روتايو يهدد بالاستقالة.. الأزمة مع الجزائر تُؤجج الخلافات داخل الحكومة الفرنسية

يتواصلُ الصراع داخل الحكومة الفرنسية بخصوص كيفية إدارة الأزمة مع الجزائر، وفي خرجة جديدة تعكس إصرار اليمين المتطرف على تعفين العلاقات بين البلدين هدد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، أمس الأول، بالاستقالة من منصبه الحكومي، إن “رفضت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبني مقترحه بشأن خطة التصعيد ضد الجزائر”. وفي محاولة منه للضغط على ماكرون […] The post روتايو يهدد بالاستقالة.. الأزمة مع الجزائر تُؤجج الخلافات داخل الحكومة الفرنسية appeared first on الجزائر الجديدة.

مارس 16, 2025 - 15:13
 0
روتايو يهدد بالاستقالة.. الأزمة مع الجزائر تُؤجج الخلافات داخل الحكومة الفرنسية

يتواصلُ الصراع داخل الحكومة الفرنسية بخصوص كيفية إدارة الأزمة مع الجزائر، وفي خرجة جديدة تعكس إصرار اليمين المتطرف على تعفين العلاقات بين البلدين هدد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، أمس الأول، بالاستقالة من منصبه الحكومي، إن “رفضت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تبني مقترحه بشأن خطة التصعيد ضد الجزائر”.

وفي محاولة منه للضغط على ماكرون وبكثير من الوقاحة، قال روتايو في مُقابلة أجراها مع صحيفة “لوباريزيان” إنه “إذا طُلب منه التنازل عن مسعاه ضد الجزائر فإنه سيرفض ذلك رفضا قاطعا”، وتابع قائلا في مستهل الحوار: “من الآن فصاعدًا خطي الرئيسي هو ضمان توازن القوى مع الجزائر، وإذا لم تستعد هذه الأخيرة مواطنيها الخطيرين فسوف نبدأ برد تدريجي لكن إذا احترمت اتفاقيات 1994 فسيتم حل المشكلة”.

وتابع الوزير الفرنسي قائلا: “لست هُنا من أجل المنصب بل من أجل حماية الفرنسيين”، مؤكدًا أيضا بأنه “كان الوحيد في الحكومة الذي طالب بضرورة التعامل بجدية مع الجزائر وهذا هُو الطريق الوحيد والقائمة التي سُلمت هي لحظة حقيقية فإن رفضت السلطات الجزائرية التعاون ولم يتم الرد بحزم فسأغادر منصبي”.

والظاهر هذه المرة أن روتايو المعروف بعدائه الشديد ضد الجزائر يحاول الضغط على الرئيس الفرنسي ماكرون لتبني خيار التصعيد، بعد حزمة قرارات أولى تخص فرض قيود على دخول المسؤولين الجزائريين الحاملين لجوازات سفر دبلوماسية وأفراد عائلاتهم.

والأسبوع الماضي، كشفت يومية “لوفيغارو”، أن لقاء جمع روتايو بماكرون، تم الاتفاق خلاله على تبني اجراءات تصعيدية مع الجزائر في حال عدم التعاون في ملف ترحيل المهاجرين.

وفي نهاية فيفري هدد رئيس الوزراء الفرنسي بايرو بـ “إلغاء اتفاقية 1968 التي تمنح وضعًا خاصًا للجزائريين في فرنسا على صعيد العمل والإقامة إذا لم تستردّ الجزائر خلال ستة أسابيع مواطنيها الذين هم في وضع غير نظامي، غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعى إلى “التهدئة”، وأكد تأييده لـ “التفاوض” و “ليس الإلغاء” وهو ما موقف يبرز ويؤكد رغبته في الحفاظ على علاقات مُستقرة مع الجزائر.

والمثير حاليا للاستغراب أن فرنسا تُصر على ترحيل بعض الرعايا المبعدين من ترابها دون حُصولها على الترخيص القنصلي اللازم لترحيلهم، لكنها في نفس الوقت ترفض تسليمنا بعد المطلوبين وهُو ما عرج لهُ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أجوبته لصحفي يومية “لوبينيون” عندما طرح عليه السؤال التالي: “هل تتفهمون الصدمة التي شعر بها الكثير من الفرنسيين بعد رفضكم استقبال المؤثر “دوالمان”، الذي دعا لتأديب أحد المعارضين الجزائريين؟.

وتزامنا مع هذه الخطوة التصعيدية الجديدة، حالت سلطات العاصمة باريس، دُون تنظيم تجمع دعا إليه مُنظمات جزائرية وفرنسية، كان مُقررا تنظيمه، أمس السبت في مدينة كليرمون فيران بفرنسا للمُطالبة بإلغاء المنشور المتعلق بالهجرة الذي وقعه وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، في يناير الماضي.

وقد دعا الاتحاد النقابي الفرنسي المنخرطين لـ “رفض الحرب ضد المُهاجرين”، مُؤكدًا أن “وزير الداخلية، ريتايو، يضاعف منذ أشهر التصريحات الهادفة إلى إلغاء إمكانيات استقبال وتسوية أوضاع المهاجرين على خلفية عنصرية غير مقنعة مستوحاة من اليمين المتطرف، ويعطي الوزير تعليمات صارمة للمحافظين بعدم تسوية أوضاع الأجانب المقيمين بفرنسا بدون تصريح إقامة”، واستدل البيان بـ “إخراج أم وابنتها البالغة من العمر 7 أيام من مركز ايواء الطوارئ ليجدا نفسيهما في الشارع، وقد تم تكليف مختصين في تقييم هشاشة الأشخاص في مراكز إيواء الطوارئ، فهل تتأهب محافظة كليرمون فيران لإخلاء جماعي جديد مثلما حدث السنة الماضية بحلول فصل الربيع”.

واعتبر البيان أن “توجه ريتايو يُلغي إمكانيات التسوية الاستثنائية للأجانب بناء على الوضع العائلي أو العمل حيث تزيد من مدة الإقامة المطلوبة على الأراضي الفرنسية إلى 7 سنوات عوض 5 سنوات سابقا أو حتى 3 سنوات حسب مدة العمل لطلب التسوية بشكل استثنائي”.

وانتقد الاتحاد النقابي في هذا السياق فكرة مفادها أن اللاجئين يرغبون فقط في “الاستفادة من مكان للإقامة أو من الحد الأدنى من المساعدات الاجتماعية أو العلاج المجاني. لكن الأمر مخالف لأن المهاجرين يفرون من العنف والحرب وعصابات المافيا والفقر. و في هذه الحالات، لا تكون الدول الغربية بالضرورة بريئة”، ومن جهة أخرى أوضح الاتحاد النقابي يقول ” اليوم، يريد ريتايو حتى إضافة المزيد من خلال اقتراح القانون ال31 (30 منذ عام 1980) الذي يقلص الاستفادة من المساعدة الطبية للدولة. هذا أمر غبي ودنيء ينم عن كراهية الأجانب”، كما تابعت تقول ” ان جعل التسويات شبه مستحيلة كما يرغب ريتايو و (وزير العدل جيرالد) دارمانان و (رئيس الوزراء فرانسوا) بايرو و كل اليمين المتطرف، يعني إنتاج أشخاص بدون وثائق وتوسيع مجموعة الأشخاص بدون حقوق ورفض رؤية أن هؤلاء الأشخاص غالبا ما يعملون في قطاعات يكون فيها وجودهم ضروريا”.

فؤاد ق

The post روتايو يهدد بالاستقالة.. الأزمة مع الجزائر تُؤجج الخلافات داخل الحكومة الفرنسية appeared first on الجزائر الجديدة.