جائزة نوبل للشالوم

يمضي العدوان الصهيوني، في خطوات متسارعة نحو إحراز “نصر مطلق” في غزة عبر وعد “جهنم” ترمب، الذي أمدّ الكيان بالحطب باعتباره “حمال الحطب”، وهذا في ما يبدو في سباق زمني مع الوقت الماضي في النفاد لدى البيت الأبيض، الذي بات يدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن “جهنم” قد تلتهم الكيان ومن معه أيضا، […] The post جائزة نوبل للشالوم appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 14, 2025 - 17:03
 0
جائزة نوبل للشالوم

يمضي العدوان الصهيوني، في خطوات متسارعة نحو إحراز “نصر مطلق” في غزة عبر وعد “جهنم” ترمب، الذي أمدّ الكيان بالحطب باعتباره “حمال الحطب”، وهذا في ما يبدو في سباق زمني مع الوقت الماضي في النفاد لدى البيت الأبيض، الذي بات يدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن “جهنم” قد تلتهم الكيان ومن معه أيضا، وأن المنطقة كلها باتت على حافة الهاوية، إذا لم يسارع ساكن الكابيتول إلى وقف الإبادة الوحشية في غزة قبل نهاية الشهر أو بداية ماي على أكثر تقدير: هذا ما يبدو أنه بات تحديدا لا تمديدا، لعنان “حبل الغارب” الذي أطلقه ترمب لرئيس وزراء الكيان ليحقق ما وعد به: حبل مربوط في عنق نتنياهو، ممتد، مطاط، لكنه ليس بلا حدود، ولا يمكن أن يتمزق، إذ على “الوحش” أن يبقى مربوطا إلى حبل ولو طالت استطالته، متحكما فيه، غير منفلت العقال.
يتسارع العدوان ويتكثف التنكيل ضد الشعب الأعزل، في عمل انتقامي ضده لكونه رفض التخلي عن حماس وعن الأرض ورفض التهجير رغم التجويع والتشريد والتقتيل والإبادة التي لم يشهد لها القرن مثيلا، وكأنما الكيان في صراع مع الزمن.
في المقابل، أنفاس الكيان تضيق من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن مشروع حلم العمل العسكري ضد إيران وبرنامجها النووي، وهو المشروع الذي عمل عليه نتنياهو منذ عقدين، محاولة منه لجرّ الولايات المتحدة إلى هذه المغامرة المحفوفة بكل المخاطر.
الأكيد، أن ترمب، ومشروعه الصهيوني في المنطقة، يلتقي ويتقاطع مع مشروع الحكومة اليمينية في الكيان، لكن، لكل طريقته وسبيله إلى ذلك: الخلاف والاختلاف يكمنان في الوسائل لا في الأهداف، وغير مستبعد أن يصطدم المشروعان ويضطر أحدهما إلى أن يفرض إرادته على الآخر، وبالطبع، لن يكون من يقوم بذلك حكومة الكيان.
المحاولات الحثيثة من أجل العودة إلى مفاوضات معلقة بعد أن أضعفت وخُرقت لمرات عدة من طرف رئيس حكومة الكيان، ضمن خططه نحو إطالة زمن الحرب بغاية تحقيق “النصر المطلق” الموعود، وضمان بقاء حكومته واقفة على قدم من دون ساق.
المشروع لم يتحقق، ولن يتحقق، وهو ماض نحو إعلان “الفشل المطلق”، والإدارة الأمريكية تدرك ذلك، لكنها تتمادى في المجاراة ومنح الكيان مزيدا من الوقت، كآخر فرصة له ليحقق ما أراد أو أن يتبدّد بدل أن يتمدّد، إلا عبر مشروع آخر، قد لا يُكتب له هو الآخر “النجاح المطلق”، على الأقل على مدى المنظور القريب: التطبيع الشامل. هذا المشروع مرتبط بإيجاد حل للقضية الفلسطينية عبر دولته المستقلة وعاصمتها القدس، لا عبر التهجير والاستيطان والتوسع والتمدد، وهو مشروع لن يكون سهلا تحقيقه بغير ضغط أمريكي، لا نراه حاليا قائما، لكنه غير مستبعد، عندما سيعلم الجميع، أمريكيا خاصة، أنه لا خيار من أجل سلام دائم بالمنطقة إلا من خلال سلام عادل، لا احتلال فيه ولا نقصان للسيادة ولا شروط ولا تدخلات في الشأن الفلسطيني الداخلي، إلا بما يفضي إلى الوحدة الوطنية، تحت راية واحدة وجغرافيا واحدة لا مجزأة ولا منقوصة.
في انتظار أن يموت أكبر عدد من الأطفال جوعا وعطشا ومرضا، وفي انتظار أن تتقلص مساحة غزة لتصبح محتشدا لعدة آلاف من الناجين من المحرقة الصهيونية، على الإدارة الأمريكية أن تدرك أن التاريخ لن ينسى أن الإبادة في غزة مشتركة، والمسؤولية مقسّمة مناصفة بين الكيان والإدارة الأمريكية السابقة والحالية، وأن “الشالوم” عبر الحرب والإبادة، لن يكون أبدا هو السبيل لـ “جائزة نوبل”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post جائزة نوبل للشالوم appeared first on الشروق أونلاين.