“عرضة” الإفطار الرمضانية.. عادة متجذرة وسط العائلات القسنطينية

من بين العادات التي لا تزال العائلات القسنطينية تحافظ عليها على امتداد التاريخ، وبالخصوص في شهر رمضان عادة “الدعوة للفطور” أو ما يعرف بـ”عرضة الفطور”، وهي العادة أو التقليد الذي لا يزال مترسخا بالرغم من كل تلك المظاهر السلبية التي طغت على المجتمع بفعل عديد العوامل، كضيق الوقت بفعل العمل أو تربية الأطفال.. أو حتى […] The post “عرضة” الإفطار الرمضانية.. عادة متجذرة وسط العائلات القسنطينية appeared first on الشروق أونلاين.

مارس 25, 2025 - 14:55
 0
“عرضة” الإفطار الرمضانية.. عادة متجذرة وسط العائلات القسنطينية

من بين العادات التي لا تزال العائلات القسنطينية تحافظ عليها على امتداد التاريخ، وبالخصوص في شهر رمضان عادة “الدعوة للفطور” أو ما يعرف بـ”عرضة الفطور”، وهي العادة أو التقليد الذي لا يزال مترسخا بالرغم من كل تلك المظاهر السلبية التي طغت على المجتمع بفعل عديد العوامل، كضيق الوقت بفعل العمل أو تربية الأطفال.. أو حتى التكاليف، لتصنع بهجة وحركية أسرية وعائلية لها ذوق ونكهة خاصة في رمضان.
وإن كانت العرضة الرمضانية ليست محصورة في مدينة أو بلد معين من بلدان العالم الإسلامي أو حتى في دول أخرى بأوروبا وأمريكا والتي يصنعها أبناء الجالية العربية والإسلامية بالمهجر، إلا أن العرضة القسنطينية لها نكهة وذوق تتفرد به عن باقي الضيافات الرمضانية، تشتد بها ومعها أواصر صلة الأرحام، لتترسخ بتلك اللّمات العائلية عادات وتقاليد مدينة يختلف رمضان فيها عن أي بقعة في العالم.
ومنذ اليوم الأول لرمضان، وفي أحيان أخرى قبله بيوم أو يومين، تنطلق الدعوات للعرضة التي هي ضيافة إفطار تكون بين أفراد العائلة وتمتد للأصدقاء والزملاء، وتنتقل بشكل تدويري بين أفراد العرضة، إذ إنها تجمع في الأصل الأسر الصغيرة بمحيطها الأكبر الذي هو العائلة، وتنتقل في كل يوم من بيت لآخر، لتصنع أجواء رمضانية مميزة تجمع بين الروحاني والاجتماعي والتكافلي.
وغالبا ما تنطلق العرضة في أول أيامها من بيت العائلة الكبير، حيث تجتمع أسر الإخوة والأخوات بأولادهم وأزواجهم، وتطوف ببيوتهم جميعا، وبتوزيع على أيام الشهر الفضيل، في كل مرة عند أحدهم، لتختتم يوم العيد بمكان انطلاقها في بيت العائلة الكبير.

امتدت من العائلات إلى الشركاء والزملاء
ولا تنحصر العرضة الرمضانية بين الأسر والعائلات، بل تطورت في العقود الأخيرة، لتتمدد بين الشركاء وزملاء العمل وأسرهم، وتكون في أحيانا أخرى حتى بعض الجيران وبالخصوص منهم القدامى الذين فرقت بينهم ظروف الحياة، إما بالكبر والزواج أو التنقل إلى المدن والأقطاب السكنية الجديدة.
وعن ذلك، تروي السيدة سعاد بكير التي انتقلت للعيش في المدينة الجديدة علي منجلي منذ سنوات قليلة، أنها وعائلتها ينتهزون فرصة شهر رمضان، أين يستضيفون جيرانهم القدماء بقلب مدينة قسنطينة حيث كانوا يقيمون ببناية تجمع عديد الجيران، الذين تعدت العلاقة بينهم جدران تلك البناية، لتتوطد أكثر بتبادل الزيارات خلال المناسبات وحتى خارجها، وتتحدث السيدة سعاد بأن عرضة الفطور في رمضان لا تزال بنفس تقاليدها القديمة، حيث تعمد هي وأخواتها في حالة إن كن هن الضيفات إلى أخذ ما هو تقليدي معهن، حيث يقمن بإعداد السفنج المعسّل والمنكه بماء الزهر المقطر أو المقرقشات المنزلية، أو الهريسة الحلوة التي تشتهر بها قسنطينة وهي ليست قلب اللوز توضح السيدة سعاد.
وبعد الإفطار الذي يكون قسنطينيا خالصا من البوراك إلى الشربة فريك إلى أطباق طاجين الشواء أو الكفتة أو حتى شطيطحة الدجاج إلى طبق التحلية شباح السفرة، توضع صينية القهوة التي يتسامرن عليها، والتي تكون منمقة ومزينة بما جلبن معهن من حلوى تقليدية، إضافة لما يتم إعداده من طرف مضيفاتهن من مقروذ المقلة القسنطيني أو الجوزية، لتختتم السهرة بتناول وجبة السحور والتي تكون هي الأخرى قسنطينية خالصة بالمحلبي المعطر بماء الورد المقطر أو الطْبيخْ وهو طبق تحلية قديم مُعد بمرق لحم البقر المحلى، يتم تركيزه ومنة ثَمّ تزينه بحبات اللوز الكاملة المحمصة، وإرفاق ذلك لزاما محتوما بخبز الشريك وفاكهة غالبا ما تجمع الموز بالتفاح أو البرتقال.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “عرضة” الإفطار الرمضانية.. عادة متجذرة وسط العائلات القسنطينية appeared first on الشروق أونلاين.