فرنسا تجنح لخفض التصعيد !
أزمة دامت شهور .. مساع لرأب الصدع ثمانية أشهر اعتبرت الأصعب في العلاقات الجزائرية الفرنسية، إلى درجة القطيعة حسب بعض المراقبين. وكما للعلاقات بين الدول تكلفة مختلفة الأوجه، يظهر أن فرنسا فضلت الجنوح إلى تخفيض حدة أزمتها مع الجزائر. وعلى اعتبار الأهمية التي يليها كلا رئيسا البلدين للطرف الآخر، أصبح لزاما التوجه لخفض التصعيد والتصعيد …

أزمة دامت شهور .. مساع لرأب الصدع
ثمانية أشهر اعتبرت الأصعب في العلاقات الجزائرية الفرنسية، إلى درجة القطيعة حسب بعض المراقبين. وكما للعلاقات بين الدول تكلفة مختلفة الأوجه، يظهر أن فرنسا فضلت الجنوح إلى تخفيض حدة أزمتها مع الجزائر. وعلى اعتبار الأهمية التي يليها كلا رئيسا البلدين للطرف الآخر، أصبح لزاما التوجه لخفض التصعيد والتصعيد المضاد نتيجة المآلات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تربط الضفتين. وبين غباء اليمين المتطرف الساعي لرفع السقف عاليا لكل ماله ارتباط بالجزائر و بين بعض الأصوات المترزنة التي ترى في تأزيم العلاقة مع الجزائر مصدر قلق يزيد من تردّي الوضع الداخلي المتأزم أساسا، على أساس أنّ فتح جبهة جديدة مع الجزائر يهدد الاستقرار الطاقي والسلم الاجتماعي لفرنسا.
للجزائر أوراق أخرى ..!
من جهتها، أكدت الجزائر أن حل الخلافات وسوء التفاهم يجب أن يمر عن طريق القنوات القانونية والدبلوماسية وفق الأعراف المتداولة بين الدول في إطار احترام السيادة. وهذا ما لم يهضمه التيار المتطرف الفرنسي الذي لازال حبيس أفكاره البالية على أنّ زمن العلاقات الأبوية المستمدة من الفكر الاستعماري، الذي أظهر التاريخ فشله الذريع، ولم يعد له وقع على الجزائر التي أصبح في متناولها قائمة طويلة من المتعاملين الاقتصاديين والشركاء السياسيين الدوليين أكثر قوة وفعالية.
الوزير “بارو” في الجزائر
وفي محاولة لتهدئة الوضع ، كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية ” جان نويل بارو” ، بالقيام بزيارة رسمية للجزائر للقاء نظيره الجزائري “أحمد عطاف” بهدف إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي. في جعبة الطرف الفرنسي مجموعة من المسائل التي يراها مهمة نتيجة الآثار الداخلية خاصة فيما تعلّق بالهجرة غير الشرعية و قضايا الذاكرة. فكلا الموضوعين دسامة في معالجتهما التي جعلت منها أحزاب “اليمين الصلب” و “اليمين المتطرف” ورقة حزبية و انتخابية لمواجهة “أحزاب اليسار” التي ترى أنه من الضروري لفرنسا تحسين العلاقة مع الجزائر بما يتلاءم و التحولات الدولية الكبرى الحاصلة و المتسارعة.
تأكيد على مكانة الجزائر
و عليه، شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسي تأكيد على أهمية الجزائر من حيث المكانة الاقتصادية، و الدور المحوري في استقرار الضفة الجنوبية لأروبا التي ترى استقرارها الطاقوي على المدى الطويل مرهون بجودة علاقتها مع الجزائر. خطوات أولية تخطوها فرنسا الرسمية اتجاه الجزائر تطبيقا للمحاور التي أشار إليها الرئيس تبون إعلاميا، و هو ما اعتبر الأنسب لمكانة الجزائر و وزنها الإقليمي و الدولي.