موقف حزب إسباني مرشّح لرئاسة الحكومة يربك نظام المغرب!
تسبب موقف سياسي إسباني منتقد لتسبّب مدريد في الأزمة التي نشبت مع الجزائر قبل نحو ثلاث سنوات، في خطوات وقرارات متشنجة أقدم عليها النظام المغربي وبعض أذرعه السياسية، على غرار حزب الاستقلال، بهدف ثني الطرف الإسباني عن أي تقارب مع الجزائر. وخلال انعقاد مؤتمره العام الأسبوع المنصرم، أكد الحزب الشعبي الإسباني المحافظ، وهو أكبر قوة […] The post موقف حزب إسباني مرشّح لرئاسة الحكومة يربك نظام المغرب! appeared first on الشروق أونلاين.


تسبب موقف سياسي إسباني منتقد لتسبّب مدريد في الأزمة التي نشبت مع الجزائر قبل نحو ثلاث سنوات، في خطوات وقرارات متشنجة أقدم عليها النظام المغربي وبعض أذرعه السياسية، على غرار حزب الاستقلال، بهدف ثني الطرف الإسباني عن أي تقارب مع الجزائر.
وخلال انعقاد مؤتمره العام الأسبوع المنصرم، أكد الحزب الشعبي الإسباني المحافظ، وهو أكبر قوة سياسية في البلاد، أنه سيؤيد مساعي الأمم المتحدة لحل القضية الصحراوية، كما استنكر موقف حكومة بيدرو سانشيز المؤيد للطرح الاستعماري المغربي في الصحراء الغربية المدرجة ضمن الأقاليم المعنية بتصفية الاستعمار منذ أزيد من ستة عقود.
وخلال المؤتمر رافع رئيس الحزب، ألبيرتو نونيز فيخو، من أجل علاقات متوازنة مع الجزائر باعتبارها دولة محورية في منطقة شمال إفريقيا، كما دعيت جبهة البوليساريو للمشاركة في المؤتمر، وحظي ممثلها في مدريد، عبد الله العرابي، باستقبال خاص، وهو ما تسبب في صدمة لدى النظام المغربي.
وردا على هذا الموقف من الحزب الشعبي المحافظ في إسبانيا، أقدم النظام العلوي في الرباط على إغلاق المكتبين الجُمركيين في كل من مدينتي سبتة ومليلية، علما أن هذين المكتبين كانا من بين بنود صفقة الرباط ومدريد قبل أزيد من ثلاث سنوات بشأن القضية الصحراوية.
أكثر من ذلك، فقد وجه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، رسالة خطية إلى الأمين العام للحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيجو، يطالبه فيها بتوضيح موقف حزبه بشأن قضية الصحراء الغربية، وعبّر الحزب في الرسالة عن “القلق العميق من غياب وضوح موقف حزب الشعب بخصوص قضية الصحراء الغربية”.
كما عبّر حزب الاستقلال المعروف بمواقفه التوسعية والاستعمارية عن استغرابه من أن حزب الشعب الإسباني، “رغم ثقله السياسي وانتمائه إلى حزب الشعب الأوروبي (PPE)”، لم يساير الطروحات الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي، في سنة 2007، وفق ما جاء في الرسالة.
وتعليقا على الهلع الذي انتاب النظام المغربي وأذرعه السياسية، بعد موقف الحزب الشعبي الإسباني، يرى المحلل السياسي والباحث بجامعة اشبيلية الإسبانية، محمد بشير لحسن، أن “موضوع السياسة الخارجية من اختصاص النظام المغربي، ولا يمكن لأي مسؤول في حزب أن يتحرك بدون موافقة النظام، الذي يعتبر الأحزاب مجرد أذرع سياسية له”.
وبرأي الباحث بجامعة اشبيلية، فإن النظام المغربي وجه رسالة عبر حزب الاستقلال، وهو حزب سلطة توسعي، لذلك أعتقد أن النظام المغربي مستاء من خطوات الحزب الشعبي الإسباني، الذي يعتبر الأوفر حظا للفوز في الانتخابات المقبلة”، ما من شأنه أن يعيد الموقف الإسباني من قضية الصحراء الغربية إلى مربع البداية.
ومعلوم أن الحزب الشعبي الإسباني المحافظ، كان قد فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل نحو سنتين من الآن، غير أن عدم تحقيقه الأغلبية المطلقة، مكّن الحزب الاشتراكي الحاكم حاليا من بناء تحالفات أبقته في رئاسة الحكومة، وتشير عمليات سبر الآراء الحالية إلى قيادته للحكومة المقبلة بعد الانتخابات التشريعية، لأن الحزب الاشتراكي الحاكم غارق حتى أذنيه في قضايا فساد، إن على مستوى عائلة رئيس الحكومة (زوجته متورطة في قضية فساد)، أو على مستوى الحزب ذاته، بتورط قادة بارزين فيه أيضا في فضائح فساد.
ويعتقد محمد بشير لحسن، أن غضب النظام المغربي من الحزب الشعبي الإسباني، راجع أيضا لدعوته ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي لحضور المؤتمر وجلوسه بين كبار قادة الحزب، وهو أسلوب استفزازي يستهدف تهديد السلطات الرسمية الإسبانية من الإقدام على تغيير موقفها من القضية الصحراوية، بعدما اعتقد النظام المغربي أن الأمور قد حسمت.
وعن خيارات الحزب الاسباني في التعاطي مع الجزائر والقضية الصحراوية في حال وصوله المرتقب إلى السلطة، يرى الباحث بجامعة إشبيلية الإسبانية، أنه سوف لن يخضع للابتزاز وسيحرص على بناء علاقة متوازنة مع الجزائر، عكس ما قامت به حكومة بيدرو سانشيز، التي قضت على تراكمات حياد سياسة مدريد التاريخية بشأن هذه القضية الحساسة، علما أن الحزب الشعبي كان قد انتقد بشدة تغيير حكومة سانشيز لموقفها من الصحراء الغربية قبل أزيد من ثلاث سنوات، ما تسبب كما هو معلوم في أزمة حادة مع الجزائر.
ويرى محمد بشير لحسن أن النظام المغربي يحرص على أن تكون مواقف مدريد متواطئة معه فيما يتعلق بالقضية الصحراوية والعلاقات مع الجزائر، وهو ما لم يقع فيه الحزب الشعبي المحافظ، على العكس من الحزب الاشتراكي، الذي يبقى تاريخه حافلا بخيانة القضية الصحراوية، يقول الباحث بجامعة إشبيلية، منذ ثمانيات القرن الماضي.
ويضيف بشير لحسن: “على حكومة بيدرو سانشيز أن توضح اليوم للشعب الإسباني، لماذا أغلق النظام المغربي المنافذ الجمركية في جيبي سبتة ومليلية، في الوقت الذي يتحدث في كل مرة عن علاقات جيدة مع الرباط. إن سانشيز يوجد في حرج كبير أمام الرأي العام في بلاده، لأن ما حصل يعتبر إهانة كبيرة لحكومة مدريد وللشعب الإسباني بعد هذه الخطوة”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post موقف حزب إسباني مرشّح لرئاسة الحكومة يربك نظام المغرب! appeared first on الشروق أونلاين.