جريدة المنار الجزائرية(1951-1954م) ودورها في بث الوعي الوطني وروح الثورة ضد الاستدمار الفرنسي

د. محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـــــــة*/ ساهمت جريدة «المنار» الجزائرية مساهمة فعالة جداً في بث الوعي الوطني وروح الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وقد أنشأها الأستاذ محمود بوزوزو، و برز العدد الأول منها بتاريخ: الجمعة 21 جمادي الثانية 1370 هــــ – 29 مارس 1951م، وتوقفت عن الصدور في يوم الجمعة26 ربيع الثاني 1373 هــــ-الموافق لأول يناير1954م (العدد …

مارس 3, 2025 - 12:15
 0
جريدة المنار الجزائرية(1951-1954م)  ودورها في بث الوعي الوطني وروح الثورة ضد الاستدمار الفرنسي

د. محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـــــــة*/

ساهمت جريدة «المنار» الجزائرية مساهمة فعالة جداً في بث الوعي الوطني وروح الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وقد أنشأها الأستاذ محمود بوزوزو، و برز العدد الأول منها بتاريخ: الجمعة 21 جمادي الثانية 1370 هــــ – 29 مارس 1951م، وتوقفت عن الصدور في يوم الجمعة26 ربيع الثاني 1373 هــــ-الموافق لأول يناير1954م (العدد الواحد والخمسون).
وقد كتب بجانب اسم الجريدة، جريدة سياسية ثقافية دينية حرة، نصف شهرية مؤقتاً.
ويتضح للمطلع على فهرست جريدة «المنار» أن الموضوع الذي كان يستحوذ على قدر كبير من اهتماماتها، ويشغل حيزاً كبيراً من صفحات الجريدة هو موضوع الحركة الوطنية على مستوى المغرب العربي، حيث نلفي عدداً كبيراً من المقالات تركز على الحركات التحررية في دول المغرب العربي، وأغلب المقالات تنتقد بشجاعة نادرة في ذلك الزمن ممارسات الاستدمار الفرنسي وجرائمه ضد سكان المغرب العربي، كما نلفي في عدد غير قليل من المقالات دعوات واضحة لإعلان ثورة شاملة في المغرب العربي للتحرر من مظالم الاستعمار الفرنسي.
وهذا ما جعل العديد من الدارسين والمؤرخين يذهبون إلى أن الجريدة الوحيدة التي نظمت استفتاء حول اقتراب اندلاع ثورة التحرير المظفرة هي جريدة «المنار» الجزائرية لصاحبها محمود بوزوزو-رحمه الله-، ونستشهد في هذا الصدد بقول الأستاذ بشير كاشه الفرحي: «…هذه الثورة العظيمة التي سجلت أكبر انتصار على أعظم قوة عسكرية في العالم (فرنسا المدعومة بالحلف الأطلسي والعالم الغربي كله)، سبقتها ثورة ثقافية تبارت فيها الأقلام وتصارعت فيها الأفكار لاستنهاض همم جميع فئات الشعب وتجنيدها للمطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال. ولتحقيق هذا المطلب الجماهيري نظمت جريدة «المنار» الوطنية استفتاء هو الأول من نوعه في الجزائر لسبر آراء النخبة المثقفة حول الأمر العظيم الذي ستقدم عليه الحركة الوطنية المتمثل في اقتراب موعد الإعلان عن الثورة المسلحة لتحرير الوطن من الاحتلال الفرنسي، الذي طال أمده في بلادنا ولا ينسحب منها إلا عن طريق الكفاح بالثورة المسلحة، والأسئلة هي:
1-هل تعتقدون إمكانية الاتحاد في الجزائر؟
2-على أي أساس؟
3-ما هي الوسائل لتحقيقه؟
أجاب على هذه الأسئلة واحد وثمانون (81) كاتباً جزائرياً بمقالات مطولة وهم من فئات:المعلمين والأساتذة، شعراء وأدباء وسياسيين وطلبة جامعيين».
طُبعت جريدة «المنار» ضمن سلسلة التراث الأولى، وصدرت عن منشورات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالرغاية، الجزائر سنة: 1982م.
كما انتقى الأستاذ الباحث بشير كاشه الفرحي من جريدة «المنار» الكثير من المقالات التي تتصل بتاريخ الحركة الوطنية الجزائرية، وصدرت في طبعة خاصة عن وزارة المجاهدين، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954م، بمناسبة الذكرى ال55لاندلاع الثورة الجزائرية، تحت عنوان: «صفحات مشرقة من تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية (1951-1953م)-جريدة المنار نموذجاً-».
ومن يطلع على المقال الافتتاحي الأول يتبين له نهج الجريدة وأهدافها، حيث كتب الأستاذ محمود بوزوزو ما يلي: «أيها القارئ الكريم
كانت في النفس أمنية قديمة ترمي إلى خدمة الرأي العام الجزائري في نطاق واسع، ولكن حالت دون تحقيقها حوائل صرفت الهمة إلى خدمة الأمة في ميدان خاص.
وكانت هذه الأمنية تحوم حول إصدار مجلة تشمل جميع ميادين الحياة الجزائرية، بحيث يجد فيها العالم ما يزيده إيمانا بالحقائق العلمية، والسياسي ما ينبه حاسته السياسية، والأديب ما يذكي قريحته، والشاعر ما يلهم عبقريته، والفنان ما يشجعه، والتلميذ ما يزيده شغفا بالدرس، والمرأة ما يقوي شعورها بمسؤوليتها، والمتدين ما ينعش روحانيته، والشباب ما يزيد همته علواً.
وما زالت الأمنية تلح في البروز للوجود حتى يسر الله تحقيقها، وها هي اليوم تبرز في ثوب جريدة، ريثما تتيسر الأسباب للمجلة المرجوة.
وقد سميتها «المنار» تفاؤلا ورجاء أن يؤتيها الله نورا من لدنه، تنقشع به الظلمات الحالكة التي تخيم على أمتنا في جميع الميادين، وسيرسل «المنار» أشعته تطارد الظلام أينما حل، وتنير السبل للسائرين، أنى كانت وجهتهم، السياسة، أو الثقافة، أو الدين، أو الحرية.
فالمنار جريدة سياسية، ثقافية، دينية، حرة.
-المنار: جريدة سياسية، وللسياسة رسالة، وهي السير بالمجتمع إلى إقامة أسمى نظام يكفل لجميع أفراده ذكوراً وإناثاً الأمن والهناء، وحفظ الكرامة، ونمو المواهب بحرية تامة، والعمل في ظل الطمأنينة.
-المنار: جريدة ثقافية، وللثقافة رسالة، وهي السير بالفكر البشري إلى إدراك حقائق الأشياء والأحياء، واستغلالها لفائدة الإنسان.
-المنار: جريدة دينية، وللدين رسالة، وهي السير بالبشرية إلى تحقيق معاني الرحمة والحب، وتسخير الحقائق الأرضية للحقائق السماوية.
-المنار:جريدة حرة،وللحرية معنى وهو عدم التقيد بإرادة أحد،وعدم الخضوع لجبروت أحد،والسير بالاختيار المطلق مع الوقوف عند حدود الله وحرمة الغير.
-المنار: يرى أن رسالة الصحافة هي خدمة الحق وتنوير الأفكار وإنعاش الضمائر ورفع مستواها، وتوجيهها إلى الخير، والمنار يؤكد استناداً على الحقائق الجغرافية والتاريخية والجنسية أن الجزائر جزء لا يتجزأ من المغرب الذي هو جزء طبيعي من العالم العربي والإسلامي» (ينظر: محمود بوزوزو، المنار وأهدافه، الجمعة 21 جمادي الثانية 1370 هــــ – 29 مارس 1951 م، منشورات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالرغاية، الجزائر سنة: 1982 م، ص:01 ).
وبالنسبة إلى الأسباب التي دفعت الأستاذ محمود بوزوزو إلى إنشاء جريدة «المنار»، فقد كشف عنها في المقدمة التي كتبها في جنيف بتاريخ:1 جمادى الأولى 1402هــ -الموافق لـ25 فبراير 1982م، عندما قررت الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالرغاية إعادة طبع جميع الأعداد التي صدرت من الجريدة في مجلد خاص، فالفكرة ترجع إلى عام: 1950م، عندما عرض عليه مجموعة من أصدقائه الذين ينتمون إلى حركة الانتصار للحريات الديمقراطية إصدار جريدة وطنية غير متحزبة تكفل لها حقوق الطبع والتوزيع مع استقلال التحرير بشرط بث الروح الوطنية في عموم البلاد.
يقول الأستاذ محمود بوزوزو عن ظروف نشأتها ومختلف المصاعب والعوائق التي واجهتها:«وهكذا نشأت جريدة «المنار»… ومبادئها مبسوطة في العدد الأول منها، وأهمها نبذ التعصب القائل (من ليس معي فهو ضدي) والاعتراف لكل ذي فضل بفضله عبر التاريخ الوطني. ومن مبادئها تحاشي إثارة الخلافات بين أبناء الوطن والسعي لجمع الكلمة في سبيل التحرر من الاستعمار، والدعوة إلى الوحدة المغربية، بما أن أقطار المغرب الثلاثة كانت تحت نير استعمار واحد. والإيمان بالوحدة المغربية هو الذي دعانا إلى العناية بقضية المغرب الأقصى والوقوف إلى جانب ملكه المرحوم محمد الخامس حين حاولت سلطات الحماية الفرنسية الضغط عليه لتحمله على التوقيع على ظهير منافٍ لكرامة المغرب الأقصى وسيادة ملكه. فكانت عنايتنا هذه المتجلية في الأعداد الأولى من الجريدة سبباً في منع (المنار) من دخول المغرب الأقصى، غير أنها كانت تتسلل إليه بطرق خفية…وإيماننا بالوحدة المغربية هو الذي دعانا إلى الإعلان بأن قضية المغرب واحدة وكفاحه واحد في مقال افتتاحي كان سبباً في استنطاق الشرطة الاستعمارية لنا. وكان الباعث على كتابته أن زعيماً لقطر شقيق ادعى أن قطره لن يحصل على استقلاله إذا ربط كفاحه بكفاح القطر المجاور الشقيق الجزائر، لأن الحماية في نظره أخف حملاً وأقرب زوالاً من الاستعمار المطبق في الجزائر.وكان المقال الذي كتبناه سبباً في منع توزيع الجريدة في القطر التونسي.
أما فيما يخص القضية الجزائرية فكانت العناية متجهة إلى المساهمة الحثيثة في نشر الوعي الوطني وإحياء الشخصية الجزائرية بمقوماتها وأهمها الدين الإسلامي.والسعي إلى توحيد الصفوف كما هو مشاهد في عدد من المقالات، وكما يشهد به الاستفتاء العام الذي أثار اهتماماً كبيراً في الأوساط المختلفة وتطلعاً إلى الوحدة المنشودة وأملاً في تحقيقها…ولا يفوتنا أن نذكر ما لاقيناه من المتاعب في الطباعة، وهو أمر لا يعلمه إلا الله وأصحاب المطبعة، إذ لم تكن في هذه المطبعة آلات حديثة، إنما هي حروف منفصلة يركب الطابع الكلمات بوضع حرف إلى جانب حرف حتى يملأ السطر وفي ذلك من البطء ما فيه، فإذا ركب خمسة سطور أو ستة رفعها بأصابع يديه ليضعها على لوحة الطباعة، وأحياناً تسقط من بين أصابعه فتتفكك، ويعيد تركيبها من جديد الأمر الذي لا يخفى على القارئ الكريم ما فيه من الإبطاء في طبع الجريدة ووصولها إلى القراء…وإذا أضفنا إلى هذا صعوبة الحصول على الورق أدرك القارئ مدى عسر الظروف التي كان يجري فيها هذا الكفاح» (ينظر: مقدمة الأستاذ محمود بوزوزو، ص: 03-04 ).
ويتوجه الأستاذ محمود بوزوزو في ختام مقدمته بالشكر الكبير إلى الأستاذ محمد محفوظي الذي ساهم مساهمة كبيرة في الطبع والتمويل والتوزيع والتحرير، ويثني كذلك على المناضل الأستاذ محمد قنانش الذي ساعده مساعدة كبيرة في مدينة تلمسان.
ووفق منظور الباحث بشير كاشه الفرحي، فالخط الافتتاحي لجريدة «المنار» وطني وعربي وإسلامي وثوري يطالب بحق تقرير مصير الشعب الجزائري، والاستقلال التام للجزائر، وهو نفس الفكر التحرري الذي يعتقده مناضلو الحركة الوطنية الجزائرية ويكافحون لثلاثة عقود (1926-1954م) من أجل استرجاع الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية للشعب الجزائري، وإلى جانب هذا الموضوع الرئيس الذي يتصدر الصفحة الأولى لكثير من أعداد الجريدة، فهي مدبجة بمقالات أدبية وغيرها لكُتاب سياسيين وأساتذة، وطلبة جامعيين يدرسون خارج الوطن في بعض البلدان العربية وفي فرنسا.
وعن الموضوعات السياسية التي احتوتها جريدة «المنار»، يقول الباحث كاشه الفرحي: «في المجال السياسي، فقد سال الحبر الكثير على أعمدة الجريدة حول قضايا بلدان المغرب العربي الكبير (مراكش-الجزائر-تونس-ليبيا)وكذا مصر وثورتها بقيادة محمد نجيب،غير أن الموضوع الذي أولته جريدة«المنار»عناية خاصة وتابعت مجرياته،هو موضوع تأسيس«الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها»بتاريخ الخامس من شهر أوت1951م التي تكونت من ثلاثة أحزاب سياسية، وهيئة إصلاحية، تربوية ثقافية، وشخصيات مستقلة وهي:
1-الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري.
2-حركة الانتصار للحريات الديمقراطية.
3-الحزب الشيوعي الجزائري.
4-جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
5-الشخصيات المستقلة غير المتحزبة.
استبشر الناس بظهور هذه الجبهة في الميدان، حين عقدت اجتماعات ونظمت مهرجانات، غير أن مطالبها اقتصرت على خمسة، وهي:
1-إلغاء الانتخابات التشريعية التي جرت في: 17 جوان 1951م بعد أن ثبت تزويرها.
2-احترام حرية الانتخابات في القسم الثاني للبلديات والولايات التي ستنظم يومي: 07 و14 أكتوبر1951م.
3-احترام الحريات الأساسية: (حرية العقيدة-حرية التعبير-حرية الاجتماع-حرية الصحافة).
4-محاربة القمع بجميع أنواعه، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
5-رفع التدابير الاستثنائية المفروضة على الزعيم مصالي الحاج.
تجاهلت سلطات الاحتلال جميع هذه المطالب، وتأكد فشل هذه الجبهة فحلت نفسها بنفسها» (ينظر: مقدمة الأستاذ بشير كاشه الفرحي لكتاب: «صفحات مشرقة من تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية (1951-1953م)-جريدة المنار نموذجاً-»منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر1954م،سنة: 2010م، ص:12-13).
وما يلفت الانتباه في جريدة «المنار» اهتمامها الكبير بمختلف الإبداعات الأدبية، وتخصيصها لمساحة كبيرة لتغطية مختلف الأنشطة الثقافية، وقد أكد الأستاذ محمود بوزوزو على أن جريدة المنار تعمل في سبيل إحياء التراث الفكري المغربي، واستثارة كنوز الثقافة المغربية، وتدعو إلى ثقافة عصرية مشربة بالروح التقدمية، وذلك بنقل كل صالح من الشرق والغرب في القديم والحديث، فليس كل القديم باليا فاسدا، وليس كل الحديث رائقا صالحا، وتدعو إلى الابتكار حتى يكون لنا إنتاج فكري جدير بالتقدير والاعتبار.
ووفق رؤيته للثقافة الحقة فهي عامل من عوامل التفاهم والتقارب والتسالم، لأنها تسمو بالفكر عن الاعتبارات الصادرة عن الغرائز العمياء، والأغراض السافلة، وترفع الإنسان إلى الاعتبارات الإنسانية العليا، وبناء الحكم على الأشياء والأحياء حسب مقاييس صحيحة معقولة، وتوجه السلوك البشري إلى ساحل النجاة.
وقد رصد الباحث الدكتور شريبط أحمد شريبط، أستاذ الأدب الجزائري بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة، تجليات الخطاب النقدي والأدبي في جريدة المنار، وذلك في مقال له نُشر في العدد: (17) من مجلة بونة للبحوث والدراسات، وهي مجلة دورية محكمة تعنى بالبحوث والدراسات التراثية والأدبية واللغوية، وتصدر مرتين في السنة بمدينة عنابة.
وقد أشار الأستاذ الباحث شريبط في هذا البحث إلى أن جريدة «المنار» قد اهتمت اهتماماً كبيراً بميدان الإبداع والفكر منذ أعدادها الأولى، وقد احتضنت جريدة المنار منذ أعدادها الأولى، جل الأجناس الأدبية التي كانت رائجة آنذاك على مستوى المشهد الأدبي الجزائري الحديث. فكان أن ظهرت على صفحاتها الأشكال التعبيرية التالية:
-1- الشعر.
-2- المقالة النقدية الأدبية.
-3- المقالة المسرحية.
-4- الخبر الثقافي والأدبي.
وقد توصل الباحث شريبط أحمد شريبط في ختام هذا البحث إلى مجموعة من النتائج، من بينها:
– لقد اهتمت جريدة: «المنار» بنشر النصوص الإبداعية، ويرجع ذلك إلى وعي هيئة تحريرها بفعالية الإبداع الأدبي في نشر الوعي الديني والفكري والجمالي بين الأوساط الثقافية الجزائرية، ولقد شملت ميولاتها الجمالية والإيديولوجية التي كانت رائجة آنذاك؛ ويعلل احتواؤها للعديد من كتاب وشعراء الحركة الإصلاحية، وخصوصا مرحلتها الثانية الممتدة من عام: 1947 إلى عام: 1956م، وهي المرحلة التي اعتلى تاجها الإمام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، فمثلما برز الشاعر محمد العيد آل خليفة في مجلتي الشهاب والبصائر، وهما المنبران الإعلاميان المعبران عن إيديولوجية جمعية العلماء بشتى أبعادها ورؤاها الفكرية والجمالية، فإنه أيضا قد لقي شعره على صفحات «المنار» اهتماما بينا وواضحا، وحظوة كبيرة قلما حظي بها شاعر آخر من الجزائر.
– شملت رعايتها الأدبية الاحتفاء بنشر الشعر العمودي على غيره من الأشكال الأدبية، ويعود هذا الأمر إلى أخذ هيئة التحرير بمعين جمعية العلماء، وخصوصا الدفاع عن الدين الإسلامي واللغة العربية، وروح التحرر، والدفاع عن الوطن ومقوماته، ومن الشعراء الجزائريين الذين ظهرت نصوصهم على صفحات جريدة: «المنار» محمد العيد آل خليفة، و (أحمد أبو عدو)، وعمر البسكري، ومحمد أبو القاسم خمار، وعلي صادق نساخ، والعربي بن الحاج محمد… وغيرهم.

*كلية الآداب واللُّغات، جامعة عنّابة، الجزائر