تسعون سنة من العطاء العلمي والفن الهادف زينب مصطفى عبد العزيز (2025-1935م)

أ.د حجيبة أحمد شيدخ/ أكملت الأستاذة زينب عبد العزيز يوم 19يناير 2025م عامها التسعين، فقد ولدت في ذات اليوم من سنة 1935م بالإسكندرية. وهي تستحق الاحتفاء معها بتسعينيتها. إذ تمثل المرأة المسلمة القدوة التي كانت لا تجد الفراغ في حياتها لأنها كانت عامرة بالانجازات. أثرَت زينب عبد العزيز الفكر الإسلامي بعدد من المؤلفات، ومنها : …

فبراير 18, 2025 - 11:43
 0
تسعون سنة من العطاء العلمي والفن الهادف زينب مصطفى عبد العزيز (2025-1935م)

أ.د حجيبة أحمد شيدخ/

أكملت الأستاذة زينب عبد العزيز يوم 19يناير 2025م عامها التسعين، فقد ولدت في ذات اليوم من سنة 1935م بالإسكندرية. وهي تستحق الاحتفاء معها بتسعينيتها. إذ تمثل المرأة المسلمة القدوة التي كانت لا تجد الفراغ في حياتها لأنها كانت عامرة بالانجازات.
أثرَت زينب عبد العزيز الفكر الإسلامي بعدد من المؤلفات، ومنها : ترجمات القرآن إلى أين، وجهان لجاك بيرك، وتنصير العالم (مناقشة لخطاب الباب يوحنا بولس الثاني)، وهدم الإسلام بالمصطلحات المستوردة (الحداثة والأصولية)، و المساومة الكبرى (من مخطوطات قمران إلى مجمع الفاتيكان الثاني)، والإلحاد وأسبابه الصفحة السوداء للكنيسة . إلى جانب مئات المقالات بالعربية والفرنسية وكلها في التعريف بالإسلام أو الدفاع عنه ضد مطاعن المستشرقين والفكر الغربي الصليبي، والدفاع على قضايا الأمة
وكانت للأستاذة زينب أعمال كثيرة باللغة الفرنسية ،إذ أنجزت رسالتها للماجستير عن “يوميات أوچين دي لاكروا” Eugène Delacroix ( ت: 1863م)،وتنقسم هذه اليوميات إلى جزئين الأول تحدث فيه عن مرحلة الشباب ويمتد من سبتمبر 1822 إلى أكتوبر 1832م، والثاني : يتعلق بمرحلة النضج وأهم مراحل حياته الفنية والفكرية، ويمتد من يناير 1847 إلى سبتمبر 1863 م سنة وفاته . لقد كتبتها باللغة الفرنسية ، ثم قامت بترجمتها إلى اللغة العربية . و كانت رسالتها للدكتوراه بعنوان: “النزعة الإنسانية عند فان جوخ van Gogh (ت: 1890” وقامت بترجمتها كذلك إلى العربية . كما قامت بترجمة مجموعة أخرى من الكتب منها : الإسلام وحضارته لأندريه ميكايل، والإسلام الراديكالي ،لإتيين برونو ، والتعسف في استخدام الحق وهو رسالة دكتوراه في القانون الإسلامي لمحمود فتحي . كما ترجمت رواية الريح لكلود سيمون، وكتاب : هيجل والمسيحية للأب جاستون فيسار .
كما ألفت مجموعة من الكتب بالفرنسية، ثم ترجَمَتها إلى العربية ومنها :فولتير رومانسيا، ولعبة الفن الحديث، ولعبة الفن الحديث بين الصهيونية وأمريكا، والنزعة الإنسانية عند فولتير …
وتوجت زينب عبد العزيز بحوثها في مجال الترجمة بترجمة معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية، والتي اعتبرت من أحسن الترجمات بشهادة مختصين في ذلك.. وإلى جانب هذه الكتب، للأستاذة زينب ثروة كبيرة من المقالات باللغتين العربية والفرنسية، حاربت من خلالها مظاهر الفساد العقدي والسياسي والاجتماعي، وردت على الشبهات التي تثار ضد الإسلام من قبل المستشرقين وغيرهم.
وفي مجال الفن، كانت للأستاذة رحلة جميلة مع الرسم، وثقت مسيرتها في كتاب: قصتي مع الفن، فأنجزت مجموعة كبيرة من المعارض منها: من وحي القرآن…وكان آخر ما أنجزت (سنة 2024م) في مجال الرسم: الخشخاش، وقد استوحته من هذه النبتة الجميلة التي يستخلص منها المخدر، وقد خرج في حلة بهية كان لي شرف التفرج عليه ببيتها في فيفري من السنة الماضية، ولم يعرض بعد.
لا زالت الأستاذة زينب تحمل الروح العلمية المتوقدة، وتتحسر على الوقت الذي يمر من حياتها دون أن تنجز فيه شيئا، وقد أخبرتني أنها تكتب اعتمادا على الذاكرة عن : شيوخ في حياتها، وقد طلبت منها إعطائي بعض الأسماء، فكلمتني عن الشيخ جاد الحق، والشيخ إبراهيم زكي، وكان الشيخ جاد الحق رئيس الأزهر ، ومن الذين شهدوا معركتها مع جاك بيرك في ترجمة القرآن الكريم إلى الفرنسية، فكانت شجاعة في التصدي له وعدم مجاملته على عكس كثير من الرجال . إذ أمر الشيخ بتكوين لجنة مختصة تنظر فيما قدمته الأستاذة زينب، وكانت النتائج تؤكد ما ذهبت إليه ، وكل ذلك موثق في كتابها: ترجمات القرآن الكريم إلى أين. وجهان لجاك بيرك.