراث. وفي سياق حديثه عن العالمية والتدوين الدولي للمالوف، شدد على أن الأمر لا يرتبط بجيل محدد، بل يظل مسؤولية جماعية تتوارثها الأجيال، مذكرا بكونه محظوظا لأنه نهل من معين كبار الشيوخ أمثال الشيخ الدرسوني، الشيخ التومي والشيخ بن طبال، الذين تركوا له ولغيره إرثا فنيا ضخما. وكشف تواتي عن مساعيه لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف لتسجيل مقاطع تراثية نادرة لم يسبق تدوينها، حتى تبقى محفوظة من الضياع، مشيرا إلى أن كثيرا من القصائد اندثرت برحيل بعض شيوخ المالوف، الأمر الذي يجعله أكثر إصرارا على توثيق ما تبقى من هذا الرصيد حفاظا على روح المالوف القسنطيني وأصالته المتجددة.

خليل عدة

The post قسنطينة تختتم دورة المالوف الثالثة عشرة بسهرة وفاء وتكريم لرواد الطرب الأصيل appeared first on الجزائر الجديدة.