زينة وتحضيرات رمضان في الجزائر: بين عبق التاريخ ورؤية الحاضر
الجزائر – خاص الحياة مع حلول شهر رمضان المبارك، تكتسي المدن الجزائرية حُلةً مبهرة من الزينة التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية، في مشهد يُجسّد تاريخًا غنيًا يمتد عبر العصور. رمضان في الجزائر ليس مجرد مناسبة دينية، بل تجربة بصرية وروحية تعكس تلاقي التراث الأندلسي، العثماني، والأمازيغي مع التصاميم الحديثة. وفي حوار حصري لـ”الحياة”، توضح المهندسة المعمارية [...] ظهرت المقالة زينة وتحضيرات رمضان في الجزائر: بين عبق التاريخ ورؤية الحاضر أولاً على الحياة.

الجزائر – خاص الحياة
مع حلول شهر رمضان المبارك، تكتسي المدن الجزائرية حُلةً مبهرة من الزينة التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية، في مشهد يُجسّد تاريخًا غنيًا يمتد عبر العصور. رمضان في الجزائر ليس مجرد مناسبة دينية، بل تجربة بصرية وروحية تعكس تلاقي التراث الأندلسي، العثماني، والأمازيغي مع التصاميم الحديثة.
وفي حوار حصري لـ”الحياة”، توضح المهندسة المعمارية ماجدة عيدود: “الزينة الرمضانية في الجزائر تُجسّد هوية ثقافية غنية، حيث تتلاقى التأثيرات المعمارية المتنوعة لتصنع تجربة رمضانية فريدة من نوعها. الرموز الزخرفية والألوان ليست فقط للتجميل، بل تحكي قصصًا عن تاريخ وحضارة تمتد لقرون.”
رمضان… حين يتحدث التاريخ بلغة الجمال
لطالما ارتبط رمضان في الجزائر بعادة التنظيف العميق للبيوت والمساجد.”الطهارة”، وتُزيَّن الأزقة بالفوانيس النحاسية والأنوار.
وتُعلّق عيدود: “هذا التحضير يتجاوز الطابع الروحي ليُعيد الحياة إلى المساحات الداخلية، معبرًا عن قيم النقاء والتجدد. حتى تفاصيل الزينة البسيطة تحمل في طياتها ثقافة معمارية تعكس عمق الثقافة الجزائرية وارتباطها بالهوية الروحية.”
المدن التاريخية مثل الجزائر العاصمة وقسنطينة تبرز بسحر عمارتها العثمانية والبلاط الخزفي، حيث تتزين الصالونات بالسجاد المطرز، والصواني الفضية.
وتضيف المهندسة عيدود: “الديكور الداخلي في رمضان يعكس الذوق الجزائري الراقي. فالألوان الدافئة للسجاد المطرز، والأطباق الفضية، والمصابيح التقليدية ليست مجرد عناصر زخرفية، بل وسائل للتعبير عن ثقافة الضيافة وحسن الاستقبال التي تميز المجتمع الجزائري.”
الفناء الداخلي… القلب النابض للبيوت الجزائرية
تشكل الأفنية الداخلية مساحات رئيسية للسهرات الرمضانية العائلية تحت إضاءة الشموع وأقواس العمارة المنحوتة.
وتصف عيدود هذا الفضاء بقولها: “تصميم الفناء الداخلي يجمع بين الجمال العملي والراحة النفسية، ما يجعله القلب النابض للتجمعات الرمضانية. إنه مساحة تنبض بالحياة، حيث تلتقي الروحانية بالتصميم المعماري في تناغم فريد يعكس روح الشهر الفضيل.”
الجزائر اليوم: بين الأصالة والابتكار
الجزائر الحديثة أعادت ابتكار المشهد الرمضاني بإضاءة LED عصرية وزينة تجمع بين القديم والجديد.
وتعقّب عيدود: “الجزائر اليوم تخلق حوارًا بصريًا فريدًا بين الماضي والحاضر. استخدام الإضاءة الحديثة لا ينتقص من قيمة الزينة التقليدية، بل يعززها من خلال تقديمها في سياق عصري جذاب.
هذا التكامل يبرز فهمًا عميقًا لكيفية تطويع العمارة لخدمة الثقافة والهوية دون المساس بجوهرها.”
رمضان في الجزائر… قصة لا تنتهي
رمضان في الجزائر هو أكثر من مناسبة دينية؛ إنه احتفال بالهوية، لقاء بين الماضي والحاضر، وإبداع يروي حكاية شعب يجيد التعبير عن نفسه من خلال فنون المعمار والزينة.
وتختتم المهندسة ماجدة عيدود حديثها قائلة: “رمضان في الجزائر هو شهر يعكس روح الأمة، حيث تلتقي الزينة التقليدية بالتصميم العصري في مشهد يعبّر عن رحلة ثقافية متجددة. إنها لحظة يجتمع فيها الجمال المعماري مع القيم الروحية، ليقدم تجربة روحانية لا تُنسى، تؤكد أن الجزائر قادرة دومًا على إبهار العالم بثرائها الثقافي وتنوعها الجمالي.”
ظهرت المقالة زينة وتحضيرات رمضان في الجزائر: بين عبق التاريخ ورؤية الحاضر أولاً على الحياة.