رمضان الذي أسعد قلوبنا
يذكّرنا رمضان في كلّ عام بأنّنا نكون أطهر وأعزّ وأكرم عندما نصطلح مع الله ونصلح أحوالنا وننظّم حياتنا وأوقاتنا ونستقيم على طاعة الله، وأنّ الحياة في ظلّ الاستقامة هي أهنأ وأمتع حياة، كيف لا والعبد قائم على أعماله وواجباته ما استطاع لا يؤخّرها ولا يؤجّلها، مسارع إلى تدارك وإصلاح كلّ خلل يطرأ في علاقته بمولاه، […] The post رمضان الذي أسعد قلوبنا appeared first on الشروق أونلاين.


يذكّرنا رمضان في كلّ عام بأنّنا نكون أطهر وأعزّ وأكرم عندما نصطلح مع الله ونصلح أحوالنا وننظّم حياتنا وأوقاتنا ونستقيم على طاعة الله، وأنّ الحياة في ظلّ الاستقامة هي أهنأ وأمتع حياة، كيف لا والعبد قائم على أعماله وواجباته ما استطاع لا يؤخّرها ولا يؤجّلها، مسارع إلى تدارك وإصلاح كلّ خلل يطرأ في علاقته بمولاه، أو في علاقته بالنّاس من حوله، يحمل يقينا بأنّ هذه الدّنيا لا تستحقّ أن يضيّع لأجلها حقا لخالقه، أو يخاصم ويعادي لأجلها إخوانه؟
“مراد”، شاب جزائري في الثلاثين من عمره، ذاق طعم التوبة، ووجد برد الرّاحة بعدها، يروي قصّته فيقول: “كنت أعيش في ظلمة، أذوق مرارتها، ولكنّي لم أعرف سوادها إلا بعد التوبة والرجوع إلى الله في شهر رمضان قبل خمس سنوات.. قبلها اقترفت كل أنواع المحرمات ومارست كلّ أنواع الظّلم والبغي. وكنت أتلذذ بالشّهوات، لكني كنت أعيش دائما ضيقَ الصدر وشرود الذهن، لا أستطيع التركيز ولا التقدم في الحياة، كان همي البحث عن أكبر قدر من اللذات في الحرام، خاصة ونحن في زمن التكنولوجيا التي سهلت لي الطريق نحو الشهوة بكل أنواعها، حتى جاء اليوم الذي نصحني فيه أحد أصدقائي التائبين -بارك الله فيه- بضرورة الإقلاع عن الحرام، خاصة وأنّي قد تجاوزت الحدود، وأصبحت مجاهرا بها في كل مكان، وغدوت معروفا عند العام والخاص، حتى تحولت إلى كابوس لعائلتي، خاصة والدتي -رحمها الله-.. لم يكن الأمر سهلا في البداية، أن أتحوّل من النقيض إلى النقيض. لكن، بعون الله أولا، ثمّ بدعم أصدقائي وحرصهم على اصطحابي معهم إلى كل أبواب الخير، من صلاة وزيارة مرضى ومساعدة محتاجين في العديد من الجمعيات الخيرية، استطعت أن أتجاوز حياتي السابقة، والحمد لله.. أنا اليوم تحت ظل التوبة النصوح، وبقيتْ تلك الأيام الخوالي التي عشتها بعيدا عن الله بين أحضان الرذيلة، عالقة في ذهني إلى حد الساعة، لم أستطع نسيانها رغم علمي أنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكنني تمنيت لو لم أعشها إطلاقا. لكن، وفي كل الأحوال، العودة إلى الله قبل فوات الأوان، خير من الإصرار على طريق الضياع إلى أن يحين الأجل ويلقى العبد ربّه على أسوأ حال”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post رمضان الذي أسعد قلوبنا appeared first on الشروق أونلاين.