رائحة كولسة مخزنية تفوح حول “الخضر”

منذ أن نزل قرار “التاس” بشأن الخريطة الوهمية، الصادم للمخزن، والجارة المغربية في حالة يرثى لها، ومن الصعب تجرّع المشروب الحار، الذي بخر أحلام المغاربة في اللعب بخارطتهم الوهمية المتواجدة على مواقع الخيال، وحاولوا تحويلها إلى ملاعب الواقع، فعاشت كذبتهم بعض الوقت وليس كل الوقت ولن يشاهدوها مرة أخرى في الملاعب والقاعات.
قرار “التاس” أوضح بأنه استند على الأمم المتحدة التي منحتهم خارطة لا تشبه إطلاقا الخارطة المرسومة على القمصان، والتي لعب بها فريق نهضة بركان طوال الموسم الماضي وظن المغاربة بأن القمصان ستبقى وقد تنتقل إلى أندية أخرى وباشروا التحضير لطوفان من الاستفزازات للخضر، خلال منافسة كأس أمم إفريقيا المزمع تنظيمها مع نهاية السنة الجارية في بلاد مراكش.
المغاربة سيكتشفون زيف مخزنهم وإعلامهم وذبابهم الذين رسموا لهم صورة فريق اتحاد العاصمة أو شباب قسنطنية وهو ينسحب احتجاجا على الخارطة الوهمية، ليتأهل بركان كما في الموسم الماضي للنهائي، ولكن من المباراة القادمة ضد أسيك ميموزا سيعود نهضة بركان إلى رشده وسيحضّر نفسه طبعا إن تأهل إلى الميدان أمام الفريق الجزائري الذي سيبلغ النصف نهائي وليس بطرق غير رياضية.
وقبل ذلك، بدأت رائحة الكولسة تفوح في الفترة الأخيرة، والهدف منها قطع الطريق أمام المنتخب الجزائري للتأهل إلى المونديال، وحرمان منتخب موزمبيق من اللعب على ميدانه هو أمر محيّر، لأن موزمبيق استقبلت المنتخب الجزائري على ملعبها، الذي كان صالحا أمام الجزائر وتم إلغاء صلاحيته لأن منتخبي أوغندا وخاصة غينيا المنافستين للخضر، سيرحلان إلى موزمبيق، كما أن بوتسوانا ستستقبل الجزائر على ملعبها، ومن المرجح أن يتم نقل بعد ذلك مبارياتها خارج الديار، وحتى غينيا التي بدأت التصفيات محرومة من ملعبها، عادت لتستقبل على ملعبها قبل مباراتها أمام الجزائر، مما يوحي بأن كل المنتخبات المتواجدة في فوج الجزائر ممنوعة من استقبال ضيوفها على أرضها، وكلها تستقبل الجزائر فقط على أرضها.
صحيح أن المنتخب الجزائري لا يلوم إلا نفسه عندما خسر على أرضه أمام منتخب غينيا، لكنه الآن عليه أن يحتاط، فالمنافسة فعلا تابعة للفيفا ولكن تأهيل الملاعب بيد الكاف، وهي الكاف التي أشّرت على أقمصة نهضة بركان وعادت لتؤشر عليها مرة أخرى هذا الموسم، بالرغم من انسحاب الفريق الجزائري من النصف نهائي.
صفعة “التاس” لم تؤلم المخزن فقط، وإنما آلمت الكاف، التي وصلها أمر معجون بتأنيب من طرف “التاس”، وهذا ما لم يحصل من قبل “للتاس”، التي تلقت أيضا صفعة من المدرب الجزائري عادل عمروش، الذي عاد رغما عن الكاف إلى التدريب وسيقود منتخب رواندا في تصفيات كأس العالم، وهو منتخب له حظوظ لا بأس بها للترشح إلى كأس العالم القادمة، ولن يهنأ بال للمخزن ممثلا في فوزي لقجع إلا بالانتقام من المنتخب الجزائري ومحاولة بعثرة أوراقه المونديالية.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post رائحة كولسة مخزنية تفوح حول “الخضر” appeared first on الشروق أونلاين.