رمضان في الجزائر: عندما تلتقي روحانية الشهر بجمال التصميم العصري
الجزائر – خاص للحياة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تبدأ المدن الجزائرية في ارتداء حلّة مبهرة تمزج بين عبق التاريخ ورؤية الحاضر. تتزين الشوارع بالفوانيس المتلألئة، وتنبض المنازل بأجواء تجمع بين الدفء الروحي وأناقة التصميم الحديث. رمضان في الجزائر هو تجربة بصرية وروحية تعكس ثقافة عريقة تتجدد مع الزمن. وفي تصريح حصري لـ”الحياة”، أوضحت المهندسة [...] ظهرت المقالة رمضان في الجزائر: عندما تلتقي روحانية الشهر بجمال التصميم العصري أولاً على الحياة.

الجزائر – خاص للحياة
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تبدأ المدن الجزائرية في ارتداء حلّة مبهرة تمزج بين عبق التاريخ ورؤية الحاضر. تتزين الشوارع بالفوانيس المتلألئة، وتنبض المنازل بأجواء تجمع بين الدفء الروحي وأناقة التصميم الحديث. رمضان في الجزائر هو تجربة بصرية وروحية تعكس ثقافة عريقة تتجدد مع الزمن.
وفي تصريح حصري لـ”الحياة”، أوضحت المهندسة المعمارية ماجدة عيدود: “رمضان في الجزائر هو مناسبة تتجلى فيها الروحانية من خلال تصميم المساحات. الزينة ليست مجرد عناصر ديكورية، بل هي انعكاس لهوية ثقافية عميقة تمزج بين الأصالة والابتكار، حيث تتحول البيوت إلى أماكن تحتفي بالجمال والدفء الأسري.”
تحرص العائلات الجزائرية على إعادة تصميم غرف الجلوس لتناسب سهرات رمضان العائلية، حيث تُزيَّن بالأرائك المزخرفة، وسجاد بنقوش شرقية، وفوانيس تُضفي ضوءًا خافتًا يملأ المكان بالسكينة. ستائر خفيفة وسلاسل إضاءة مبتكرة تمنح الأجواء طابعًا احتفاليًا يعبّر عن ليالي رمضان الساحرة.
وتضيف المهندسة عيدود: “الديكور الرمضاني في البيوت الجزائرية يعكس ثقافة معمارية تهدف إلى خلق بيئة مريحة ودافئة، تجمع بين جمالية التصميم ووظائفه العملية، ليصبح كل ركن في المنزل مكانًا مثاليًا للقاء العائلة واستقبال الضيوف.”
ركن الصلاة… حيث تلتقي الروحانية بالبساطة
في زاوية هادئة من المنزل، يُعاد ترتيب ركن الصلاة ليصبح ملاذًا للتأمل والعبادة. تُفرش الأرضية بسجاد صلاة متناسق، وتُخصّص مكتبة صغيرة للمصاحف، مع إضاءة ناعمة تُضفي إحساسًا بالسكينة. تصميم هذا الركن يستوحي زخارفه من المساجد التقليدية، حيث النقوش الهندسية والتجاويف الجدارية البسيطة.
“تصميم ركن الصلاة في المنزل الجزائري يُعد جزءًا من تجربة روحية متكاملة، يعكس الانسجام بين الراحة النفسية والجمال المعماري،” تؤكد عيدود.
المطبخ في رمضان… قلب المنزل النابض
في رمضان، يتحوّل المطبخ إلى قلب المنزل النابض بالحياة. يتم ترتيبه بشكل عملي يُسهّل تحضير وجبات الإفطار والسحور. رفوف مفتوحة، ركن خاص لتحضير الشاي والحلويات التقليدية، وأوانٍ نحاسية تضيف لمسة من الأصالة. الإضاءة الدافئة والألوان الترابية تكمّل الأجواء، مما يخلق بيئة عملية ومريحة.
وتعلق المهندسة المعمارية: “المطبخ الرمضاني يعكس جوهر الضيافة الجزائرية. تصميمه يجمع بين العملية والأصالة، ليكون مساحة تحتضن لحظات تحضير الطعام والاحتفال برمضان.”
في النهاية، يظل رمضان في الجزائر أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ إنه رحلة ثقافية وجمالية تعكس تاريخًا غنيًا يتجدد مع كل جيل. وبين الزينة التقليدية المستوحاة من الحضارات الأندلسية والعثمانية، ولمسات التصميم العصري، يواصل الجزائريون تحويل رمضان إلى تجربة لا تُنسى.
وتختتم المهندسة عيدود حديثها الحصري لـ”الحياة” قائلة: “رمضان في الجزائر هو لقاء فريد بين الماضي والحاضر، حيث تمتزج الزخارف التقليدية مع التصاميم الحديثة في انسجام تام، إنه شهر تتحول فيه المنازل إلى مساحات تنبض بالروحانية والجمال، لتروي قصة بلد يجيد التعبير عن نفسه من خلال فنون العمارة والزينة.”
ظهرت المقالة رمضان في الجزائر: عندما تلتقي روحانية الشهر بجمال التصميم العصري أولاً على الحياة.