موقف مستفز من نظام المغرب للجزائر على الأراضي الإسبانية

استغل وزير خارجية النظام المغربي، ناصر بوريطة، لقاءه بنظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، ليستهدف ضرب العودة إلى العلاقات الطبيعية بين الجزائر ومدريد، بعدما يقارب السنتين من أزمة دبلوماسية حادة في أعقاب التغيّر الذي حصل في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية. وفي ندوة صحفية مشتركة بالعاصمة الإسبانية، وجّه وزير خارجية المملكة العلوية رسائل مشفرة للجزائر فيها […] The post موقف مستفز من نظام المغرب للجزائر على الأراضي الإسبانية appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 18, 2025 - 20:47
 0
موقف مستفز من نظام المغرب للجزائر على الأراضي الإسبانية

استغل وزير خارجية النظام المغربي، ناصر بوريطة، لقاءه بنظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، ليستهدف ضرب العودة إلى العلاقات الطبيعية بين الجزائر ومدريد، بعدما يقارب السنتين من أزمة دبلوماسية حادة في أعقاب التغيّر الذي حصل في الموقف الإسباني من القضية الصحراوية.
وفي ندوة صحفية مشتركة بالعاصمة الإسبانية، وجّه وزير خارجية المملكة العلوية رسائل مشفرة للجزائر فيها الكثير من الوقاحة والاستفزاز للجزائر، والإحراج للطرف الإسباني، عندما قال: “ليس الجميع سعيدا بمستوى العلاقات المغربية – الإسبانية الحالية”، في إشارة ضمنية إلى الجزائر.
وتتكشف نية المسؤول بالنظام العلوي في العبارة التالية: “هناك من يريدون تحويل هذه العلاقة إلى عنصر للجدال السياسي أو موضوعا للمزايدات، أو إعادتها إلى الوراء، إلى زمن الصراع والمشاكل، لكن إرادة القيادات في البلدين، والفاعلين الحقيقيين فيها، تضع أسسا تمنع الرجوع إلى الوراء”، ويذهب وزير خارجية الرباط بعيدا عندما يستعمل كلمة “المخبرين”، وهو يتحدث عن الطرف الثالث الذي يستهدف تدمير علاقات بلاده مع مملكة إسبانيا، على حد زعمه.
ويؤشر كلام رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى أنه يحاول تحميل مسؤولية الأزمة التي عاشتها العلاقات الإسبانية – المغربية في سنة 2021، إلى طرف ثالث هو الجزائر، في وقت يدرك الجميع أن سبب تلك الأزمة إنما سببها تورط النظام المغربي في التجسّس عبر برمجية “بيغاسوس” الصهيونية، على هواتف عدد من كبار المسؤولين في جارتها الشمالية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية، خوسي مانويل ألباريز، ووزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسما قوميز، ووزير الدفاع، مارغريتا روبلس.
وكانت العلاقات الجزائرية – الإسبانية قد دخلت نفقا مظلما قبل أزيد من ثلاث سنوات، في أعقاب التغيّر الذي طرأ على الموقف الإسباني من القضية الصحراوية، ووصل الأمر حد سحب السفير من مدريد، وتسليط عقوبات اقتصادية مؤلمة على الطرف الإسباني لم ترفع إلا قبل نحو سنة من الآن.
وتعتبر تصريحات رئيس الدبلوماسية الإسبانية خروجا عن الأعراف الدبلوماسية، لأنها صدرت من على منبر دولة مضيفة، لم يمض وقت طويل على استعادة علاقاتها مع الجزائر، الأمر الذي يعد إحراجا كبيرا لحكومة مدريد، التي استنفدت جهودا كبيرة واستهلكت وقتا ليس بالقصير قبل أن تستعيد عافية علاقاتها مع الجزائر، بعد أن تكبّدت مؤسساتها الاقتصادية، التي تصدّر إلى الجزائر، خسائر فادحة، على مدار ما يقارب السنتين من عمر الأزمة.
وسبق لحادثة مشابهة كان النظام المغربي طرفا فيها، قد تسبّبت في قطع العلاقات الدبلوماسية، ويشار هنا إلى التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية الكيان الصهيوني، يائير لابيد، قبل أزيد من أربع سنوات، من العاصمة المغربية الرباط، في ندوة مشتركة مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، عندما هاجم الجزائر، في سابقة لم تحدث من قبل في أي دولة عربية أو إسلامية.
ومعلوم أن هذه الحادثة المخزية التي تورط فيها النظام المغربي، كانت من بين الأسباب التي دفعت السلطات الجزائرية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، في صائفة 2021، كما هو معلوم، وأرفقتها بعقوبات اقتصادية مؤلمة، على غرار وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي – الأوروبي، الذي كان يصدّر الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر التراب المغربي، وكان يستفيد منه النظام العلوي بالحصول على نسبة معينة من الغاز مع ملايين الدولارات، في صورة رسوم على مرور الأنبوب على التراب المغربي.
وإن لم تعلّق السلطات الجزائرية على الاستفزازات غير المباشرة التي صدرت عن مسؤول بارز في النظام العلوي، إلا أن ذلك سوف لن يمر بدون أن يسجل ويحسب على الطرف الإسباني، كتصرف غير ودي، من شأنه أن يؤثر على استعادة العلاقات الثنائية عافيتها.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post موقف مستفز من نظام المغرب للجزائر على الأراضي الإسبانية appeared first on الشروق أونلاين.