تغيير الموقف من الصحراء الغربية هو سبب ما يحصل مع الجزائر
حذر المؤرخ الفرنسي الأكثر تخصصا في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بنجامان ستورا، من مخاطر إقدام السلطات الفرنسية على مراجعة اتفاقية 1968 المنظمة للهجرة من جانب واحد أو إلغائها، معتبرا ما يحصل على مدار أشهر على محور الجزائر باريس، بالحدث غير المسبوق على الإطلاق. واعتبر بنجامان ستورا في حوار خص به مجلة “إيستوريا” الفرنسية، أن الأزمة الراهنة […] The post تغيير الموقف من الصحراء الغربية هو سبب ما يحصل مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.

حذر المؤرخ الفرنسي الأكثر تخصصا في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بنجامان ستورا، من مخاطر إقدام السلطات الفرنسية على مراجعة اتفاقية 1968 المنظمة للهجرة من جانب واحد أو إلغائها، معتبرا ما يحصل على مدار أشهر على محور الجزائر باريس، بالحدث غير المسبوق على الإطلاق.
واعتبر بنجامان ستورا في حوار خص به مجلة “إيستوريا” الفرنسية، أن الأزمة الراهنة بين البلدين تعتبر الأخطر من نوعها منذ الاستقلال، ووصفها بأنها “نقطة الشلل القائمة حاليا بين البلدين هي الأهم منذ استقلال الجزائر عام 1962 “، مستدلا بغياب السفير الجزائري عن مكان عمله في باريس منذ عدة أشهر، وهو ما لم نره من قبل على الإطلاق “.
وأضاف معلقا على ما يحصل بين البلدين: ” من المؤكد أن لحظات أزمة أخرى كانت موجودة على مدى العقود، كما حدث أثناء تأميم المحروقات من قبل الجزائر في عام 1971، أو عندما أوقفت السلطات الجزائرية الانتخابات التشريعية في عام 1991 والتي عارضها كما هو معلوم، الرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا ميتران. ولكن هذه المرة يبدو التوتر أعمق مما كان عليه في أي وقت مضى”.
وألمح المؤرخ الأكثر شهرة في فرنسا، إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يتحمل مسؤولية ما يحصل على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، حيث أشار إلى أن ” نقطة التحول” في العلاقات الثنائية، كانت هي اعتراف فرنسا بالسيادة المزعومة لنظام المخزن المغربي على أراضي الصحراء الغربية.
ومن مخاطر الأزمة الراهنة، يقول بنجامان ستورا، هو غياب ما وصفها “القنوات الكلاسيكية للتعاون في القضايا الأمنية أو الهجرة فضلا عن المسائل المتعلقة بالبعد الثقافي”. وإن كان التمثيل الدبلوماسي من الجانب الفرنسي لا يزال قائما في الجزائر، إلا أن نظيره في باريس غير متوفر حاليا، ويعود إلى الصائفة المنصرمة، وبالضبط إلى 31 جويلية الماضي، عندما قررت الجزائر سحب سفيرها في باريس، عقب الكشف عن رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك المغربي محمد السادس، والتي تضمنت كما هو معلوم، اعتراف بالسيادة المزعومة للنظام العلوي على الصحراء على الصحراء الغربية المحتلة.
ويؤكد بنجامين ستورا أن التحول الذي طرأ على الموقف الفرنسي بشأن الصحراء الغربية أحدث صدمة في العلاقات الثنائية، واد من تعمق الخلافات، مشيرا إلى أن الجزائر قبل هذا التغيير في الموقف (31 جويلية 2024)، كانت تقبل عودة رعاياها الذين صدرت بحقهم قرارات طرد من التراب الفرنسي، أكثر من جيرانها المغاربيين. وشدد ستورا على أن التحدي في مثل هذا الوضع يبدو لي أنه يتمثل في “البحث عن سبل التهدئة بدلا من إعادة إيقاظ الذكريات المؤلمة باستمرار “.
ويحاول اليمين المتطرف وأبواقه الاعلامية في فرنسا، ترويج خطاب مغلوط مفاده أن سبب الأزمة الراهنة بين البلدين سببها عدم استقبال الجزائر لرعاياها المرحلين من باريس، فيما يحاولون تضليل الرأي العام في بلادهم بأن السبب الحقيقي ليس تغيير باريس موقفها غير القانوني وغير الأخلاقي من القضية الصحراوية.
علي. ب
The post تغيير الموقف من الصحراء الغربية هو سبب ما يحصل مع الجزائر appeared first on الجزائر الجديدة.