خطّة ضدّ منصّات الأنترنت غير المرغوبة.. والاستماع لمليون شاب

كشف وزير البريد عن خطة عمل دقيقة لمحاربة المنصات الإلكترونية غير المرغوبة في الأنترنت، بما في ذلك تلك التي تستهدف السب والشتم والتنمر والابتزاز، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مع العلم أنه تمت توعية قرابة مليون شاب بهذا الخصوص عبر خلايا إصغاء تشرف عليها الحكومة.
وفي رد لوزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية سيد علي زروقي على سؤال النائب سليمان زرقاني الموجّه للوزير الأول بخصوص المنصات الإلكترونية غير المرغوبة، لاسيما من ناحية الإجراءات المتخذة لمواجهتها، فضلا عن الاستراتيجية المتبعة لتوعية الشباب وتحسيسهم، أكد الوزير أن المسائل التي تمت إثارتها تحظى باهتمام بالغ لدى الحكومة، حيث يتم وضع استراتيجيات ومخططات عمل تهدف إلى حماية مختلف شرائح المجتمع من المخاطر التي قد يشكلها الاستعمال غير الآمن للشبكة.
ويقول زروقي إنه يولي القطاع أهمية بالغة لتطوير خدمات ذات قيمة مضافة وترقية المحتوى الرقمي الوطني، بالتعاون مع سائر القطاعات، فضلا عن حماية المستعملين من المخاطر التي قد تحيط بهم خلال استعمالهم لخدمات الاتصالات الإلكترونية، لاسيما ما تعلق منها بالمحتويات غير المناسبة وباشر القطاع، في هذا الصدد، جملة من التدابير الوقائية لحماية مستخدمي الأنترنت.
وتتضمن الإجراءات إطلاق الحملة الوطنية التوعوية التحسيسية حول حماية الأطفال من مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت والتي تهدف إلى رفع مستوى وعي الأطفال والأولياء والمربين بالممارسات المثلى المساهمة في ضمان تصفح آمن للأنترنت، كما أنها تستهدف اطلاعهم على وسائل وكيفيات اكتشاف المخاطر الخفية في الفضاء السيبراني وتجنبها، مع تزويدهم بالإرشادات والتوصيات والممارسات الحميدة لدى استخدام مختلف الأدوات الرقمية، فضلا عن غرس ثقافة الأمن السيبراني، كما تضمنت الحملة تحسيسا حول استخدام الأطفال للأنترنت والألعاب الإلكترونية والتصفح، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك من التهديدات والاحتيال الإلكتروني.
وتم في السياق ذاته، تجنيد الأئمة والمرشدات الدينيات والمساجد للتحسيس مع إطلاق دليل عملي للأولياء والأوصياء والمربين، يتضمن الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية الأطفال على الخط، والمتوفر على الموقع الإلكتروني للوزارة، فضلا عن توزيعه على نطاق واسع بإشراك كل الأطراف الفاعلة التي شاركت في إعداده مع إطلاق أول منصة رقمية لحماية الأطفال عبر الأنترنت.
أما بالنسبة للوسائل التقنية، فيوفر متعاملو الهاتف النقال موبيليس جازي وأوريدو خدمة المراقبة الأبوية لفائدة مشتركيهم، التي تسمح للأولياء بكبح حرية اختيار تلك المنصات التي تعتبر خطيرة أو ممنوعة وفقا لسن المستخدم، إلى جانب ذلك، تسمح ذات الخدمة بالتصفية الكاملة للمحتوى غير المناسب ومنصات البث الرئيسية، فضلا عن الشبكات الاجتماعية والرسائل الفورية.
كما يسعى قطاع الشباب، من جهته، إلى تنفيذ استراتيجيته الرامية إلى حماية الشباب من مختلف المخاطر التي قد يشكلها الإدمان على الأنترنت، وفي هذا الإطار، يتم تعزيز خدمات الإصغاء والمرافقة النفسية، لاسيما من خلال خلايا الإصغاء ووقاية صحة الشباب المنشأة من قبل القطاع كآلية متكاملة تندرج ضمن الشبكة الوطنية للمؤسسات الشبانية، بهدف توفير فضاءات آمنة للاستقبال، الإصغاء التوجيه والمرافقة النفسية والاجتماعية، البالغ عددها أكثر من 50 خلية إصغاء و550 نقطة وقاية موزعة عبر مختلف المؤسسات الشبانية، بما في ذلك دور الشباب، مراكز التسلية العلمية، المراكز الثقافية، القاعات الرياضية الجوارية، وبيوت الشباب، مما يضمن تغطية واسعة وإمكانية وصول أكبر لهذه الخدمات.
يستند عمل هذه الخلايا إلى فريق متعدد الاختصاصات يضم أخصائيين نفسيين واجتماعيين، أطباء إعلاميين مختصين ومربي شباب، مما يضمن تكفلا شاملا بالمشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه الشباب، كما يعتمد الجهاز على مراقبة وقائية فعالة عبر حملات تحسيسية دورية، تشمل القوافل التوعوية، الأيام الإعلامية والورشات التربوية، إلى جانب توفير استشارات نفسية فردية لضمان الدعم المستمر للشباب.
وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق نتائج ملموسة، حيث تمكن الجهاز من مرافقة 995.845 شاب من خلال جلسات الإصغاء والحملات التحسيسية والاستشارات المباشرة، مما أسهم في توعية الشباب بالمخاطر النفسية والاجتماعية وتعزيز قدرتهم على التكيف مع تحديات الحياة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post خطّة ضدّ منصّات الأنترنت غير المرغوبة.. والاستماع لمليون شاب appeared first on الشروق أونلاين.