لالا زهرة بنت محمد بن دوحة أم الأمير عبد القادر

وريدة قادة/ إن المرأة المسلمة هي صانعة للرجال، فمهما ارتفع قدر الرجل وعظم شأنه لا بد أن تكون وراءه امرأة تسانده، وتشد ازره، وتعينه على النوائب، أما ربته أو زوجة ساندته أو بنتا أحبته. والمرأة المسلمة ليست كغيرها من النساء، لأن تربيتها ورعايتها وحنوها نهلتها من المنهج الخالد، منهج كتاب الله وسنة نبيه-صلى الله عليه …

مارس 10, 2025 - 15:21
 0
لالا زهرة بنت محمد بن دوحة أم الأمير عبد القادر

وريدة قادة/

إن المرأة المسلمة هي صانعة للرجال، فمهما ارتفع قدر الرجل وعظم شأنه لا بد أن تكون وراءه امرأة تسانده، وتشد ازره، وتعينه على النوائب، أما ربته أو زوجة ساندته أو بنتا أحبته.
والمرأة المسلمة ليست كغيرها من النساء، لأن تربيتها ورعايتها وحنوها نهلتها من المنهج الخالد، منهج كتاب الله وسنة نبيه-صلى الله عليه وسلم.
يحفظ لنا تاريخنا المجيد مواقف لأمهات عظيمات كن لأبنائهن وأزواجهن وإخوانهن عرائن تربوا فيها، فأطعمنهم حب العلم وحب التضحية في سبيل الله، ومن هؤلاء الزهرة بنت عبد القادر ابن خدة، ام العالم المجاهد الزاهد العابد: الأمير عبد القادر الجزائري.
كانت امرأة مثقفة صابرة، تقية، مجاهدة، تنحدر من بيت علم وتقوى، من أولاد سيدي عمر بن دوحة العمراوي، من ذرية الشيخ أعمر بن دوبة، كانت محبة للعلم فأبوها وزوجها من اعلام منطقتها، يقول عنها المؤرخ دولاكروا في كتابه «عبد القادر وتاريخه الخاص وسياسته»: (سيدة فاضلة بوقار سنها وطيبة روحها، كانت أفضل مستشار لابنها بما كانت تتمتع به من حكمة وتبصر)1.
اشتهرت أثناء مقاومة ابنها الأمير عبد القادر بتطبيب جرحى المجاهدين.
+نجحت في مواقف عديدة من معالجة حالات خطيرة.
ولمهارتها في هذا الميدان، كانت تُشرف بنفسها على مرضى وجرحى كبار الدولة. ولشهرتها في هذا الميدان جعلت من بين اهتمامات جواسيس الاحتلال الفرنسي، وذُكرت في أكثر من تقرير لأكثر من جاسوس. كما عُرفت رحمها الله بمواقفها النبيلة تجاه الأسرى أو السبايا من أهل الذمة، فقد كانت وهي في خيمتها من دائرة الأمير من الزمالة تطهو الفطور والغذاء للنسوة الأجنبيات، وتوصي الخادمات بهن.2
ربت هذه الأم أبناءها تربية صالحة، فقد كان لتلك البيئة الثقافية والاجتماعية التي تربى فيها الأمير عبد القادر دور كبير في تنشئته. كان الأمير بارا بأمه، ومن ذلك أنه حدث ذات يوم وهو عائد من معاركه إلى مدينته الجديدة الزمالة، عندما وصل إلى مضارب عائلته، دخل خيمة والدته، وقبل أن يزيل غبار المعارك والطريق عن جسمه، انحنى يقبل يديها وجلس عند قدميها، وأخذ يحدثها عن آخر معركة وانتصاره فيها، ومن استشهد من فرسانه، ومن قتل من أعدائه، وهي تستمع إليه بكل اهتمام.
سألته عن بقية المجاهدين، قائلة: «يا بني أشعر بوشائج قوية تربطني بالمجاهدين من أنصارك أصحاب الوفاء، وهؤلاء المؤمنون أشعر بخيوط خفية تربطني بهم، خيوط قدسية خفية تجعل يدي في جوف الليل وابتهالاتي في التهجد وصلواتي ترتفع لهم بالدعاء.
أجابها وهو يقبل يديها بحنان: هذه الجلسات يا أماه تحت قدميك هي من أفضل الأوقات المحببة إلى النفس، فهي تزودني بطاقات هائلة من القوة والاطمئنان وأشكر رب العالمين الذي وهبني أنا وإخوتي أما مثلك مجاهدة، مثالا للصبر والتقوى تستحق الإجلال والاحترام بين يديها الحنونتين3
1-نساء في حياة الأميرعبد القادر، الشروق أون لاين …عينك على الجزائر
hhttp:/www .echourouonline .com 4 /2/202212،25 على
2-مالا تعرفه على لالا الزهرة… الأم التي أنجبت الأمير عبد القادر
https://elmakal .dz 05/03/2022
3-علي محمد محمد الصلابي، كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، تاريخ الجزائر إلى ماقبل الحرب العالمية الأولى وسيرة الأمير عبد القادر، دار العز والكرامة-وهران-، دط، دت،ج1،ص:469