امتد إلى البحث عن شراكة مع الشركات الجزائرية لصنع قطع الغيار:تنافس صيني للاستثمار في صناعة السيارات في الجزائر

أبدت الشركات الصينية الكبيرة المتخصصة في صناعة السيارات، رغبتها في الاستثمار في هذا المجال في الجزائر، سيما مع رغبة الجزائر أيضا في خلق وتطوير صناعة سيارات حقيقية، وهو ما يعد دعما قويا لهذه الصناعة في الجزائر، سيما مع وجود منافسة قوية بين هذه الشركات الصينية، وتأكيدها تقديم ونقل الخبرات والتكنولوجيا للجزائر. وتعد هذه الرغبة المشتركة …

أبريل 1, 2025 - 03:20
 0
امتد إلى البحث عن شراكة مع الشركات الجزائرية لصنع قطع الغيار:تنافس صيني للاستثمار في صناعة السيارات في الجزائر

أبدت الشركات الصينية الكبيرة المتخصصة في صناعة السيارات، رغبتها في الاستثمار في هذا المجال في الجزائر، سيما مع رغبة الجزائر أيضا في خلق وتطوير صناعة سيارات حقيقية، وهو ما يعد دعما قويا لهذه الصناعة في الجزائر، سيما مع وجود منافسة قوية بين هذه الشركات الصينية، وتأكيدها تقديم ونقل الخبرات والتكنولوجيا للجزائر.

وتعد هذه الرغبة المشتركة لكلا الطرفين، في خلق شراكة وتعاون في هذا الميدان، لها دوافعها وأسبابها، سواء للجزائر وللصينيين، فبالنسبة للجزائر، وبعد التجربة السابقة لمصانع تصنيع السيارات، والتي كانت في الحقيقة سوى مصانع للتركيب وليس التصنيع، تسعى اليوم إلى طي تلك الصفحة، والتوجه نحو صناعة حقيقية للسيارات، من خلال الدخول في شراكات مع شركاء عدة، وفق دفاتر شروط محددة ووفق قوانين مدروسة، تسمح فعليا بتحقيق الهدف المسطر، مع رفع نسبة الإدماج، والاستعانة بالشركات المحلية في تصنيع قطع الغيار، وهو ما سيساهم في تحفيز الصناعة المحلية، وتوفير قطع غيار محلية بدلا من الاستيراد.

أما الجانب الصيني، فيرى أن الاستثمار في مجال صناعة السيارات في الجزائر، فرصة للشركات الصينية لتوسيع نشاطهم، وكسب سوق كبيرة، سيما مع  الامتيازات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين، سواء وطنيين أو أجانب، وبالنظر أيضا إلى ارتفاع تكلفة  إنتاج السيارات في أوروبا، ما اضطر الكثير من العلامات إلى إغلاق مصانعها، لدى يرى الطرف الصيني أن التوجه للاستثمار في الجزائر فرصة كبيرة، مع الضمانات والتحفيزات التي تقدمها الجزائر، والبيئة الاقتصادية الآمنة التي تقدمها والتي تعد الركيزة الأساسية التي يبحث عنها أي مستثمر لتوطين نشاطه.

وقد استقبلت الحكومة، ممثلة في وزارة الصناعة، خلال الشهر الجاري، عديد الوفود الأجنبية المتخصصة في صناعة السيارات، وعلى رأسهم الشركات الصينية، حيث كان الوزير سيفي غريب، قد استقبل في  20 مارس الجاري، بمقر الوزارة، وفدا عن الشركة الصينية “جريت وول موتورز،  والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في الصين تحت عدة علامات تجارية، منها هافال (HAVAL)، تانك (TANK)، وباور (POER).

حيث قام الوفد بعرض تفاصيل مشروع التصنيع الذي تعتزم الشركة إطلاقه في الجزائر رفقة الشريك الجزائري، وهو مشروع متكامل يضم زيادة على تصنيع المركبات تصنيع قطع الغيار، إنشاء مركز بحث وتطوير، إنشاء مركز تقني للتصديق والإعتماد .

وخلال هذا الاجتماع تباحث الوزير مع الوفد آليات تجسيد المشروع وتوضيح الأطر القانونية اللازمة.

وكان الوزير سيفي غريب قد استقبل، في 15 مارس الجاري، بمقر الوزارة، ممثلين عن الشركة الأم لعلامة شيري الصينية، حيث تم التباحث حول سبل إرساء صناعة حقيقية لمركبات علامة شيري في الجزائر، مع التركيز على دعم وتطوير نسيج صناعي وطني يتميز بالكفاءة التقنية والاقتصادية، خاصة في مجال تصنيع قطع الغيار. وقد أعرب ممثلو العلامة عن استعدادهم التام للانخراط في الاستراتيجية الطموحة للدولة الجزائرية في هذا المجال.

اهتمام الجزائر بالشراكة مع الصين، في مجال الميكانيك، لم يقتصر فقط على التوجه نحو صناعة حقيقية للسيارات، إنما أيضا إلى صناعة قطع الغيار، وفي هذا الصدد كانت هنالك عدة اجتماعات بين المسؤول الأول عن قطاع الصناعة، ومجموعات صينية، لربط شراكة بين هذه المجموعات وشركات جزائرية،

ففي 3 مارس الجاري، تم إطلاق مشروع شراكة بين أنابيب” الجزائرية -فرع الشركة الوطنية لصناعة الحديد، و”Auto Lumière SARL” الصينية لتصنيع قطع غيار السيارات.

ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء شركة مختلطة لصناعة قطع غيار السيارات في الجزائر، على مستوى وحدة “PTS” بالرغاية بالجزائر العاصمة، من خلال إنتاج مصابيح السيارات وتصنيع المصدات كمرحلة أولى من الإنتاج، ليتم توسيع نطاق الإنتاج لاحقًا ليشمل لواحق وأجزاء إضافية للسيارات، مما يعزز قدرة الجزائر على تلبية احتياجات السوق المحلية.

ومن المنتظر أن تلعب هذه الشراكة دورا محوريا في تقليل الاعتماد على الاستيراد، من خلال توفير قطع غيار ذات جودة عالية بأسعار تنافسية، مما سيساعد في تطوير قطاع تصنيع السيارات في الجزائر.

وقد التزم الطرف الصيني من جانبه، بنقل الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة إلى الجزائر.

رزيقة. خ