لهذه الأسباب والمزايا ستكون الجزائر قطبا إقليميّا للهيدروجين الأخضر

أكد خبير وباحث جزائري، أن الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر في الجزائر يتطلب رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار ندرة الموارد المائية، مشيرا إلى أن الجزائر تتمتّع بمزايا تنافسية نادرة تجعلها مؤهلة بقوة لتكون قطبا إقليميا لإنتاج وتصدير الهيدروجين، خصوصا أن 1 بالمائة من الصحراء الجزائرية القابلة للاستغلال للطاقة الشمسية يمكن أن تنتج كهرباء تكفي لتغطية الطلب […] The post لهذه الأسباب والمزايا ستكون الجزائر قطبا إقليميّا للهيدروجين الأخضر appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 6, 2025 - 17:33
 0
لهذه الأسباب والمزايا ستكون الجزائر قطبا إقليميّا للهيدروجين الأخضر

أكد خبير وباحث جزائري، أن الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر في الجزائر يتطلب رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار ندرة الموارد المائية، مشيرا إلى أن الجزائر تتمتّع بمزايا تنافسية نادرة تجعلها مؤهلة بقوة لتكون قطبا إقليميا لإنتاج وتصدير الهيدروجين، خصوصا أن 1 بالمائة من الصحراء الجزائرية القابلة للاستغلال للطاقة الشمسية يمكن أن تنتج كهرباء تكفي لتغطية الطلب الوطني لعدة مرات.
في هذا السياق، أوضح نجيب درويش، وهو باحث ومدير أبحاث في مجال التغير المناخي وسياسات المياه وخبير في تحلية المياه، في مقال له على حسابه الرسمي على شبكة “لينكدإن” نشره بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال، حمل عنوان: ثورة الجزائر في مجال الهيدروجين الأخضر: مسار إستراتيجي نحو الريادة الطاقوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أن المقومات الطبيعية التي تملكها البلاد تعد من بين الأقوى عالميا، خاصة فيما يتعلق بالإشعاع الشمسي، حيث تصنف الجزائر ضمن الدول الأكثر إشعاعا على كوكب الأرض، ما يمنحها قدرة عالية على إنتاج الكهرباء المتجددة بأسعار منخفضة، وهي من الشروط الأساسية لخفض كلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأشار درويش، الذي شغل سابقا منصب مدير عام الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، إلى أن 1 بالمائة فقط من الأراضي الصحراوية القابلة للاستغلال يمكنها أن تنتج طاقة كافية لتغطية الطلب الوطني لمرات عديدة، وهو ما يمنح الجزائر تفوقا نادرا مقارنة بدول أخرى تسعى لتطوير هذا القطاع.
ولفت الباحث إلى أهمية البنية التحتية الطاقوية القائمة، لاسيما شبكة أنابيب الغاز الممتدة لأكثر من 16 ألف كيلومتر، والتي يمكن تكييفها لنقل الهيدروجين نحو أوروبا بتكاليف منخفضة نسبيا.
وشدّد الباحث الجزائري على أن قرب الجزائر الجغرافي من القارة الأوروبية، حيث أنها على بعد 300 كيلومتر فقط من السواحل الجنوبية، يمنحها أفضلية إستراتيجية من حيث سرعة التوريد وتكامل المعايير التقنية، وهو ما قد يسهل اندماجها في السوق الأوروبية للهيدروجين النظيف، خاصة في إطار مشاريع الربط الإقليمي مثل “ممر الهيدروجين الجنوبي”.
كما أوضح درويش، أن الجزائر بدأت بالفعل في تنفيذ مشاريع تجريبية طموحة، مثل المشروع النموذجي في أرزيو لإنتاج الهيدروجين بدعم ألماني، إلى جانب شراكات مع مؤسسات أوروبية لتطوير الوقود الاصطناعي، ما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالإمكانات الجزائرية في هذا المجال.
وفي ما يخص التحدّيات، أشار الباحث إلى أن أزمة المياه تبقى أبرز العقبات أمام تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، نظرا للحاجة إلى كميات كبيرة من المياه فائقة النقاء في عملية التحليل الكهربائي.
لكنه في المقابل، نوه بالاستثمارات التي أطلقتها الحكومة في مجال تحلية مياه البحر، والتي يتوقع أن تتجاوز قدرتها 5.2 ملايين متر مكعب يوميا بحلول عام 2030، مما سيوفر جزءا هاما من حاجيات الصناعة الجديدة.
وشدّد درويش، في ختام تحليله، على أن النجاح في هذا المسار يتطلب تسريع إعداد إستراتيجية وطنية واضحة للهيدروجين، تتضمن آليات التحفيز الجبائي، والمعايير التنظيمية، وتطوير رأس المال البشري، مؤكدا أن الفرصة سانحة لتثبيت موقع الجزائر كمزوّد رئيس للطاقة النظيفة في الضفة الجنوبية للمتوسط.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post لهذه الأسباب والمزايا ستكون الجزائر قطبا إقليميّا للهيدروجين الأخضر appeared first on الشروق أونلاين.