المناورات الفرنسية المغربية غير مستفزة!.. حزب فرنسي ينصاع لأطماع المخزن التوسعية

أضحت أحزاب اليمين المتطرف الفرنسي تتحالف بصورة أكثر وضوحًا مع نظام المخزن المغربي ضد الجزائر، متبنيةً  المناورات الفرنسية المغربية تسعى للترويج والدعاية للمطامع التوسعية للمغرب في المنطقة، مع العمل على محاولة التأثير دوليًا على المواقف والقرارات الجزائرية في مختلف المسائل الإقليمية والجيوسياسية، بما في ذلك قضية الصحراء الغربية محل نزاع مع المغرب، والمصنفة في خانة “تصفية استعمار” لدى الأمم المتحدة.

ويأتي تحالف اليمين المتطرّف الفرنسي وأتباعه مع نظام المخزن المغربي، في أعقاب حملة التصعيد والعداء الفرنسية المتنامية ضد المصالح الجزائرية وقراراتها السيادية، والتي كانت انطلاقتها بعد سحب الجزائر سفيرها من باريس على خلفية تبني الأخيرة مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل قضية الصحراء الغربية، وسط خلافات حول قضايا وملفّات أخرى عديدة، منها قضية توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في الجزائر وإيداعه السجن، قضية ترحيل المهاجرين الجزائريين من فرنسا، قيود التأشيرات على المسؤولين الجزائريين، وكذا مسألة الذاكرة التاريخية، وغيرها.

وكدليل دامغ على تورّط أحزاب اليمين المتطرّف الفرنسي مع أطروحات وأطماع المغرب التوسعية في المنطقة، تحدّث محمد كومات، عضو المجلس الوطني لحزب “الجمهوريون” في فرنسا، ذو أصل مغربي، خلال استضافته ببرنامج “الساعة المغاربية” على قناة “فرانس24″، لمناقشة تداعيات استدعاء الجزائر للسفير الفرنسي على خلفية المناورات الفرنسية المغربية (شرقي 2025)، عن دعم الحزب للمشروع التوسعي المغربي في المنطقة، معتبرًا أنّ “المناورات الفرنسية مع المغرب بالقرب من الحدود الجزائرية تندرج في إطار التعاون العسكري المبرم بين الطرفين، فيما دافع بشكل مستميت عن الأطماع التوسعية للمغرب، رغم أنّ استضافته بالبرنامج كانت على أساس ممثل رسمي لحزب “الجمهوريون” الفرنسي.

وباعتبار أنّ المغرب يسعى دائمًا للترويج لمزاعم وافتراءات واهية، منها إمكانية ضم بعض المناطق والأقاليم الجزائرية إلى سيادته، وفق ما يسميها بـ”الصحراء الشرقية” المنتزعة منه إبان فترة الاحتلال الفرنسي، فإنّ المسؤول بحزب “الجمهوريون” الفرنسي، التابع لليمين المتطرّف، لم يتنكّر لهذه الأطروحة، بالعكس، فقد حاول إعطاء حجج وبراهين من وحي خياله على أنّ المغرب يستحق فعلاً التوسع أكثر، معتبرًا أن “هذه المنطقة الحدودية منذ قرون تابعة للمملكة المغربية، وقد تم اقتطاعها من طرف فرنسا لصالح الجزائر”، مستندًا في هذا الصّدد إلى تصريح سابق أدلى به الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال المتواجد في السجن، حول هذا الموضوع.

كما قال المسؤول بالحزب اليميني المتطرّف الفرنسي أنّ “المناورات الفرنسية المغربية على المنطقة الحدودية للجزائر ليست استفزازًا للجزائر”، مضيفًا أن “معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين البلدين تعتبر اليوم في حكم الملغاة، وأن المغرب لا يعترف بسيادة الجزائر على الصحراء الشرقية”، ليظهر مدى التطابق التام في وجهات النظر والإيديولوجيات بين المخزن المغربي واليمين المتطرف الفرنسي بشأن قضايا التوسع واحتلال الدول، والهيمنة على ثرواتها ومقدراتها.   

وكانت الجزائر قد استدعت، مساء الأربعاء المنصرم، السفير الفرنسي لديها، ستيفان روماتي، وطلبت منه توضيحات حول مناورات عسكرية “فرنسية مغربية” بالقرب من الحدود الجزائرية، معتبرةً إياها “عملاً استفزازيًا ضد الجزائر”، لا سيما في ظل تشنّج العلاقات مع المغرب، ووصولها إلى مرحلة القطيعة النهائية، مع لجوء الأخير إلى تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، وسط حملة استفزازات وهجمات “مخزنية صهيونية” على المصالح الجزائرية، لتكون الاستثمارات العسكرية والدفاعية المشتركة لهذا الحليف أكبر تهديد للجزائر وللمنطقة ككل.

عبدو.ح

The post المناورات الفرنسية المغربية غير مستفزة!.. حزب فرنسي ينصاع لأطماع المخزن التوسعية appeared first on الجزائر الجديدة.