فرنسا رهينة الانقسامات الداخلية!
كل يوم يمر، إلا و يزداد الصراع الداخلي المعبر عنه من طرف الأحزاب الفرنسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. استقرار دولة فرنسا أصبح رهين الانقسامات الداخلية بين صفوف الأحزاب مما يعكس مدى عمق الأزمة ما يعني أن مستقبل فرنسا يسير نحو المجهول. مطالب برحيل “روتايو” التحركات الكثيرة لـ” برونو روتايو” لم تمنح لحزبه السيطرة …

كل يوم يمر، إلا و يزداد الصراع الداخلي المعبر عنه من طرف الأحزاب الفرنسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية. استقرار دولة فرنسا أصبح رهين الانقسامات الداخلية بين صفوف الأحزاب مما يعكس مدى عمق الأزمة ما يعني أن مستقبل فرنسا يسير نحو المجهول.
مطالب برحيل “روتايو”
التحركات الكثيرة لـ” برونو روتايو” لم تمنح لحزبه السيطرة على الحياة السياسية بسبب حزب ” فرنسا الأبية” الذي، وبرغم النقد السياسي و الإعلامي، لايزال يؤثر في شريحة واسعة من المجتمع الفرنسي.
سياسة الاستقطاب دفعت حزب اليسار ” فرنسا الأبية” يدعو صراحة برحيل وزير الداخلية ” برونو روتايو” و اتهامه بإذكاء الإسلاموفوبيا و التفرقة بين الفرنسيين حسب دينهم بعد حادثة الاغتيال البشعة التي راح ضحيتها شاب مسلم ذو أصول مالية يبلغ من العمر 22 سنة و هوم يؤدي الصلاة.
عدم تنقله إلى مكان الحادثة البشعة اعتبر دليل على تقاعس من طرف “روتايو” الذي تحجج باجتماع طارئ داخل حزبه اليميني مفضلا خدمة موقعه الحزبي على واجبه الوزاري .
تعيش فرنسا وضع غير مستقر، زاد من حدته وزير داخلية يستغل منصبه الوزاري للاستقطاب السياسي ما يجعل الحلول تبتعد أكثر فأكثر، ما يعني مزيد من القلق الشعبي الذي بدوره قد يشجع الفئات المتطرفة للقيام بأمور خطيرة ضد الأمن العام.
إقرأ المزيد من هنا :
“روتايو، وزير داخلية بمهام وزير خارجية!”
نائب فرنسي يسخر من روتايو بسبب هوسه بالجزائر
ندد النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، دافيد غيرو، الأربعاء بالاستفزازات المستمرة لوزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو تجاه الجزائر متهما إياه بالتحرك خدمة لـ”مصالحه الشخصية”.
وخاطب النائب وزير الداخلية خلال جلسة في البرلمان قائلا “يبدو أنك أخطأت الوزارة لأنك لا تتحدث إلا عن الخارج وخاصة عن الجزائر، مع أن معدل تنفيذ أوامر مغادرة التراب الفرنسي بالنسبة للجزائر هو نفسه بالنسبة للمغرب وتونس ومالي مما يؤكد أنك لا تتحرك لصالح الفرنسيين بل لخدمة مصالحك الخاصة”. وبالفعل، قدم برونو روتايو الثلاثاء ترشحه رسميا لرئاسة حزب “الجمهوريين ” الذي ستجري انتخاباته خلال مؤتمر الحزب المقرر عقده يومي 17 و 18 مايو المقبل.
وحسب الملاحظين فإن المواقف التي تبناها روتايو في الأيام الأخيرة من خلال مضاعفة تصريحاته العدائية ضد الجزائر تعتبر جزءا من استراتيجية حملته الانتخابية لرئاسة الحزب .
غيرو لم يكتفِ بذلك، بل اتهم روتايو باعتماد أساليب مستوحاة من التيارات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، قائلًا: “لأجل الوجود السياسي، أنت تقلد أساليب الفاشيين عبر المحيط الأطلسي. لكنك لست ترامب، أنت مجرد لاعب بوق سياسي”.
وتساءل النائب :”أنت تقول بأنك تعمل لصالح فرنسا، ولكن كيف تزعم الدفاع عن فرنسا وأنت تدوس على قوانينها، وعلى الحقوق وعلى إيمان ملايين الفرنسيين المسلمين ؟”.كما تساءل في هذا السياق عن الأسباب التي تقف وراء إصرار ريتايو وحكومته على “قطع الصلة التاريخية بين الشعبين الجزائري والفرنسي”.
وطلب ذات المتحدث عن حزب فرنسا الأبية من وزير الداخلية، الذي عادة ما يسارع إلى التنديد بثقافة الإلغاء، “لماذا لا تحتجون عندما يلغي التلفزيون عرض وثائقي عن استخدام الأسلحة الكيميائية في الجزائر (من قبل فرنسا) ؟”، في إشارة إلى الوثائقي “الجزائر، أقسام الأسلحة الخاصة” الذي تم إلغاؤه من التلفزيون الفرنسي.
وأكد دافيد غيرو، مخاطبا رئيس الوزراء، فرانسوا بايرو، أن حكومته “ليست في مستوى تاريخنا المشترك، ليست في مستوى هؤلاء الجزائريين الذين سالت دماؤهم في مونتي كاسينو أو في إنزال بروفانس (…)”، متهما إياهم ب”الاعتداء على فرنسا عندما يتحدث (أنصاره) عن “أيام الاستعمار الجميلة”.